تسمم مئات الأميركيين بالعراق

AFP(FILES) This file photo taken on March 12, 2002 shows US soldiers arriving at Bagram air base, north of Kabul. US President Barack Obama on December 1, 2009 warned

أمراض السرطان والمشاكل التنفسية تهدد مئات الأميركيين العائدين من العراق وأفغانستان

أصيب مئات الأميركيين من العسكريين والمدنيين الذين خدموا في العراق وأفغانستان بأمراض السرطان ومشاكل تنفسية إثر تعرضهم للتسمم بسبب الدخان الأسود المنبعث من حرق أطنان من القمامة في القواعد الأميركية.

وذكرت صحيفة واشنطن بوست أن 241 شخصا من 42 ولاية أميركية رفعوا دعاوى ضد شركة "كيلوغ براون آند روت" المسؤولة عن حرق النفايات في البلدين المذكورين.

وكانت الشركة تطرح المواد البلاستيكية والحاويات المعدنية والنفايات الطبية وحتى الحيوانات النافقة في حفر، ثم تشعل بها النار بعد أن تصب عليها الوقود.

ويقول الموظفون من عسكريين وموظفين مدنيين إنهم استنشقوا هواء ساما انبعث من تلك الحفر، وسبب لهم أمراضا خطيرة.

وكان قد توفي ستة أميركيين أصيبوا بسرطان الدم، وما زال هناك خمسة يخضعون للعلاج من هذا المرض، كما يستخدم العشرات من العائدين من العراق وأفغانستان أجهزة الاستنشاق لمساعدتهم على التنفس بالليل.

أنطوني رولز (33 عاما) الذي أُبلغ بأنه مصاب باضطراب في الدم عقب عودته من العراق 2004، قال "عند السعال تخرج مادة سوداء، ويصعب التنفس ونشعر باحتراق العينين".

القرائن معقدة

"
كيلوغ براون آند روت تتبع أوامر الجيش الذي يقرر عمليات الحرق سواء من حيث الزمان أو المكان أو المادة التي تحرق
"
مسؤولون بالشركة

وتشير واشنطن بوست إلى أن إمكانية إثبات الموظفين أن حرق النفايات في العراء هو الذي أصابهم بالأمراض، تتوقف على قضايا طبية وقانونية معقدة.

وتابعت أنه لا يوجد ما يضمن بأن المحاكم ستسمح باستمرار قضاياهم، غير أن القضية بحد ذاتها لفتت انتباه الكونغرس ودفعت الحكومة إلى الحد من عمليات حرق النفايات بهذه الطريقة.

ففي مارس/ آذار حظر الجيش الأميركي حرق معظم المواد البلاستيكية والدواليب والعبوات والمواد الأخرى، في العراء.

وفي أبريل/ نيسان اعتبرت إدارة شؤون المحاربين القدامى أن حُفر الحرق تشكل خطرا على البيئة، كما أن جمعية الرئة الأميركية حثت الشهر الماضي الجيش على البحث عن سبل أخرى لحرق المخلفات بسبب مخاطر صحية تلحق بالجنود.

المسؤولون عن كيلوغ براون آند روت يقولون إن الشركة تتبع أوامر الجيش الذي يقرر عمليات الحرق، سواء من حيث الزمان أو المكان أو المادة التي تحرق.

غير أن رافعي الدعوى يقولون إن الشركة لم تتبع شروط العقد الذي يتطلب اتخاذ الإجراءات الاحتياطية اللازمة لحماية صحة المقيمين في القواعد.

وأشارت الصحيفة إلى أن الشركة أشرفت على 28 حفرة لحرق النفايات في العراق وأفغانستان منذ 2002، وتدير حاليا عشر حفر.

أما القاضي روجر تيتوس فينظر حاليا فيما إذا كان سيسمح بالمضي في هذه القضية أم لا.

المصدر : واشنطن بوست