نهجان أميركيان مع إيران والبحرين

U.S. President Barack Obama holds a press conference in the Eisenhower Executive Office Building February 15, 2011 in Washington, DC. Obama faced a battery of questions about his budget, which was released yesterday.

أوباما يحث قادة الشرق الأوسط على تلبية مطالب شعوبهم (الفرنسية)

سلكت الولايات المتحدة نهجين مختلفين في تعاطيها مع الاضطرابات التي شهدتها كل من إيران والبحرين اللتين حجبتا خدمة الإنترنت وتعرض المتظاهرون فيهما إلى الضرب تجنبا لتكرار سيناريو مصر وتونس.

فبينما أوشكت الولايات المتحدة على تشجيع المتظاهرين في إيران –التي تخضع لعقوبات دولية بسبب الاشتباه في برنامجها النووي- للخروج إلى الشارع، توجهت واشنطن نحو الحكومة في البحرين –الحليف الإستراتيجي لأميركا- لتحث ملكها على التعاطي مع مظالم شعبه.

وقالت صحيفة نيويورك تايمز إن هذين النهجين كانا واضحين يوم أمس الثلاثاء في المؤتمر الصحفي الذي عقده الرئيس الأميركي باراك أوباما.

فقد اتهم أوباما قادة إيران بالنفاق لتشجيعهم المظاهرات في مصر التي وصفوها بأنها استكمال للثورة الإيرانية، ولكنهم اتخذوا إجراءات صارمة ضد الإيرانيين الذين استخدموا تلك الذريعة للخروج إلى الشارع.

ودعا المتظاهرين الإيرانيين إلى "التحلي بالشجاعة والتعبير عن توقهم لمزيد من الحرية والتمثيل الحكومي".

"
نيويورك تايمز: توجه أوباما في حديثه إلى الحكومة في البحرين دون المتظاهرين  يظهر مدى التعقيد الذي تتسم به الدبلوماسية في المنطقة
"

تعقيد الدبلوماسية
غير أن توجه أوباما في حديثه إلى الحكومة في البحرين دون المتظاهرين –تقول نيويورك تايمز- يظهر مدى التعقيد الذي تتسم به الدبلوماسية في المنطقة.

ولدى حديثه للحلفاء العرب، قال أوباما إن إدارته بعثت رسائل تفيد أن "لديكم جيلا قويا في الشرق الأوسط يبحث عن فرصة أكبر، وإذا أردتم حكم هذه البلاد فيتعين عليكم أن تتخذوا خطوات مسبقة للتغيير".

أما الكلمات الموجهة لتشجيع الإيرانيين على الخروج إلى الشارع، فكانت أقوى منها في أي وقت مضى وقد سبق أن تحاشتها الإدارة في الاضطرابات التي وقعت عقب الانتخابات الرئاسية في يونيو/حزيران 2009.

وتشير الصحيفة إلى أن المسؤولين الأميركيين يجدون الآن فرصة لتوسيع الانشقاق في المجتمع الإيراني، وتعقيد الأمور أمام ملالي طهران.

ونقلت نيويورك تايمز عن مسؤول رفيع المستوى قوله إن "الأمر لا يتعلق بإستراتيجية تغيير النظام، بل من المنصف القول إنه استغلال للانقسامات القائمة بالفعل هناك".

ولكن التعامل مع دول أخرى في المنطقة يبدو أكثر تعقيدا، خاصة إذا كانت تلك الدول حليفة للولايات المتحدة مثل مصر والبحرين التي تحتضن الأسطول البحري الأميركي الخامس، واليمن.

فرغم أن البحرين اتخذت الخطوات الإيرانية ذاتها من حجب الإنترنت وضرب المتظاهرين، فإن أوباما وجد اختلافا بين الحالتين، وتوجه فقط إلى ملك البحرين للقيام بإصلاحات سياسية وتلبية المطالب الشعبية.

وقال مسؤول أميركي –اشترط عدم الكشف عن اسمه- إن الحالة الإيرانية مختلفة لأن الزعيم آية الله علي خامنئي صرح بأن مصر سلكت نهج الثورة الإسلامية الإيرانية عام 1979، وهي "الصحوة الإسلامية" التي ستؤدي إلى "هزيمة نكراء" للولايات المتحدة وإسرائيل.

المصدر : نيويورك تايمز