هل تطيح الطبقة الوسطى بالأسد؟

Crowds carry a huge Syria flag during a protest in Al-Qamishly May 6, 2011 in this still image taken from video uploaded on a social media website. Syrian security forces killed 22 protesters on Friday demanding an end to President Bashar al-Assad's rule, rights campaigners said, and the European Union agreed to impose sanctions in response to his crackdown.

كاتب المقال: حاشية الرئيس الأسد أقنتعه بأن الشعب لن يخرج ضد نظامه (رويترز)

كتب الناشط الحقوقي السوري أحمد حسين مقالا نشرته صحيفة ذي غارديان أن انضمام الطبقة الوسطى إلى الفقراء الساخطين على النظام قد يرجح الكفة ضد الطبقة الغنية المؤيدة للنظام. وتحدثت من جانبها صحيفة تايمز عن قبضة النظام على العاصمة باعتبارها الرهان على نجاته.

ويستهل الكاتب بحديث للرئيس بشار الأسد في نهاية يناير/كانون الثاني مع صحيفة وول ستريت جورنال حين زعم أن نظامه محصن من ضغوط الثورات الموالية للديمقراطية التي تجتاح الشرق الأوسط باعتبار أن نظامه "مرتبط ارتباطا وثيقا مع شعبه".

غير أن الكاتب يعلق على ذلك قائلا إنه كان مخطئا في ذلك "لأن أفكار النظام في واد وأفكار الشعب في واد أخر".

ويشير حسين إلى أن الأسد يعتقد أن شعبه لن يخرج إلى الشارع للمطالبة بالحرية نظرا لأن حاشيته المقربين المؤلفة من المسؤولين الذين يحيطون به وينتفعون من النظام، أقنعته بأن الأغلبية العظمى من الشعب تدعم الرئيس وحكومته.

ولكن رغم الجدار الشاهق من الخوف الذي شيده النظام على مدى أربعة عقود -حسب الكاتب- فإن الأسد فقد رهانه ونزعت شرعيته عبر خروج المحتجين المطالبين بالحرية، وهو يفقد بسرعة كبيرة معركته مع من هو في أمس الحاجة إليهم، وهم المتمثلين في الطبقة الوسطى.

ويقول الكاتب إن انشقاقا برز في الأيام الأولى من المظاهرات في المجتمع السوري بين المؤيدين والمعارضين، فمنهم من يؤيد الثورة بحماس شديد بسبب ما أصابهم من يأس شديد في حياتهم اليومية، وهم يشكلون الأغلبية (الفقراء والمقموعون).

وآخرون يوالون النظام لأن الامتيازات التي يتمتعون بها تعتمد على بقاء النظام، ومنهم المسؤولون المقربون من الأسد والضباط العسكريون والأمنيون وعائلاتهم.

يقول الناشط أحمد حسين إن الأخطاء المتكررة للنظام قادت الفئة الأخيرة إلى تغيير موقفها مع مرور كل يوم من مؤيدين صامتين للنظام إلى مؤيدين للثورة، ولا سيما أن الحكومة بادرت باستخدام الأساليب التي مورست من قبل الحكومات الأخرى لقمع المتظاهرين

أما الفئة الثالثة فتدعم حتى الآن النظام خوفا من المستقبل المجهول، وتتمثل هذه الفئة بالطبقة الوسطى من أصحاب الأعمال والتجارة، وقد تأثرت تلك الطبقة من المشاهد التي حولت المدن السورية إلى كانتونات عسكرية لأول مرة في العصر الحديث، وهو ما دفعهم إلى الخشية من أن ذلك قد يكون مقدمة لحرب أهلية، وليبيا أخرى.

ويمضي حسين قائلا إن الأخطاء المتكررة للنظام قادت الفئة الأخيرة إلى تغيير موقفها مع مرور كل يوم من مؤيدين صامتين للنظام إلى مؤيدين للثورة، ولا سيما أن الحكومة بادرت باستخدام الأساليب التي مورست من قبل الحكومات الأخرى لقمع المتظاهرين، وخاصة أساليب النظام الليبي.

