مصر على مفترق طرق

تظاهرات جمعة الغضب في مصر

لم تفلح كل المحاولات في احتواء مظاهرات الغضب في مصر

أربعة أيام لم تشهد الدولة المصرية مثيلا لها منذ استقلال البلاد، الشارع ملتهب في مصر والأحداث تتطور سريعا، المظاهرات في جميع أرجاء البلاد تعلن الغضب الجارف الذي لا يريد أن يهدأ حتى تتحقق مطالب القوة الجديدة.

 

لم يفلح أحد في تعرف حجم هذه القوة الجديدة، أما هي فإصرارها مستمر ومطالبها صريحة ومقاومتها واستعصاؤها على الاحتواء حقيقة أمام الأعين، وهي مع محاولات قوة الأمن في محاصرتها في كر وفر، تشتبك مع قوات الأمن وتلتف على محاولة جيوش جرارة لهذه القوات التي تنسحب أخيرا، المشهد يذهل الجميع.

 

 
 

الجزيرة نت تجمع آراء بعض من رموز العمل السياسي في مصر في محاولة لقراءة مقاربة لما يحدث مع استعصاء البيان الشافي.

 

مصطفى الفقي (عضو الحزب الوطني ورئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشورى وسكرتير الرئيس المصري للمعلومات سابقا):
بلغنا نقطة يجب عندها أن نفكر بطريقة مختلفة. لا يمكن للأمن أن يخمد ثورة في الدنيا كلها، الحل الأمني وحده ليس كافيا، والرئيس وحده ولا أحد غيره يستطيع إيقاف ما يحدث، أدعو الرئيس مبارك للتدخل، فالأمن لا يمكنه التعامل وحده مع الموقف. دعونا لاتخاذ إجراءات فورية لتدارس الموقف.

 

وحمل الفقي الحكومة الحالية والحكومات السابقة مسؤولية ما يجري.

 

محمد البرادعي (رئيس الجمعية الوطنية للتغيير):
إن مصر تقف عند مفترق طرق خطير، وقد جئت للمشاركة مع الشعب المصري. الرغبة في التغيير يجب أن تحترم، وعلى النظام المصري ألا يستخدم العنف في المظاهرات، مستعد لقيادة المرحلة الانتقالية في مصر إذا طلب مني ذلك.

 

سامح عاشور (النائب الأول لرئيس الحزب الناصري):
الحكومة الآن تدفع ثمن صم الآذان والتعالي والكبر على مطالب الإصلاح السياسي.. الآن تغيرت قواعد اللعبة السياسية، ولن يقبل أحد أن يظل الحزب الوطني يحكم إلى الأبد وتظل المعارضة تعارضه إلى الأبد، وآن الأوان لكي يعود الحزب الوطني إلى حجمه الطبيعي. 

 

 
 

عصام العريان (عضو مكتب الإرشاد في جماعة الإخوان المسلمين):

ما يجري هو تعبير عفوي عن حالة احتقان شعبي كبير. وهذا يتطلب من الرئيس مبارك أن يخرج للناس ويخاطبهم، لأن الأمر وصل حد تأثر البورصة المصرية. وأعتقد أن الناس قد يقبلون منه أن يعلن أنه لن يترشح لا هو ولا ابنه للانتخابات الرئاسية المقبلة.

 

كمال الهلباوي (باحث إسلامي):

النظام المصري سقط فعليا ورموزه سقطوا كذلك، ولا حل لديهم للمشكلات التي يعيشها المصريون، واللغة الخشبية لدى الإعلام الرسمي تراجعت أيضا، وهذا دليل واضح على عملية السقوط، ولم يبق أمام المصريين سوى أن يدفنوه في مظاهرات اليوم الجمعة (28/1)".

 

الغرب لا يزال مترددا في الموقف من المظاهرات الجماهيرية التي عمت مختلف المدن المصرية، والمصريون والعرب يدعون أميركا إلى اتخاذ موقف أكثر وضوحا، وأوروبا لا تزال ممسكة بالعصا من الوسط من خلال المطالبة بإصلاحات سياسية وعدم التعاطي مع المظاهرات بشكل عنيف، وهذه كلها مواقف لا ترقى لمستوى الحدث على الأرض.

 

البابا شنودة (بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية):

طالب البابا الأقباط خلال عظته التي جاءت تحت عنوان "القلق"، بضرورة الالتزام وعدم الخروج عن الشرعية وعدم المشاركة في المظاهرات.

المصدر : الجزيرة