هل يحيي الغرب علاقته بالمسلمين؟

الإسلام والولايات المتحدة الأميركية


تساءل البروفيسور في الدراسات الإسلامية بجامعة أكسفورد طارق رمضان عما إن كان الغرب سيعمل على إحياء علاقته بالعالم الإسلامي في ضوء ربيع العرب، والقضاء على ما يوصف برمز "الإرهاب" زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن.

ويقول -في مقال له بصحيفة كريستيان ساينس مونيتور- إن مقتل بن لادن باعتباره "أيقونة ورمزا للإرهاب"، لا يشكل حدثا بالنسبة للمسلين في العالم، ولاسيما أن رؤيته وأفعاله لم تكن تحظى باحترام، حسب ما أكدته استطلاعات أجرتها حكومات غربية وخبراء في "مكافحة الإرهاب".

ومع تحذيره من عمليات انتقامية، ودعوته للتعاطي معها بحزم، يؤكد الكاتب أن المهمة يجب أن تقتصر على مكافحة وتحييد الأفعال المنعزلة، بعيدا عن الاستفزاز الذي يمكن أن يستخدم دون أدنى حجة لتبرير فلسفة العمل السياسي، وهو المسار الذي تبنته إدارة الرئيس السابق جورج بوش.

ويشير رمضان إلى أن الوقت قد حان للتعامل مع "الإرهاب" كما هو: عمل جماعات صغيرة لا تمثل الإسلام أو المسلمين، ويتمثل في مواقف سياسية تفتقر إلى المصداقية في المجتمعات ذات الأغلبية المسلمة.

الربيع العربي ربما يكون خريفا للعلاقات بين العالم العربي والغرب، وطريقا جديدا لربيع آخر على نطاق أوسع يمتد بين الشرق والغرب

معوقات العلاقة
ويرى الكاتب أن عناصر الفلسفة السياسية الجديدة التي تحدد علاقة الغرب مع الإسلام والمسلمين يمكن أن تنبثق من بوتقة الحركة واسعة النطاق من أجل العدالة والحرية والديمقراطية والكرامة التي تجتاح شمال أفريقيا والشرق الأوسط.

كما أن الولادة الجديدة الجارية في الشرق الأوسط يجب أن تفهم أولا على أنها دعوة للغرب لإعادة تقييم الذات، وبمجرد أن تنتهي الاحتفالات بموت بن لادن، يتعين على الغرب أن يتحرك بسرعة لإعادة النظر في سياساته الإقليمية، حسب تعبير الكاتب.

ويسرد رمضان جملة مما وصفها بالمعوقات التي تقف أمام التطور الإيجابي في العلاقات مع العالم الإسلامي، منها الوجود الأميركي والأوروبي في أفغانستان والعراق، إلى جانب غياب الالتزام الثابت بحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

وعلى المستوى الداخلي، هناك التشريعات التمييزية التي تمس كرامة الإنسان والحرية الشخصية، ووجود معتقل غوانتانامو واستخدام التعذيب، وهي ممارسات توسع دائرة عدم الثقة بالولايات المتحدة وحلفائها.

ويذكر الكاتب أيضا أن الدعم الانتقائي لما وصفه بالدكتاتوريات في الشرق الأوسط يجب أن يعاد النظر فيه، خشية أن تطرح تلك السياسات أسئلة مشروعة بشأن دعم الغرب الحقيقي للعملية الديمقراطية في العالم العربي.

وفي الختام يقول إن أميركا شأنها في ذلك شأن أميركا الجنوبية والصين والهند وتركيا- تعرف بالضبط ما يجري حاليا، مرجحا أن يكون الربيع العربي خريفا للعلاقات بين العالم العربي والغرب، وطريقا جديدا لربيع آخر على نطاق أوسع يمتد بين الشرق والغرب.

ويقول إن الإعلان عن مقتل بن لادن في ضوء بروز المشهد الاقتصادي الجغرافي- يحمل في طياته كل العناصر التي تجعل منه حدثا عابرا وفاقدا لبريقه.

المصدر : كريستيان ساينس مونيتور