حرب رجل واحد ضد مسلمي أميركا

Muslims say prayer during the "Islam on Capitol Hill 2009" event at the West Front Lawn of the U.S. Capitol
يتعرض المسلمون في الولايات المتحدة لمضايقات في مناسبات مختلفة (الفرنسية-أرشيف)

أشارت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية إلى ما وصفتها بالانتقادات الواسعة التي تواجهها شركة "لووز" عقب سحبها إعلاناتها من برنامج " المسلم الأميركي" الذي تبثه إحدى القنوات، وذلك استجابة لضغوط من متطرفين، في ما وصفتها بحرب على المسلمين بأميركا يقودها رجل واحد.

وأما هذا الرجل المثير للجدل الذي يقود حربا على المسلمين في الولايات المتحدة، فقالت الصحيفة إنه يدعى ديفد كاتون، وهو مالك لأحد النوادي في الولايات المتحدة، ومؤلف كتاب عن ما وصفته نيويورك تايمز بإدمانه على المواد الإباحية.

وأوضحت الصحيفة أنه في تسعينيات القرن الماضي، وبعد الاستماع للمضايقات التي يتعرض لها الطلاب الشواذ جنسيا، قامت باربرا ثورنتون -وهي مديرة مدرسة ثانوية في ولاية فلوريدا- بتأسيس ما تسمى بمجموعة دعم للشواذ جنسيا، وذلك من أجل التعاطف معهم ومع قضاياهم.

وأضافت أن مديرة المدرسة عقدت اجتماعا لأولياء الأمور ضم 400 منهم، حيث سرعان ما اكتشفت من بينهم الرجل المثير للجدل، وهو ديفد كاتون الذي أسس مجموعة أصولية مسيحية تدعى "جمعية العائلة في فلوريدا"، وهو المدير والموظف الوحيد فيها.

الدافع وراء مناوئة جمعية العائلة في فلوريدا -أو ديفد كاتون- للبرنامج التلفزيوني يتمثل في أنه يحمل خطرا على الحريات والتقاليد الأميركية

مناوئة الإسلام
وأما "جمعية العائلة في فلوريدا" فكانت من بين المؤسسات الأبرز في مناوأة البرنامج التلفزيوني الذي يعرض حلقات عبر قناة تعليمية عن حياة خمس عائلات في ديربورن بولاية ميتشيغان.

وأما الدافع وراء مناوأة الجمعية -أو ديفد كاتون- لذلك البرنامج التلفزيوني فبدعوى أنه يمثل نوعا من الدعاية للإسلام، مما يحمل خطرا على الحريات والتقاليد الأميركية، وهو ما دفع الجمعية إلى تشجيع الزبائن على مطالبة الشركات بسحب إعلاناتها من ذلك البرنامج.

ويواجه كاتون انتقادات كبيرة في المقابل، حيث نسبت الصحيفة إلى مارك بوتوك، وهو أحد الخبراء المختصين بشؤون الجماعات المتطرفة في الولايات المتحدة، قوله إن الناس يعيشون هذه الأيام في عصر الإنترنت وإن للجميع الحق في إبداء آرائهم.

وفي حين أضاف بوتوك أن كاتون أو من وصفه بالرجل الصغير- تمكن من إيصال صوته عبر طرق متعددة، قالت الصحيفة إن آخرين معنيين بالكتابة عن الخوف من الإسلام في أميركا كانت لهم نفس الملاحظات على ذلك الرجل الذي يوصف بأنه يشن حربا على مسلمي أميركا بمفرده.

وأما كاتون فلم يرد على العديد من الاتصالات الهاتفية التي أجرتها الصحيفة بهدف الحصول على ردوده على انتقادات الآخرين، مضيفة أن كاتون يذكر الناس بناشطين آخرين ممن ناهضوا الإسلام مثل باميلا غيللر وروبرت سبنسر.

المصدر : نيويورك تايمز