وقد اعتاد النظام على التخلص ممن يجرؤ حتى على الهمس بكلمة بشأن الإصلاحات وحقوق الإنسان، وهو ما جعله يعمد إلى اقتحام المساجد والمستشفيات وقتل المتظاهرين بالرصاص الحي وترويع السكان، حسب حسين.

وتابع الكاتب أن الإعلام الرسمي هو الآخر ساهم في تدهور الأوضاع لأنه ينقل أكاذيب تستفز حتى المؤيدين للنظام، ولا يستطيع حتى الآن استيعاب ما يجري حاليا.

ويرد حسين على ما قد يثير التساؤل لدى البعض عن ما يدفع المتظاهرين للخروج رغم التهديد بالقتل على أيدي الأجهزة الأمنية؟ قائلا إن السبب بكل بساطة يتمثل في أن الشعب السوري خرج ليقول للعالم إنه لن يبقى صامتا حيال المذابح التي ترتكب في درعا، أو جهود النظام لتجويع وترويع شعبه، وأن عصر الصمت قد ولى ودنا عصر الحرية.

ويختم بأن هذه هي المواطنة الحقيقية في أنبل صورها، وأن على العالم الغربي الذي اعتاد أن ينفق الملايين من الدولارات في محاولة لتعزيز المواطنة، أن يتعلم اليوم قيم المواطنة من السوريين ومن جميع العرب الذين ضحوا بحياتهم من أجل المواطنة والإنسانية.

مسؤول غربي: 20% من السوريين يؤيديون بشار الأسد مقابل 15% يكنون له  الكراهية (الفرنسية)
مسؤول غربي: 20% من السوريين يؤيديون بشار الأسد مقابل 15% يكنون له  الكراهية (الفرنسية)

دمشق رهان البقاء
من جانبها تقول صحيفة تايمز في تقريرها من دمشق إن بشار الأسد يحكم قبضته على العاصمة السورية باعتبارها الرهان على بقائه في السلطة.

وتنقل الصحيفة مشاهد نقاط التفتيش التي حاصرت مختلف مفاصل العاصمة، وخاصة المناطق الأكثر فقرا وثورية حيث اعتقلت أجهزة الأمن المئات من الناشطين المطالبين بالديمقراطية هذه الأسبوع.

وتشير تايمز إلى أن أحد الدروس المستخلصة من ربيع العرب هو أن النظام الذي يتمسك بالعاصمة -كما فعل العقيد معمر القذافي في ليبيا- لديه فرصة أفضل للبقاء.

وخلال مقابلات أجرتها الصحيفة مع دمشقيين، تقول تايمز إن الرئيس ما زال يتمتع بشعبية، ولكنهم ينتقدون ما وصفوه بوحشية وفساد من حوله، منهم شقيقه ماهر الأسد، وصهره آاصف شوكت، وقريبه رجل الأعمال رامي مخلوف.

ويقر دبلوماسيون غربيون بشعبية الأسد في العاصمة، ويقولون إن هذا الدعم يأتي من طائفته العلوية، وطبقة التجار السنية، والأقلية المسيحية التي شهدت ما حدث للمسيحيين في العراق بعد الإطاحة بنظام الراحل صدام حسين.

وحسب الصحيفة، فإن الدمشقيين يصفون الثورة بأنها نوع من المؤامرة الخارجية.

من جانبه يعتقد مسؤول غربي رفيع المستوى أن نسبة المؤيدين للأسد تصل إلى 20%، مقابل 15% تكن له الكراهية، في حين أن 65% يطأطئون رؤوسهم أملا بانتهاء الأزمة.

ويعتقد بعض المسؤولين الغربيين أن القضايا الحاسمة تتمثل في مدى قدرة النظام على الاحتفاظ بدمشق وحلب اللتين يحتضنان نصف سكان البلاد، وما إن كان سيخرج الأكراد في الشمال الشرقي للبلاد، ومدى الانشقاقات التي تصيب الجيش، وما إن كان النظام سيرتكب فظائع لا يستطيع الجمهور أن يتجاهلها.

وتختم الصحيفة تقريرها بأن دبلوماسيين يخشون أن فرصة الحل السلمي للمواجهات في سوريا قد تلاشت تقريبا، وذلك بإصرار النظام على سحق المظاهرات بالقوة المفرطة وسفك الدماء.

المصدر : تايمز + غارديان