المسكنات تزيد خطر الأزمات القلبية

ASPIRIN and IBUPROFEN bottles with pills spilled out
مسكنات الآلام الشائعة مضرة بالمصابين بعلل قلبية (أسوشيتد برس-أرشيف)

حذرت دراسة سويسرية من أن المسكنات الشائعة بدون وصفة طبية المستخدمة في معالجة الالتهابات، مثل إيبوبروفين، قد يكون لها خطر مضاعف أو ثلاثي للإصابة بأزمات قلبية وسكتات دماغية في الأشخاص الضعاف.

 
ومن المرجح أن يتأثر بذلك أولئك الذين يتناولون أحيانا أدوية للصداع أو آلام الدورة الشهرية، لكن كبار السن الذين يعانون من التهاب المفاصل وعلل قلبية ويتناولون العقاقير بصفة منتظمة وبجرعات أكبر يكونون عرضة لخطر أكبر.
 
وأشارت صحيفة إندبندنت إلى أن الباحثين حللوا 31 تجربة شملت 116429 مريضا لتقييم المخاطر القلبية لكل العقاقير المضادة للحمى والالتهابات مقابل أدوية وهمية. ووجدوا أن دواء إيبوبروفين زاد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية ثلاثة أضعاف. وكان دواء نابروكسين الأقل ضررا بين سبعة عقاقير تم تحليلها.
 
وقال الأستاذ بيتر جوني رئيس معهد الطب الاجتماعي والوقائي بجامعة برن السويسرية، والذي قاد الدراسة، إنه إذا تناول الشخص الأدوية لحالات حادة مثل الصداع وكان دون سن 65 وليس لديه علل قلبية والكولسترول عنده طبيعي ولا يدخن، فمن المحتمل أن يكون على ما يرام.
 
وأضاف أن المشكلة تكون أكبر لدى المسنين الذين يتناولون بانتظام أدوية لآلام مزمنة ولديهم علل قلبية حيث إن تقييم معدل الوفيات السنوي لهؤلاء يتراوح بالفعل بين 1 و2%. وتناول هذه العقاقير يضاعف أو يزيد الخطر ثلاثة أضعاف.
 

"
خطر الآثار الجانبية القلبية قد ينطبق على كل العقاقير المضادة للحمى والالتهابات، بما فيها تلك التي لم يغطها التحليل وأن توفر عقاقير مثل إيبوبروفين وديكلوفيناك ينبغي إعادة النظر فيه
"
إندبندنت

وتشير نتائج البحث إلى أن أأمن مسكن للمرضى المعرضين لخطر أعلى هو نابروكسين. لكنه يمكن أن يثير المعدة، وقد يحتاج معه إلى دواء آخر لمقاومة الأعراض الجانبية.

 
واستطرد الأستاذ جوني بأن البحث أبرز نقص المسكنات الآمنة والفعالة، وقال "الباراسيتامول ليس فعالا جدا في القضاء على الألم العضلي الهيكلي وله آثار جانبية على الكبد. والمستحضرات الأفيونية المخدرة مثل الكودين مسكنات أكثر فعالية لكن هناك خطرا أكبر من آثار جانبية. وهذا يجعلنا نفكر في حلول غير صيدلانية، إذ يحتاج الناس إلى أن يكونوا في حالة حركة بممارسة التمارين وتقليل الوزن".
 
وأضاف الباحثون أن خطر الآثار الجانبية القلبية قد ينطبق على كل العقاقير المضادة للحمى والالتهابات، بما فيها تلك التي لم يغطها التحليل وأن توفر عقاقير مثل إيبوبروفين وديكلوفيناك ينبغي إعادة النظر فيه.
 
أما عن الأسبرين، الدواء الأكثر شيوعا ضد الحمى والالتهابات، فلم يُتضمن في الدراسة المذكورة لأنه لم تكن هناك تجارب واسعة النطاق اختبر فيه هذا الدواء.
 
وأشار بحث إلى أن تناول الأسبرين بجرعات منخفضة يحمي القلب، لكن الدراسة السويسرية قالت إن الجرعات الكبيرة اللازمة لأن يكون لها تأثير مسكن قوي، أكثر من غرام يوميا، من المحتمل أن تزيد خطر الإصابة بأزمة قلبية وسكتة دماغية بنفس الطريقة كبقية عقاقير الحمى والالتهابات الأخرى.
 
كما أن الأسبرين يحمل خطر الإصابة بنزف مَعِدي، وهو السبب الأكثر شيوعا لوقفه عند معالجة ألم مزمن.
المصدر : إندبندنت