صعوبة الحياة الأسرية في بريطانيا

AFP - A group of Chinese parents help their babies exercise as they take part in an activity to celebrate the upcoming International Children's Day, in Beijing on May 31, 2010. The Chinese tradition of grandparents helping young couples with

تنشئة الطفل حتى سن 21 عاما في بريطانيا تكلف أكثر من 300 ألف دولار (الفرنسية-أرشيف)

أشار تقرير صادر عن معهد الأسرة وتربية الأبناء البريطاني إلى أن المملكة المتحدة باتت مكانا غير موات للعائلات وتربية الأبناء، موضحا أن التكلفة العالية لتربية النشء أدت بالأسر للوقوع في مخالب الفقر، وسط جدل بشأن الجهة الملومة إزاء النظرة السلبية للحياة العائلية وأجواء الطفولة في البلاد.

وأضافت صحيفة ذي أوبزيرفر البريطانية أن التكلفة المتزايدة لتربية الأبناء والأزمة المتمثلة في صعوبة العناية بكبار السن وعدم القدرة على الحصول على منازل وغير ذلك من المستلزمات الأسرية، كلها عوامل تجعل من بريطانيا مكانا غير مناسب للعيش وإنشاء الأسر وتنشئة الأبناء ورعايتهم.

وتبلغ تكلفة تنشئة ورعاية الطفل الواحد في بريطانيا منذ ولادته حتى بلوغه سن واحد وعشرين عاما ما يزيد على ثلاثمائة ألف دولار، أو ما يزيد على 1200 دولار بصفة شهرية.

وفي حين تزايدت تكلفة حضانة الأطفال 5.1% للعام الماضي، مضت ذي أوبزيرفر بالقول إن حوالي ستين ألفا من كبار السن في بريطانيا وبشكل سنوي يضطرون للدفع مقابل حصولهم على الرعاية في بيوت العجزة بعد أن يقوموا ببيع منازلهم الخاصة.

undefinedمظاهر فقر
ويشكو 84% من الآباء البريطانيين إزاء ما وصفته الصحيفة استهداف الشركات أطفالهم بالدعايات المتزايدة والتي قالت إنها تتراوح بين عشرين وأربعين ألف دعاية تلفزيونية بشكل سنوي، مما يعني زيادة مشترياتهم وبالتالي إرهاق ميزانية الأسرة.

كما يعاني أكثر من 2.8 مليون طفل وحوالي 1.8 مليون متقاعد في بريطانيا إزاء مظاهر الفقر التي بدأت تتسرب بشكل واضح إلى البلاد.

تداعيات سلبية
ومن جانبه يحذر معهد الأسرة وتربية الأبناء البريطاني إزاء التداعيات السلبية المحتملة للميزانية التقشفية والتخفيضات في الإنفاق العام في البلاد، وخاصة ما تعلق منها بالتمويلات المتعلقة بالطفولة والأسرة، والتي تجعل من الوالدين الضحية الأولى لخطط التقشف.

"
على من يقع اللوم في النظرة السلبية إزاء الأجواء الأسرية في بريطانيا، على ثقافة المجتمع أم على صناع القرار؟
"

ويثور جدل بشأن الجهة التي ينبغي أن ينحى عليها باللائمة إزاء الأجواء غير المناسبة والمناخ غير المواتي لتنشئة الأطفال في بريطانيا، حيث ترى سيدة بريطانية أسست أحد المواقع على شبكة الإنترنت ليعنى بشؤون الأسرة والأمهات أنهن يرجعن السبب إلى الثقافة السلبية للمجتمع وإلى العادات والتقاليد البريطانية أكثر من سياسات صناع القرار بحد ذاتهم.

وتقول جوستين روبرتس "إننا لا نزال ننظر للأطفال وكأنهم حشرات" مضيفة أنه كثيرا ما تلاحظ علامات التأفف والاستهجان من بعض الناس عندما يرون آباء أو أمهات يدخلون المطاعم برفقة أطفالهم، داعية المجتمع البريطاني إلى تغيير نظرته لمفهوم الأسرة والطفولة.

ومن جانبه قال ناطق باسم الحكومة البريطانية إنه سيتم تكليف قوى وجهات معنية بشؤون الأسرة والأطفال للسعي إلى ما سماه رفع الحواجز والعوائق من طريق أجواء الطفولة السعيدة والحياة الناجحة للأسر والعائلات بالبلاد.

المصدر : أوبزرفر