كركوك تقلق الأميركيين

r_Iraqi Kurds wave Kurdish flags during a rally in the disputed Iraqi town

الأكراد يطالبون بضم كركوك إلى إقليمهم الأمر الذي يرفضه عرب وتركمان المحافظة (رويترز)

قالت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية إن توترا بين قوات عراقية وأخرى تابعة لإقليم كردستان العراق بشأن تسلم قاعدة عسكرية في كركوك من الجيش الأميركي، أثار مخاوف من اندلاع الصراعات في هذه المحافظة العراقية الغنية بالنفط بعد انسحاب القوات الأميركية في نهاية العام الجاري.

ورأت الصحيفة أن النزاعات بشأن السيطرة على المحافظة بين بغداد وإقليم كردستان -الذي يتمتع بحكم شبه ذاتي- هي أمر يقلق المسؤولين العراقيين والأميركيين على السواء، ويعتبرونه قضية قد تكبر وتسخن لحد الغليان بعد الانسحاب الأميركي.

وقد أذكت أحداث الخميس الماضي تلك المخاوف، عندما منعت شرطة كركوك -التي يسيطر عليها الأكراد- قوات عراقية مركزية من الدخول إلى قاعدة عسكرية في كركوك بغرض تسلمها من الأميركيين تمهيدا لانسحابهم المقرر.

وكانت القوات المركزية قد قدمت إلى القاعدة بصحبة فريق تلفزيوني تابع لقناة العراقية الرسمية لتوثيق عملية التسليم، وهو أمر فسرته الصحيفة على أنه يندرج ضمن محاولات رئيس الوزراء نوري المالكي المتكررة لإبراز سيطرة الحكومة المركزية في بغداد على الوضع في كركوك.

ديمبسي أخبر الكونغرس أن كركوك نقطة قلق على استقرار العراق في المستقبل (الفرنسية)
ديمبسي أخبر الكونغرس أن كركوك نقطة قلق على استقرار العراق في المستقبل (الفرنسية)

نجم الدين كريم -محافظ كركوك الذي يحمل الجنسية الأميركية وعرّفته الصحيفة على أنه جراح أعصاب أميركي من أصل كردي- قال "لم نرد أن يصل الأمر إلى تبادل لإطلاق النار بيننا وبينهم (قوات الجيش)".

واجتمع كريم في بغداد مع المالكي ومسؤولين أميركيين لتطويق الأزمة التي كانت تتطور على بعد 180 كم شمال بغداد، وحصل على وعد من المالكي بعدم إبقاء الجيش في القاعدة لفترة طويلة وتحويلها إلى مطار مدني في أسرع وقت ممكن.

وقد تصدر خبر تسلم الملف الأمني للقاعدة العسكرية في كركوك نشرات أخبار قناة العراقية الرسمية رغم عدم وجود مسؤولين أميركيين، ونفيهم لتسليم القاعدة للجهات العراقية، إلا أن اللواء الأميركي والمتحدث باسم القاعدة جيفري بوكانان قال إن تسليم القاعدة سيتم في المستقبل القريب.

وقالت الصحيفة إن الجنرال مارتن ديمبسي -وهو الرجل الثاني في هرم قيادة القوات المسلحة الأميركية- قال أمام الكونغرس منذ أيام إن مسألة كركوك هي مسألة تستحق القلق، وإن بذور المواجهة بشأنها موجودة على الأرض.

السيناتورة الأميركية من الحزب الجمهوري سوزان كولن سألت ديمبسي إن كانت مسألة كركوك "ستصبح عامل زعزعة لاستقرار العراق؟"، فأجاب ديمبسي بالقول "هناك كثير من الأشياء التي تقلقني (في العراق) أيتها السيناتورة، ويمكنكم أن تضموا مسألة كركوك إلى قائمة القضايا التي تقلقني".

المصدر : وول ستريت جورنال