السعودية.. ولاية العهد والتهديد الإيراني

(FILES): This July 1, 2007 file photo shows Saudi Interior Minister Prince Nayef bin Abdul Aziz al-Saud waving before delivering a speech at the Saudi Shura (consultative) Council in Riyadh,




ذكرت صحيفة بريطانية أن استقرار الأوضاع في المملكة العربية السعودية يبدو معرضا لمزيد من الاهتزاز في ذروة ربيع الثورات العربية وسباق التسلح الوشيك مع إيران.


وقد ظل السفراء المعتمدون لدى المملكة طوال عقدين من الزمان على أقل تقدير يدبجون التقارير إلى دولهم بأن الاستقرار الذي طالما نعمت به السعودية يقترب من نهايته، وأن على الغرب أن يتهيأ لانفجار الوضع هناك.


لكن الصحيفة في مقال لكاتبة الأعمدة برونوين مادوكس، تستدرك بالقول إن ذلك "النواح المتواصل" على الأوضاع جانبه الصواب حتى الآن.


ومع ذلك -تقول مادوكس- فإنه لم يعد من السهل الآن ضمان ذلك الاستقرار.


وعددت الكاتبة العوامل التي تهدد استقرار المملكة وحصرتها في أقلية شيعية "غاضبة"، وحركة نسائية وليدة، وشباب سعودي عاطل عن العمل، واقتراب إيران من امتلاك أسلحة نووية.


وقالت إن أخطر تلك العوامل يكمن في ملايين السعوديين، غالبيتهم من الشبان العاطلين، الذين ظلوا طوال الأشهر الستة الماضية يشاهدون الانتفاضات الشعبية العربية في القنوات الفضائية، ويتساءلون إن كان الدور سيأتي على بلدهم.


ثم هناك أخطر المهددات الكامنة على الإطلاق المتمثل في تقدم إيران نحو إنتاج أسلحة نووية، واحتمال توجيه إسرائيل ضربات جوية لكي تحول دون بلوغ طهران غايتها.


وتبدو قضايا تجارة الغرب مع الصين أو حتى الأزمة التي تعصف حاليا بمنطقة اليورو من قبيل الترف في السياسة الخارجية، إذا ما قورنت بخطر المواجهة المحتملة بين السعودية وإيران.


وتتجه تلك المواجهة لتصبح المشكلة الدولية "الأصعب" التي تواجه الولايات المتحدة وبريطانيا، وربما تكون أول أزمة تواجه الرئيس أوباما أو خليفته عقب الانتخابات الرئاسية العام المقبل.


ومضت الكاتبة إلى القول إن الأمير نايف الذي اختير وليا للعهد، ذاع صيته بأنه رجل متشدد إبان فترة توليه وزارة الداخلية حيث بدا متضايقا من سلسلة الإصلاحات "المحدودة" التي أعلنها الملك عبد الله.


غير أن المسؤولين الأميركيين الذين يؤيدون صعود نجم الأمير نايف، يتحدثون في ما بينهم أن ولي العهد الجديد سيدير الأمور بواقعية دون أن يقدموا تبريرا واضحا لهذا الاستنتاج.


وفي ما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني، يسود الاعتقاد لدي المسؤولين في الغرب بأن خطر قيام إسرائيل بتوجيه ضربة جوية لإيران يتعاظم بسبب الاضطرابات في المنطقة من جهة، ونظرا لشعور إسرائيل المتزايد بالعزلة منذ سقوط نظام الرئيس المصري السابق حسني مبارك.

وقد أوضحت السعودية بجلاء وهي تراقب هذا الموقف أنها ستسعى للحصول على سلاح نووي إذا امتلكته إيران، وستكون باكستان هي الدولة التي ستلجأ إليها الرياض من أجل ذلك الغرض.

المصدر : تايمز