الشلل يصيب مصانع غزة

A Palestinian worker supervises the washing of grapefruits at the Gaza Juice Factory in Gaza City on December 18, 2008.

مصنع العصير أوقف التصدير منذ ثلاث سنوات واقتصر على السوق المحلي بغزة

رصدت صحيفة ذي إندبندنت البريطانية في تقرير خاص حالة الشلل التي تصيب المصانع في قطاع غزة رغم التعهدات الإسرائيلية بتخفيف الحصار وسط مخاوف قطاعات الأعمال الفلسطينية من أن تكون قوانين التجارة الإسرائيلية الجديدة مجرد ضغوط إضافية.

فمصنع غزة للعصير الذي يشغل 65 عاملا يعد واحدا من بين المصانع القليلة التي تمكنت من الاستمرار في العمل رغم الحصار المفروض منذ أكثر من ثلاث سنوات.

وقالت الصحيفة إن الاتفاق الذي تم بين توني بلير مندوب الرباعية (أميركا والأمم المتحدة وأوروبا وروسيا) وإسرائيل الأحد الماضي يعد اختراقا من وجهة النظر الدبلوماسية، غير أن إسرائيل ما زالت ترفض إدخال المواد اللازمة للبناء وكل ما يمكن أن يستخدم لأغراض عسكرية.

واعتبرت الصحيفة الإعلان على الاتفاق يعكس تغييرا حقيقيا في السياسة، إذ إن جميع المواد الأخرى وإن كان من الناحية النظرية- سيسمح لها بالدخول بعد أكثر من ثلاث سنوات من الحصار.

أما عمرو حمد وهو مدير الاتحاد الفلسطيني للصناعات فيقول "إذا ما سمح فقط بدخول المواد الاستهلاكية دون المواد والوسائل التي تساعد على الإنتاج، فإن ذلك سيحمل نتائج سلبية".

العراقيل أمام المصانع

أحد المصانع مما حولته الحرب الإسرائيلية على غزة إلى ركام (الفرنسية-أرشيف)
أحد المصانع مما حولته الحرب الإسرائيلية على غزة إلى ركام (الفرنسية-أرشيف)

ومصنع غزة للعصير أكبر مثال على ذلك، فبعد تعرضه للتدمير في الحرب الإسرائيلية على غزة أواخر 2008، تحولت وجهة إنتاج المصنع من السوق الخارجي مثل مصر وإسرائيل وأوروبا، إلى السوق المحلي.

ومن المشاكل التي تعترض مثل هذه المصانع تدمير بساتين الحمضيات التي تعد الأهم في المنطقة بسبب الاجتياحات الإسرائيلية المتكررة منذ الانتفاضة التي اندلعت عام 2000.

فندرة الفواكه كانت المشكلة الأولى، وعبر عن ذلك سلامة الكيشاوي من مصنع العصير بالقول "احتجنا العام الماضي 9000 طن من الحمضيات لتلبية الحاجات، ولكننا لم نتمكن الآن من الحصول إلا على 1000 طن فقط".

ورغم أن الحمضيات من إسرائيل كانت تكلف المصانع نصف ما تدفعه لشرائها من السوق المحلي، لم تسمح إسرائيل إلا بإدخال الحمضيات لأغراض الأكل فقط دون العصير.

كما أن مصنع العصير الذي كان يفضل شراء المواد الخام من إسرائيل بسبب رخص ثمنها، اضطر بعد الحصار لإدخالها عبر الأنفاق بتكاليف باهظة الثمن.

ومع الأنباء عن تخفيف الحصار، يعقد المصنع آمالا على الحصول على المواد الخام الرخيصة، غير أنه يجد نفسه أمام منافسة جديدة، فلأول مرة منذ ثلاث سنوات تسمح إسرائيل بإدخال عصير فواكه معالج بسعر منافس، أي أرخص من السعر الذي يحدده المصنع.

وتتبعت الصحيفة كذلك مصنع عزيز للجينز الذي توقف تماما عن العمل شأنه في ذلك شأن مئات الشركات والمصانع الأخرى- مع بدء الحصار، إذ إنه لم يعد يستطيع استيراد القماش ولا حتى تصدير ما ينتجه.

ضغوط على إسرائيل
وأشارت ذي إندبندنت إلى أن إسرائيل نفسها تواجه الآن ضغوطا متزايدة من الداخل والخارج لرفع الحصار، منها استمرار أسر حركة المقاومة الإسلامية (حماس) للجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط من جهة واحتمال تصعيد حركة الأساطيل البحرية الموالية للفلسطينيين من جهة أخرى.

ولكن الصحيفة حذرت من أنه سينظر إلى إسرائيل إذا لم يكن هناك احتجاج قوي على انهيار الاقتصاد في غزة- على أنها تستخدم القطاع سوقا لسلعها الاستهلاكية دون أن تعمل من أجل إعادة سكانه للعمل.

ونقلت عن ساري باشي مديرة منظمة حقوق الإنسان الإسرائيلية (غيشا) قولها إن على إسرائيل أن تعدل عن سياسة الحرب الاقتصادية وأن تقبل بأنها فشلت، ودعت إلى فتح معبر كارني الإسرائيلي مع غزة للسماح بمرور صادرات القطاع.

المصدر : إندبندنت