إحباط بأميركا بسبب أزمة الديون

R_U.S. President Barack Obama (C) sit with House Speaker John Boehner (R-OH) (L) and Senate Majority Leader Harry Reid (D-NV) during a meeting about the debt limit at the White House in Washington July 23, 2011

أوباما محبط من الموقف المتشدد لرئيس مجلس النواب جون بينر (رويترز)

تساءلت صحيفة ذي غارديان عن سبب عدم قبول الجمهوريين لحل وسط بشأن مباحثات سقف الديون الأميركية، وأشارت إلى أن الرئيس باراك أوباما طوال الأسبوع الماضي أبدى إحباطه المتزايد من رئيس مجلس النواب جون بينر -شريك التفاوض الرئيسي في نقاش سقف الديون- أمام الكاميرات. وفي مؤتمر صحفي بعد انهيار مباحثات الحد من الدين، قال الرئيس إنه "من الصعب فهم سبب عزوف بينر عن هذا الاتفاق".

وقالت الصحيفة إن هذا الأمر قد يقلل من حجم مهمة بينر لأن أوباما نفسه أقر بذلك ضمنا عندما قال أثناء خطابه المتلفز للأمة إن "عددا كبيرا من الجمهوريين في الكونغرس يصرون على نهج التخفيضات فقط". وفي نهاية المطاف لا يمكن لأي تمديد لسقف الديون أن يتحرك بدون موافقة مجلس النواب، وموافقته معناها أن بينر يجب أن يكون قادرا على ترويج أي اتفاق في اجتماع الجمهوريين.

ورأت الصحيفة أن هناك أربعة أسباب أدت إلى وصول المباحثات إلى طريق مسدود:

أولها- أن كثيرا من الجمهوريين في مجلس النواب لا يريدون رفع سقف الديون على الإطلاق، إذ إن 40 إلى 50 من زملاء بينر يعارضون هذا الرفع من حيث المبدأ، وكثير من هؤلاء يعتقدون أن التخلف عن سداد الدين يمكن تفاديه بوسائل أخرى، بينما لا يريد آخرون ببساطة الإدلاء بأصواتهم من أجل المزيد من الاقتراض الحكومي.

ثانيا- أن كثيرا من المبتدئين يعتقدون أنهم انتُخبوا لعكس الدين الحكومي. وفي خطابه ألمح أوباما إلى أن رفع سقف الديون أصبح مسألة روتينية، واستشهد بإحصاءات تبين أنها مُددت 18 مرة خلال حكم رونالد ريغان و7 مرات في عهد جورج بوش.

ولكن بالنسبة للمبتدئين في حزب الشاي فهذه هي المشكلة بالتحديد، إذ أصبح سقف الديون الأعلى أمرا روتينيا، حيث إن كل كونغرس يحطم مستويات الديون المسموح بها التي وضعها الكونغرس السابق. كما يعتقدون أنه رفض الزيادة أو اقترانها بتخفيضات إنفاق متناسبة يشكل الطريقة الوحيدة لعكس هذا التوجه المقلق.

ثالثا- أن معظم الجمهوريين بمجلس النواب تعهدوا بعدم رفع الضرائب، وأوباما قد يرغب في المزيد من الإيرادات على الطاولة، لكن معظم الجمهوريين استبعدوا ذلك حتى قبل فوزهم بالانتخابات. ومعدلات الضريبة الهامشية الأعلى على أي مستوى دخل لا يمكن ببساطة تمريرها في المجلس.

رابعا- أن أي اتفاق مبني أساسا على الأصوات الديمقراطية من المحتمل أن يكون غير مفعل.

وبادئ ذي بدء، من غير الواضح أن اجتماع نانسي بيلوسي سيرغب في إنقاذ بينر بهذه الطريقة حتى إذا كان بإمكانهم ذلك. كما أن رئاسة بينر للمجلس يمكن أن تتعرض للخطر بسبب مثل هذا الاتفاق.

وختمت الصحيفة بأنه عندما تراعى كل هذه العوامل، يتضح أمر واحد وهو أن أوباما قد يكون محبطا، لكن بينر هو في الحقيقة الذي يتحمل المهمة الأصعب.

المصدر : غارديان