الليبيون يصارعون إرث القذافي

r_Students raise their hands in a classroom on the first day of a new school term in Tripoli September 17, 2011. REUTERS

تلاميذ في أحد مدارس طرابلس قبل أسبوعين (الأوروبية)

قالت فايننشال تايمز إن المجلس البلدي لطرابلس يواجه مسؤوليات ضخمة تتعلق بتسيير المرحلة الجديدة والتعامل مع احتجاجات مثل مجيء عدد من المعلمين بشكل فوضوي إلى المجلس مطالبين بمقابلة المسؤولين، لأنهم يتهمون مديرة مدرستهم بأنها موالية للقذافي ويريدون عزلها، حيث تقول المعلمة سعاد شغرين "المدرسة لم تُحرر بعد، حيث نضع علم الاستقلال اليوم لنفاجأ باختفائه في اليوم التالي".

وذكرت الصحيفة أن الناس يتقاطرون على المبنى في "ساحة الجزائر" ومطالبة المجلس بالتحرك، وهو مشهد يعكس صورة بلد يواجه إرث 42 سنة من حكم القذافي وحربا أهلية أسقطته.

وقالت أيضا إنه في إحدى المرات جاء أكثر من مائة شخص دفعة واحدة يطلبون التوسط لحل مشكلة نزاع على الأرض، والمساعدة لمعرفة أشخاص مفقودين ومساكن جديدة.

وأوضحت الصحيفة أن من فقدوا مساكنهم هم أولئك الذين جاؤوا من مناطق مواجهات في بني وليد وسرت ومصراتة، وتقول إن الثوار طردوهم بعد اتهامهم بموالاة القذافي.

وأكدت أن السلطات الجديدة نجحت في إعادة المياه والوقود وأعادت 85% من الموظفين لأعمالهم. كما أن عناصر شرطة المرور عادوا إلى الشوارع، لكن أفراد الشرطة النظامية لم يتولوا مسؤولياتهم بعد، فحفظ الأمن ما زال حتى الآن بيد مليشيا الثوار.

لكن أكبر مشاكل النظام السابق ما زالت تطفو، حيث يقول وسام الغول إنه بنى منزلا بنحو خمسين ألف دولار في طريق المطار، لكن أحد الموالين للنظام السابق استولى عليه وهو في المجلس البلدي لاستعادة منزله.

وأضافت الصحيفة أن شهور الصراع تسببت في اختفاء كثيرين، مشيرة إلى كريمة محمد التي اختفى زوجها يوم 20 أغسطس/ آب الماضي، وكان منزلها قد تعرض للتدمير بغارات الناتو التي استهدفت بناية مجاورة. ويستمع الموظف عبد الخالق إلى قصة كريمة ثم يقول لها إن هناك حالات مفقودين كثيرين.

وأوضحت أإن الاحتجاجات تندلع كل يوم تقريبا بين المتجمعين في ساحة الجزائر مقابل مبنى المجلس، ففي يوم يحتج الطيارون على وزير النقل الجديد، وفي اليوم التالي يحتج طاقم محطة تلفزيونية لأن أوامر صدرت بالخروج من المبنى المملوك للبلدية.

وتتطرق الصحيفة إلى محمد كشلوت، وهو عضو جمعية "نور" التي تهتم بشؤون العميان، حيث جاء إلى المجلس في محاولة للحصول على حواسيب تساعد هذه الفئة الضريرة. وقال محمد "كوننا لا نبصر، لم تكن لنا حقوق في ظل النظام القديم، وأنا أضع كل آمالي في الثورة التي آمل أن تساعدنا".

المصدر : فايننشال تايمز