ثورة سورية مرنة

سعيد بوخفة


قال الكاتب الإيراني المقيم في الغرب أمير طاهري إن الانتفاضة التي بدأت بسوريا في شهر مارس/آذار الماضي تشمل كافة أطياف المجتمع، رغم أنه كان هناك اعتقاد بأنها لن تدوم سوى أيام قليلة عندما بدأت في مدينة درعا.

وأوضح الكاتب في مقال بصحيفة وول ستريت جورنال أن نظام الرئيس بشار الأسد كان "الأكثر وحشية" بين الأنظمة العربية في قمع المتظاهرين، تماما مثل "وحشية" والده الرئيس الراحل حافظ الأسد الذي نجح بها في قمع انتفاضة بمدينة حماة عام 1982، حيث قضى على الآلاف.

وقال الكاتب إنه بعد ثمانية أشهر لم تتوقف الأحداث بسوريا، بل اتسعت لتشمل معظم المدن، ومنذ مارس/آذار قُتل ثلاثة آلاف واعتُقل 15 ألفا آخرين أو اختفوا، كما أن آلافا آخرين هربوا إلى تركيا والعراق والأردن ولبنان، على حد قوله.

وأكد الكاتب أن ميزان القوى في سوريا بدأ يميل لغير صالح فريق الأسد، وهو الفريق الذي صور نفسه حاميا لوحدة سوريا من الانزلاق في فتنة دينية وطائفية، كما أنه استخدم شعار العلمانية الذي يرفعه وسيلة ودعاية للتخويف من أن وقوع السلطة بيد الإخوان المسلمين سيعني عهدا من الظلام والإرهاب الديني.

وقال الكاتب إن سوريا التي صورها الأسد لم تعد موجودة، فمنذ الاستقلال عام 1946 تجاوزت تركيبها العرقي والطائفي وتوجهت إلى نموذج الدولة الوطنية مثل أي بلد عربي آخر.

لكن الحركة المطالبة بالديمقراطية كشفت أن سوريا تبني وحدتها على التنوع، فكل طوائفها الثماني عشرة تشارك في الثورة وكلها تتعرض للقمع، والأمر يختلف عن ما حدث عام 1982، فليس السنة وحدهم من يتحركون هذه المرة.

وأوضح الكاتب أن ما يميز الثورة في سوريا حاليا هو الطابع العفوي، إذ يوجد تحرك شعبي بهدف واضح، ولم يخرج من المساجد أو الثكنات أو مكتب آخر يحصل على دعم خارجي، ولا يوجد زعيم أو مرشد، فالتحرك يسعى بكل بساطة لقطع تقاليد حكم الرجل القوي.

وقال الكاتب إن الحركة الديمقراطية في سوريا عازمة على بناء مجتمع قوي يكون الحاكم فيه لخدمة الشعب لا متسلطا عليه، وهذا العزم يتجلى في القيادة غير المركزية للثورة، وهي أحد أسباب عجز النظام عن إخماد الثورة.

المصدر : وول ستريت جورنال