أشعة الشمس حيوية للوقاية من أمراض

The sun sets over the Lake Geneva from the Lavaux Vineyard Terraces, a UNESCO site, on April 17, 2010. Nearly 17,000 flights in European airspace were cancelled today
أشعة الشمس مهمة لتكوين فيتامين (د) للوقاية من مجموعة من الأمراض (الفرنسية-أرشيف)

نشرت صحيفة غارديان البريطانية أن التعرض غير الكافي لأشعة الشمس الذي يؤدي إلى انخفاض مستويات فيتامين (د) يمكن أن يكون له دور في مجموعة كبيرة من الأمراض بدءا من تصلب الأنسجة المتعدد إلى التهاب المفاصل الروماتيزمي وداء السكري من النوع 1 وبعض السرطانات بل وحتى الخرَف.

 
يُذكر أن هذه هي المرة الأولى -بحسب صحيفة إندبندنت- التي اكتشف فيها علماء دليلا مباشرا يشير إلى أن "فيتامين أشعة الشمس" الذي يكونه الجسم في وجود ضوء الشمس، يتحكم مباشرة في شبكة من الجينات المرتبطة بمجموعة كبيرة من الاضطرابات الخطيرة.
 
وقد نجحت الدراسة، التي مولها مركز الأبحاث الطبية ويلكوم ترست وآخرون، في رسم خريطة النقاط التي يتفاعل فيها فيتامين (د) مع الحمض النووي.
 
واكتشف علماء من جامعة أكسفورد أن الفيتامين له تأثير مباشر على ما يزيد على 229 جينا معروفا عنه ارتباطه بأمراض معينة. وكثير من الأمراض المتضمنة أكثر شيوعا في نصف الكرة الشمالي من المناخات الجنوبية الأكثر شموسا.
 
ويوجد في أسكتلندا، على سبيل المثال، أعلى معدلات التصلب المتعدد في العالم. وفي المقابل، هذا المرض غير معروف تقريبا في أفريقيا. وتؤيد الدراسة بقوة فرضية أن الهجرة البشرية، منذ مئات آلاف السنين، إلى الأطراف الأبرد والأظلم من العالم كان لها تأثير على لون الجلد وعلى قابلية التأثر بأنواع معينة من الأمراض.
 
يُشار إلى أن نقص فيتامين (د) كان معروفا دائما بأن له تأثير على العظام. والنظرية السائدة هي أن النساء اللائي لا يتمكن من تكوين ما يكفي من هذا الفيتامين يعانين من انكماش الحوض، ونتيجة لذلك يتوفين هن وأجنتهن أثناء المخاض.
 
وتفيد الدراسة الأخيرة بإمكانية إنشاء آلية من خلال إظهار أن فيتامين (د) يرتبط مباشرة بأجزاء من الجينوم البشري الذي يضم الجينات المعروفة بعلاقتها باضطرابات المناعة الذاتية الخطيرة التي تنجم عن مهاجمة نظام المناعة الذاتية لأنسجة الجسم نفسه.
 
وتشير التقديرات إلى أن مليار شخص بالعالم يمكن أن يعانون من نقص فيتامين (د) الذي يمكن تناوله في الوجبة الغذائية بكميات صغيرة، لكنه يُنتج أساسا بواسطة الجلد عند تعرضه لضوء الشمس المباشر حيث إن أشعة الشمس تحتوي على أشعة (ب) فوق البنفسجية، ومن ثم فإن النتائج يمكن أن تكون لها مضاعفات صحية هامة على الأشخاص الذي يعيشون بمناطق خطوط العرض الشمالية ومستويات منخفضة من أشعة الشمس.
 
ومن المعلوم علميا أن فيتامين (د) يُنتج طبيعيا بواسطة الجلد لكن في وجود ضوء الشمس. كما أنه موجود أيضا بكميات عالية نسبيا في السمك والمحار، وبكميات أقل في البيض ومنتجات الألبان.
 
لكن أسهل وأفضل طريقة لتزويد الجسم بما يكفي من فيتامين (د) تكون عن طريق تعريض الجسم لضوء الشمس المباشر عدة دقائق يوميا. بينما يُنصح أصحاب الجلد الخفيف بعدم سفعه.
المصدر : إندبندنت + غارديان