الإنترنت دمر سوق الإعلام

r_Apple Chief Executive Steve Jobs uses an iPad to run Apple TV as he speaks on stage at Apple's music-themed September media event in San Francisco, California

استعراض قدرات آيباد في التعامل مع الموسيقى بالإنترنت (أرشيف-رويترز)

قال الكاتب روبرت ليفين في مقال بصحيفة أوبزرفر إن أثر القرصنة على الأعمال في الإنترنت كان مدمرا، فطيلة عقدي الثمانينيات والتسعينيات ظلت شبكة تلفزيون "أن بي سي" تسيطر على قطاع التلفزيون بأميركا عبر مجموعة من المسلسلات والأعمال التلفزيونية، وكانت "أن بي سي" أحد أكبر القطاعات المربحة في مؤسستها الأم جنرال إلكتريك، ولكن عندما تحولت الأخيرة إلى ملكية شركة كومكاست أصبحت قيمة "أن بي سي" في الصفقة صفرا.

ووصف ليفين "أن بي سي" بأنها ليست وحدها في هذا السقوط، فواشنطن بوست التي تركت معالمها واضحة بالصحافة الأميركية عندما غطت فضيحة ووترغيت، أقدمت على تخفيض طاقمها الإخباري وأغلقت مكاتبها الوطنية وأعلنت أنها "لم تعد مؤسسة إنجازات إعلامية وطنية" كما أن قيمة شركة متروغولدوين ماير هبطت الفترة الأخيرة لأقل من نصف قيمتها عام 2005.

وأوضح أن هذه الشركات تواجه مشكلة واحدة وهي قلة الأرباح، ولا يعود الأمر إلى نقصان الجمهور أو ضعف اهتمامه بالأفلام والإعلام، بل هو يتزايد واهتمامه كذلك، لكن المشكلة أن الشبكة العنكبوتية التي وسعت قاعدة المشاهدين والقراء ساهمت أيضا في تدمير سوق هذه المؤسسات.

وكشف الكاتب أنه بالعقد الماضي كان الجزء الأعظم من الفائدة التي تصنعها شركات الموسيقى والأفلام والصحف يعود لأطراف أخرى وهي شركات التكنولوجيا والقراصنة، فموقع بايرت باي صنع ثروته بعرض ألبومات كبيرة بطريقة غير شرعية، وموقع يوتيوب الذي يبث مقاطع من عروض تقدمها "أن بي سي" بنى ثروة جعلت موقع غوغل يشتريه بقيمة 1.65 مليار دولار، كما أن هافينغتون بوست أصبح موقعا شعبيا كونه يعيد نشر مقالات الصحف.

وقال إن الشركات سابقا كانت تتابع تسويق إنتاجها، أما اليوم فالشبكة الدولية غيّرت المعايير، ليس بسبب سهولة نقل المواد الرقمية ولكن بسبب تغير القوانين التي سمحت لشركات التكنولوجيا بالإفلات من مسؤوليتها في إنشاء سوق مضطرب، فاليوم توجد أعداد كبيرة من المواقع التي تقدم الموسيقى وأخرى تقدم مختصرات إخبارية، ويعود جزء من المسؤولية للقرصنة الزاحفة على السوق.

كما أشار الكاتب إلى وجود تعارض بين المنتجين والموزعين، فقال إن شركات مثل غوغل وآبل لا توليان أهمية لبيع الموسيقى لأنهما تحققان أرباحهما من أعمال أخرى مثل الإعلانات وبيع الأجهزة، فغوغل تساعد المستهلكين على البحث عن الأغنية التي يريدون ثم تنزيلها سواء كان ذلك الأمر شرعيا أم لا، بينما تسعى لتخفيض أسعار الأغاني لأن ذلك يجعل الأجهزة التي تصنعها أكثر أهمية، وهذه الممارسات لا تضر الموسيقى فقط بل تضع المشاكل أمام الشركات والموسيقيين المستقلين أيضا.

المصدر : أوبزرفر