اضطراب اليمن يهدد العالم

Defected army soldiers search a car at a checkpoint on a street in Sanaa June 6, 2011. Yemenis celebrated on Monday what many hope will be a new era without President Ali Abdullah Saleh, now recuperating in Saudi Arabia after an operation to remove shrapnel from his chest a day earlier.

جنود منشقون يفتشون سيارة في شارع بصنعاء أمس الأول (رويترز)

قال مدير منتدى الشرق الأوسط دانيال بايبس إن اليمن يهدد العالم للمرة الأولى في تاريخه الطويل، وأضاف في مقال نشرته صحيفة واشنطن تايمز أن هذا الخطر يأتي بطريقتين: الأولى اصطدامه بالغرب قبل الاحتجاجات الحالية، وشرح ذلك بضعف نظام الرئيس علي عبد الله صالح وهو ما أتاح لتنظيم القاعدة ضرب الأميركيين والفرنسيين في اليمن أو التخطيط منه لضرب المصالح الغربية في مناطق أخرى، وأبدى تخوفه من أن ذهاب صالح إلى السعودية واحتمال عدم عودته منها سيفتح المجال أكثر لمخاطر من هذا النوع.

أما الطريقة الثانية فيقول بايبس إنها أشد تأثيرا، ويشرح ذلك بقوله إن انهيار اليمن سيؤدي إلى فراغه وحدوث نزوح للاجئين بالملايين.

وقال إن المشكلة تبدأ بشح المياه، وينقل عن غيرهارد ليشتنهيلر -وهو مختص في مشاكل المياه- ما كتبه في العام الماضي عن مناطق جبلية عدة تعرضت لنقصان المياه حيث وصل الانخفاض إلى مستوى ربع الكمية العادية للفرد في اليوم الواحد، كما أن مستوى المياه الجوفية يتناقص بمعدل عشرة إلى عشرين قدما سنويا، وهو ما يهدد الزراعة ويترك المدن الكبيرة بدون مياه شرب آمنة، ومدينة صنعاء هي أول عاصمة في العالم مرشحة للتعرض للعطش.

كما ينقل بايبس عن صحيفة تايمز البريطانية ما ذكرته من أن الأمر لا يتعلق بصنعاء وحدها، بل اليمن ذاته مرشح ليكون أول دولة تعاني من العطش. وأضاف أن ملامح انهيار اقتصادي تتزايد يوما بعد آخر، مع تقلص إمدادات الطاقة لدرجة أن الشاحنات والحافلات تنتظر ساعات طويلة أمام محطات الوقود.

وقال إنه بالإضافة إلى هذه المشاكل فإن لليمن أعلى معدلات الولادة في العالم بنسبة 6.5 أطفال لكل امرأة، ومن المحتمل أن يرتفع عدد السكان البالغ حاليا 24 مليون نسمة إلى 48 مليونا في الأعوام الثلاثين المقبلة.

ومضى بايبس يشرح المشكلة المقبلة في مرحلة ما بعد صالح فيقول إن الفصائل المتصارعة على السلطة لن تتفق بسهولة، ويبدي مخاوفه من الانزلاق إلى وضع شبيه بما هو عليه الأمر في أفغانستان والصومال، خاصة بوجود أطراف قبلية متصارعة ومسلحي القاعدة والحوثيين الموالين لإيران.

وختم متسائلا "هل يستطيع العالم منع الكارثة المحدقة باليمن؟"، ويجيب بالنفي موضحا أن "أرض اليمن وثقافته تجعل من كل تدخل عسكري عملا فاشلا، وفي هذا الوقت الذي يعاني فيه الجميع من العجز والتقشف لن يتدخل أحد ويدعم الاقتصاد اليمني المنهار، ولن تتطوع أي دولة لتأخذ ملايين اللاجئين، وفي هذه الأوقات الحالكة، على اليمنيين أن يواجهوا مصيرهم وحدهم".

المصدر : واشنطن تايمز