لماذا يصور المعذبون جرائمهم؟

f / In this undated still photo obtained 21 May 2004 by the Washington Post, a US soldier with his right arm and fist cocked appears

صورة تظهر تعذيب جندي أميركي لعراقيين في سجن أبو غريب (الفرنسية-أرشيف)

تحدث الكاتب البريطاني روبرت فيسك في مقال بصحيفة إندبندنت عن دوافع المعذبين لنشر صور جرائمهم وضحاياهم.

وبدون أن يشير فيسك إلى الجرائم التي ترتكبها قوات الأمن السورية ضد المتظاهرين هذه الأيام، تحدث عن ممارسات أجهزة المخابرات العراقية في عهد صدام حسين وكيف كان عناصرها يصورون المعتقلين أثناء الاستجواب.

وأشار فيسك إلى كتاب جديد ألفته المصورة والمحاضرة جانينا ستراك عن حياة الجنود في الحروب، وقال إن الكتاب يتحدث عن فن التصوير العسكري الجديد بحيث أصبح لكل جندي هوليود خاص به، فهناك جنود أميركيون حقيقيون يصورون أشخاصا عراقيين وهم يُقتلون أمام الكاميرا.

وقال فيسك إن ستراك وجدت في أحد مواقع الإنترنت خمسة من مشاة البحرية الأميركية يضحكون ويعبثون بالكاميرا قرب جثة متفحمة إلى جانبها تعليق يقول "عراقي مطبوخ"، وتعليق آخر يقول "يوم سيئ لهذا المتأنق" أمام صورة جثة متعفنة ملقاة في أحد الشوارع. وفي بعض أشرطة الفيديو شاهدت ستراك صورا لجنود أميركيين يطلقون النار بشكل عشوائي على العراقيين في الفلوجة وكان القصف مرفقا بموسيقى الروك.

وعن مشهد فظيع آخر، كتبت ستراك عن رمي جنود أميركيين قنبلة يدوية على راع عراقي، فوصفت كيف ألقيت قنبلة يدوية من سيارة متحركة على راع عجوز مع قطيعه من الأغنام على جانب الطريق، فانفجرت القنبلة، وسادت موجة من الضحك وانتهى الفيلم.

وفي فيلم آخر، يتكون من أربعة مقاطع منفصلة، يظهر شخص يحمل سلاحا آليا وهو يطلق النار عشوائيا على سيارات مدنية وهو في الجزء الخلفي من سيارة تتحرك بسرعة، ويُعتقد أن هذا الفيلم لمقاولين أمنيين بريطانيين.

وقال فيسك إن المسلحين العراقيين اتبعوا الطريقة ذاتها، فهناك أفلام فيديو تصور إعدامات جماعية لعناصر الشرطة العراقية شمالي بغداد، وأفلام قطع رؤوس رهائن كان الهدف منها ترهيب العراقيين من التعاون مع أميركا.

ثم أشار فيسك إلى تجربته فقال إنه في عامي 1992 و1993 كان مراسلا وأنجز فيلما من ثلاثة أجزاء بعنوان "من بيروت إلى البوسنة"، أظهر مشاهد مروعة للمعاناة في مستشفيات بيروت وسراييفو والقاهرة وغزة. وفي مدينة غزة، تعرض أحد أعضاء حركة حماس لرصاصة أطلقها عليه جندي إسرائيلي في الرأس، وقال إنه صوره بإذن من أسرته، بينما كان الأطباء يحاولون منعه من بلع لسانه. وقال فيسك "لا أعرف ما إذا كان يرانا أو يسمعنا، ولكنه مات أثناء تصويره".

المصدر : إندبندنت