جدل بباكستان حول القصف الأميركي

A US Predator unmanned drone armed with a missile stands on the tarmac of Kandahar military airport on June 13, 2010. Afghan President Hamid Karzai appealed to hundreds


تثور تساؤلات بشأن مدى شرعية هجمات طائرات "سي آي أي" بدون طيار (الفرنسية-أرشيف)

قال الكاتب امتياز غل إن هجمات الطائرات الأميركية بدون طيار ضد مقاتلي حركة طالبان باكستان وتنظيم القاعدة في مناطق القبائل المضطربة شمالي باكستان، وعلى الحدود مع أفغانستان وغيرها من المناطق، باتت تثير جدلا واسعا في الأوساط الباكستانية بوصفها تمثل انتهاكا لسيادة باكستان.

ومضى الكاتب، وهو مدير مركز الدراسات الأمنية والبحوث في إسلام آباد ومؤلف كتاب "أكثر الأماكن خطرا" بالقول إن الناس في باكستان يتساءلون بشأن مدى شرعية تلك الهجمات التي تقوم بها الطائرات بدون طيار والتابعة لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي) ضد القاعدة وطالبان في منطقة وزيرستان وغيرها من المناطق.

وأضاف غل في مقال نشرته له مجلة فورين بوليسي الأميركية أنه بينما شنت الطائرات الأميركية بدون طيار أكثر من 141 هجوما منذ 2004 من بينها حوالي 45 هجوما العام الجاري، تخوض قوات الأمن والجيش الباكستاني حربا شعواء بالمناطق القبلية المضطربة بكل من باجور وأوراكزاي وغيرها.

ويعارض العديد من المنظمات أو الجماعات الباكستانية المحافظة والمجموعات السياسية من الجناح اليميني مثل الجماعة الإسلامية وجمعية علماء الإسلام هجمات الطائرات بدون طيار بشكل واضح وصريح.

"
طالبان باكستان التي تتخذ من وزيرستان قاعدة ومقرا لها تقوم بتبرير هجماتها على داخل باكستان بكونها رد فعل على هجمات الطائرات بدون طيار الأميركية
"

رأس الحربة
وقال الكاتب إن حركة طالبان باكستان أو ما وصفها برأس الحربة للتمرد في المناطق الشمالية الغربية، والتي تتخذ من وزيرستان قاعدة ومقرا لها، تقوم بتبرير هجماتها على أساس أنها رد فعل على هجمات الطائرات بدون طيار.

وفي المقابل، قال غل إن هناك من يعارضون هجمات تلك الطائرات ويشجبونها بشكل ظاهري تماشيا مع الرأي العام، وإنهم سرعان ما يبدلون رأيهم عندما يتواجدون وراء ما وصفها بالأبواب المغلقة.

واقتبس الكاتب من زميل له، وهو باحث في "الحملة من أجل الضحايا الأبرياء" ويدعى كريس روجرز قوله بإحدى الندوات بإسلام آباد "نظرا لعدم اعتراض باكستان إطلاقا على هذا الموضوع بأي محفل دولي وعدم إصدارها بيانا رسميا ضدها, فيبدو أن هناك تفاهما تكتيكيا بين الولايات المتحدة وباكستان بهذا الشأن".

وأما الخبير الباكستاني في القانون الدولي أحمر بلال صوفي فيقول إن الموافقة السرية الباكستانية لا تعني بالضرورة منح الشرعية لتلك الهجمات، مضيفا أن "الولايات المتحدة تستخدم الطائرات بدون طيار بحجة الدفاع عن النفس والحرب على القاعدة, ولكن حتى هذا يعتبر انتهاكا للقانون الدولي وسيادة باكستان".

"
إذا ما أقدمت دولة على تنفيذ عمليات قتل مخطط لها داخل أراضي دولة أخرى, فيتوجب على الدولة الثانية إظهار إن كانت أعطت موافقتها وعلى أي أساس تم ذلك
"
مقرر أممي

نقل التكنولوجيا
وفي حين يرى فريق آخر من المراقبين أن تشغيل الباكستانيين للطائرات بدون طيار من شأنه أن يخفف كثيرا من تلك الانتقادات، أشار الكاتب إلى أن الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري وقادة الجيش طلبوا في أكثر من مناسبة نقل التكنولوجيا الخاصة بالطائرات بدون طيار إلى باكستان بدعوى أن من شأن ذلك تخفيف حدة تلك الانتقادات.

وقال غل إن بعض النقاد الباكستانيين لتك الهجمات يعتمدون في طروحاتهم أيضا على تصريحات مقرر الأمم المتحدة الخاص بالقتل خارج نطاق القضاء فيليب ألستون الواردة في تقريره الشهر الماضي.

وتتمثل تصريحات ألستون في قوله "إذا ما أقدمت دولة على تنفيذ عمليات قتل مستهدفة أو مخطط لها داخل أراضي دولة أخرى, فيتوجب على الدولة الثانية أن تظهر إن كانت أعطت موافقتها وعلى أي أساس تم ذلك".

ومضى غل بالقول إنه وعلى ضوء تداعيات التغيير الأخير في القيادة بأفغانستان، فربما تحدث بعض التغييرات النوعية في سياسة واشنطن تجاه استخدام الطائرات بدون طيار، خاصة في ظل كون الرئيس باراك أوباما يبحث عن نجاح سريع بأفغانستان، وحيث يعتبر تأييد ودعم باكستان بذلك الشأن أمرا حيويا.

واختتم الكاتب بدعوة الحكومة الباكستانية إلى إعلان موقفها بوضوح في ما وصفها بالقضية الملتهبة الممثلة بهجمات الطائرات بدون طيار الأميركية داخل الأراضي الباكستانية.

المصدر : فورين بوليسي