غل: هذا زمان تركيا

epa02466446 Turkish President Abdullah Gul holds a speech during his visit in the Federal Palace of Switzerland, on 25 November 2010. Gul is on an official two-day state visit in Switzerland.

غل: انضمام تركيا إلى النادي الأوروبي سيضفي ديناميكية عليه (الأوروبية)

أعرب الرئيس التركي عبد الله غل عن اعتقاده بأن هذا هو زمان تركيا، وأوضح أن بلاده تستطيع أن تضفي ديناميكية على نادي الاتحاد الأوروبي، وأن تلعب دور الوسيط لدى الدول الجارة التي تعصف بها الصراعات.

وقال في مقابلة مع صحيفة صنداي تلغراف إن زمان تركيا قد أتى رغم ما تحيط بها من أزمات، سواء الاحتجاجات السورية أو البرنامج النووي الإيراني أو الأزمة المالية التي تعصف باليونان.

أوروبا
وتعليقا على الطموح التركي للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، قال غل "نحن في الوسط بين آسيا وأوروبا، مثل الجسر، بعضنا في آسيا والآخر في أوروبا. نحن نتوسط الطرفين".

وتابع أن "تركيا جزء طبيعي من أوروبا"، مشيرا إلى أن عضويتها في المجلس الأوروبي والمحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، وكونها أقدم عضو في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، واعتبارها جزءا من الثقافة الأوروبية، يساهم كل ذلك في "حقيقة المجري الطبيعي الذي تصب فيه تركيا".

واتهم غل بعض القادة الأوروبيين المعارضين لانضمام تركيا إلى ناديهم –منهم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي– بإثارة ما يصفها بمخاوف مصطنعة.

وأوضح أن بعض من يفكرون ضمن نطاق ضيق ويفتقرون إلى المنظور الإستراتيجي يعتبرون عضوية تركيا عبئا.

غير أن الذين يفكرون لعقود مقبلة –والكلام لغل- والذين يلتفتون إلى التوجهات الجديدة في الاقتصاد والتغييرات في مراكز القوى، يدركون القوة التي ستضيفها تركيا إلى القوة الأوروبية القائمة.

ويشرح الرئيس التركي للصحيفة بأن النظر إلى تركيا في السابق كان من منطلق الأمن، أما الآن فلديها إمكانيات أخرى، منها موقعها ومقدراتها والقيمة التي ستضيفها في مجال موارد الطاقة، وكذلك سكانها والدينامية التي ستضفيها على أوروبا، فضلا عن النمو.

ورغم ما يبديه بعض الأتراك في الشارع من مخاوف ورفض للانضمام إلى أوروبا –نظرا لما يمر به الاتحاد من مشاكل مالية- فإن غل يقول إن تلك المشاكل مؤقتة.

غل لدى استقباله نظيره الإيراني في مايو/أيار الماضي (رويترز)
غل لدى استقباله نظيره الإيراني في مايو/أيار الماضي (رويترز)

نظرة إستراتيجية
وحاول الرئيس التركي أن يشرح قدرة بلاده على التعامل مع الخارج ضمن "رؤية إستراتيجية" من خلال الحديث عن تعاطيه مع إيران التي قد تواجه أزمة بسبب ما يخشاه الغرب من برنامجها النووي.

وقدم غل نفسه وسيطا للمواجهة المتصاعدة بين إيران والغرب، وحذر من مواجهة جديدة على غرار تلك التي قسمت أوروبا قبل أربعة عقود.

وقال "إيران دولة مهمة في المنطقة لما تملكه من قدرات وتاريخ وثقافة"، وأضاف أن "الوضع في طريقه إلى حقبة جديدة من الحرب الباردة، لذلك نحاول أن نخفف من حدة عدم الثقة بين إيران والغرب".

وتابع أن إيران لا تعني الحكومة فقط، بل هناك قوى مركزية أخرى، مشيرا إلى أن بلاده قادرة على فتح حوار مع تلك الدوائر المختلفة ذات القيمة الكبيرة، حسب تعبيره.

الرئيس التركي:
لم يعد هناك مكان لأنظمة شمولية –وهي أنظمة الحزب الواحد التي لا تتمتع بالشفافية أو المحاسبة- على شواطئ البحر المتوسط

سوريا
وفي ما يتعلق بالملف السوري، يرى الرئيس التركي أن بلاده تلعب دورا هاما لأن وجهات نظرها تحظى باهتمام أكبر من آراء منتقدي النظام خارج المنطقة.

وشدد غل على أنه "لم يعد هناك مكان لأنظمة شمولية –وهي أنظمة الحزب الواحد التي لا تتمتع بالشفافية أو المحاسبة- على شواطئ البحر المتوسط".

ولفت إلى أنه سبق أن نصح نظيره السوري بشار الأسد بالتعجيل في إجراء إصلاحات، وقال إن أي نوع من الحركات التي تعود في جذورها إلى الشعب ويسقط عندها جدار الخوف، فإن النتيجة النهائية ستكون واضحة.

وتعليقا على تقارير صدرت الأسبوع الماضي أفادت بأن تركيا أيدت ضمنا المسلحين الذين يستعدون لشن هجمات على نظام الأسد من الأراضي التركية، نفى غل ذلك ولكنه أعرب عن تأييد بلاده لاستقبال المعارضين للنظام.

وأضاف "بصوت واضح وقوي، نقول إننا ندعم المطالب الشرعية للشعب السوري، ونحن نساعدهم لإجراء لقاءاتهم وحواراتهم في أجواء من الحرية ونوفر لهم المنصة الدبلوماسية".

المصدر : صنداي تلغراف