اتهام أميركا بعدم حماية مخبريها

US Secretary of Defence, Robert Gates, speaks during a press conference at Nariٌo presidential palace in Bogota on April 15, 2010. In his Latin American tour,


اتهم مؤسس موقع "ويكيليكس" جوليان أسانجي الجيش الأميركي بما وصفه الإخفاق في حماية المخبرين الأفغان الذين تعاونوا مع القوات الأجنبية في الحرب على أفغانستان، وقال إن الولايات المتحدة تتحمل مسؤولية تعريض حياتهم للخطر.

ويأتي اتهام أسانجي للسلطات الأميركية في ظل نشر موقعه أكثر من 75 ألف وثيقة عسكرية أميركية سرية ضمن تسريبات لملفات استخبارية كشف بعضها عن أسماء مخبرين أفغان تعاونوا مع القوات الأميركية.

ويواجه موقع "ويكيليكس" انتقادات إثر قيامه بنشر عشرات الآلاف من الوثائق الاستخبارية والملفات العسكرية السرية الأميركية بشأن الحرب على أفغانستان، التي تضمنت شريط فيديو سريا عام 2007 وبثه الموقع على صفحاته حيث يظهر مروحية عسكرية أميركية وهي تقصف مدنيين عراقيين، مما أسفر عن مقتل عدد منهم بينهم صحفيان يعملان مع وكالة رويترز للأنباء.

ويخشى مراقبون من تعرض حياة الآلاف من المخبرين الأفغان من الذين تعاونوا مع القوات الأميركية في أفغانستان للخطر في ظل التسريبات التي كشفت عن أسمائهم بوضوح.

"
أسانجي: مسؤولية تعرض حياة المخبرين الأفغان للخطر تقع بشكل مباشر على عاتق السلطات الأميركية التي لم تستطع الحفاظ على سرية ملفاتها وهوية مصادرها الاستخبارية
"

هوية مصادر
وفي مقابلة مع صحيفة أوبزيرفر البريطانية قال أسانجي إن أي ملامة بشأن تعرض حياة المخبرين الأفغان للخطر تقع مباشرة على عاتق السلطات الأميركية التي وصفها بأنها لم تستطع الحفاظ على سرية ملفاتها العسكرية ولم تستطع بالتالي الحفاظ على هوية مصادرها الاستخبارية.

وبينما قالت أوبزيرفر إن موقع "ويكيليكس" متهم بالكشف عن أسماء من وصفتهم بالأفغان المتآمرين مع العدو، أضافت أن الأفغان ربما يواجهون عمليات انتقامية في الوقت الراهن، وأنه ربما احتوت بعض التسريبات المنشورة على مواد غير مدققة أو أن بعضها يعود لمصادر مشبوهة مما قد يزيد الطين بلة.

وعلى صعيد متصل بالتسريبات أشارت الصحيفة إلى أنه سبق للرئيس الأفغاني حامد كرزاي الأسبوع الماضي أن وصف أسانجي "بغير المسؤول" وأنه سبق أيضا لوزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس أن وصف مؤسس موقع "ويكيليكس" بأن "يديه ربما تكونان ملطختين بالدماء"، في إشارة لما قد ينتج من انتقام ضد المخبرين الأفغان الذين كشف عن أسمائهم، وإشارة أخرى إلى احتمال تعرض الجنود الأميركيين على الأرض الأفغانية لمزيد من الأخطار.

كما تجري السلطات الأميركية تحقيقات موسعة بشأن كيفية تسريب معلوماتها وملفاتها العسكرية السرية ووصولها بالتالي إلى النشر على موقع صفحات موقع "ويكيليكس" وغيره من المواقع والوسائل الإعلامية.

"
الجندي الأميركي برادلي مانينغ الذي يعمل محللا استخباريا في الجيش الأميركي يواجه تحقيقا مكثفا بوصفه المتهم بتسريب شريط الفيديو المتعلق بقتل المدنيين العراقيين
"

محلل استخباري
ويواجه الجندي الأميركي برادلي مانينغ الذي يعمل محللا استخباراتيا في الجيش الأميركي تحقيقا مكثفا على أيدي عناصر من مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي (إف بي آي) بوصفه المتهم بتسريب شريط الفيديو المتعلق بالمروحية التي قتلت المدنيين العراقيين إضافة إلى تسريبه 150 ألف برقية دبلوماسية مصنفة.


ويحاول المحققون الأميركيون التأكد مما إذا كان مانينغ يقف وراء التسريبات وحده أم أنه يعمل ضمن شبكة أخرى أو مع أناس آخرين، حيث تتركز التحقيقات على جماعة من الناس في كامبردج قرب بوسطن في مساتشوسيتس، الذين قد يكونون حلقة الوصل بين مانينغ وموقع "ويكيليكس".

ويشار إلى أن الجندي الأميركي المتهم بالتسريبات يعود لأب أميركي وأم بريطانية، وأن والدته سوزان ووالده بريان انفصلا عن رباط الزوجية، حيث عادت الأم من أميركا مصطحبة ولدها برادلي الذي أكمل دراسته الثانوية في ديار جده لأمه في ويلز بالمملكة المتحدة قبل أن يلتحق بالقوات الأميركية ويصل إلى حالة من اليأس والإحباط والسخط على المجتمع وعلى الجيش الأميركي إثر انفصال والديه.

المصدر : أوبزرفر