معوقات القضاء على الملاريا

تصميم/ مرض الملاريا


خلص الصحفي والكاتب البريطاني مارك هونغسبوم إلى أن السياسات والفقر والفساد أهم العوامل التي تحول دون القضاء على مرض الملاريا رغم أنه أقل تعقيدا من مرض فقدان المناعة المكتسبة (إيدز).

وقال صاحب فيلم الموسم القاتل المنشور على موقع الجزيرة نت الإنجليزي، إن مرض الملاريا يقتل حاليا أكثر من 850 ألف شخص سنويا، معظمهم من النساء والأطفال تحت سن الخامسة، رغم أن كل ما هو مطلوب لقتل البعوض الذي ينقل طفيلي الملاريا فرش معالجة بالمبيدات الحشرية ومجموعة من الأقراص لا تزيد تكلفتها عن 7.5 دولارات.

ومن الأسباب التي يرى الكاتب في مقاله بصحيفة ديلي تلغراف أنها تعيق القضاء على المرض استمرار الطفيلي في تطوير مقاومته لأحدث المستحضرات الطبية.

فعقار كولوروكين الذي كان يستخدم في العلاج فقد فاعليته منذ ستينيات القرن الماضي، وحدث الشيء ذاته بالنسبة لفانسيدار ولاريوم في الثمانينيات.

ويمضي الكاتب بالقول إن ثمة تقارير من الحدود الكمبودية التايلندية تشير إلى تنامي مقاومة المرض لعقار أرتيميسين الذي يتم تقديمه من قبل الغرب لآسيا ومناطق أخرى، وإذا ما ثبتت صحة تلك التقارير فإن تلك المقاومة ستنتشر في جميع أنحاء العالم خلال ثلاثين عاما، مما يقوض جهود منظمة الصحة العالمية التي تعمل على القضاء على المرض بحلول 2015.

ويتطرق هونغسبوم إلى الوضع في أوغندا ليقول إن السبب وراء زيادة العدوى في أوساط الأوغنديين هو أن المزارعين يرفضون رش المحاصيل بالمبيدات الحشرية التي قد تقتل البعوض المسبب للملاريا بناء على دعوة المدافعين عن البيئة الذين يشنون حملات ضد استخدام المواد الكيماوية.

والسبب الثاني هو النقص الشديد في العلاجات التي يتبرع بها الغرب، وذلك أن العقاقير التي يتم دعمها لتكون في متناول الفقراء الأفارقة تمر عبر مسؤولي الصحة الفاسدين لتباع في السوق السوداء، في ظل غياب العقوبات الرادعة.

كما أن النظام الصحي الأوغندي يفتقر إلى التمويل حيث يشعر العديد من الأطباء والمسؤولين المحليين بأنهم لا يتلقون الرواتب الكافية.

وتجارة السوق السوداء في علاجات الملاريا لا تمثل مشكلة لأوغندا فقط، بل تتعدى ذلك لتشمل جميع المناطق بغرب أفريقيا، حيث تشجع أيضا على التجارة في علاجات مزورة.

المصدر : تلغراف