المياه تزيد التوتر الهندي الباكستاني

r/A general view of a newly inaugurated 450-megawatt hydropower project located at Baglihar Dam on the Chenab river which flows from Indian Kashmir into Pakistan, is seen at Chanderkote, about 145 km (90 miles) north of Jammu October 10, 2008.


قالت صحيفة نيويورك تايمز إن الصراع على المياه يزيد من حدة التوتر بين الجارتين النوويتين الهند وباكستان.

وأضافت الصحيفة الأميركية أن المعركة القادمة بين البلدين لن تكون على مساحة من الأرض ظلت مثار نزاع منذ تقسيم الهند إلى دولتين في 1947، بل على المياه المندفعة من أنهار الجليد في الجبال إلى الحقول الظمأى في الأراضي الزراعية بوسط باكستان.

وأشارت في تقرير لاثنين من مراسليها في بلدة بانديبور في القطاع الهندي من كشمير إلى أن العمال الهنود يسابقون الزمن لبناء سد باهظ الكلفة لتوليد طاقة كهرومائية في أحد الأودية النائية، وهو واحد من مشروعات عديدة تنوي الهند تنفيذها في السنوات العشر القادمة لتغذية اقتصادها الذي ينمو سريعاً لكنه يفتقر إلى الطاقة اللازمة.

وتنتاب باكستان مخاوف من أن تحصل الهند –خصمها اللدود الواقع في أعالي النهر- على طاقة كافية تمكِّنها من التحكم في جريان المياه إلى قطاعها الزراعي الذي يشكل ربع اقتصادها ويستوعب نصف سكانها.

وفي مايو/أيار الماضي رفعت باكستان دعوى قضائية بهذا الخصوص أمام محكمة التحكيم الدولية.

وقد أصبحت المياه سبباً في تأجيج التوتر بين الدول الطامحة لتحقيق النمو في العديد من بقاع العالم.

"
مخاوف تنتاب باكستان من أن تحصل الهند على طاقة كافية تمكِّنها من التحكم في جريان المياه إلى قطاعها الزراعي
"

غير أن الصراع عليها في هذا الجزء من كشمير يضفي مزيداً من التصعيد في لحظة حرجة على أكثر العلاقات المشحونة بالتوتر في العالم بين جارتين نوويتين سبق أن خاضتا ثلاث حروب في ما بينهما.

ومضت نيويورك تايمز إلى أن الولايات المتحدة تبدو أكثر حرصاً على نزع فتيل التوتر بين البلدين حتى تتمكن باكستان من تحويل قواتها وعتادها من حدودها مع الهند إلى حدودها المتاخمة لأفغانستان لقتال عناصر حركة طالبان.

وتكتسب المياه أهمية خاصة لكلا البلدين، فلدى باكستان -كما يقول الخبراء- أكبر نظام للري في العالم.

كما أنها باتت تربة خصبة لتجنيد المتطرفين الذين يستغلون انعدام فرص العمل والعواطف الجياشة المعادية للهند لتحقيق مآربهم، على حد تعبير الصحيفة.

وتعتبر الأنهار التي تتخلل سهول البنجاب –أكثر أقاليم باكستان اكتظاظا بالسكان ومركز قطاعها الزراعي- بمثابة شريان الحياة لتلك البلاد.

وبالنسبة للهند، فإن مشاريع الطاقة الكهربائية والمائية أمر حيوي لاستغلال المياه المنحدرة من جبال الهيمالايا في سد العجز الخطير في الطاقة الذي يعوق اقتصادها.

المصدر : نيويورك تايمز