تحقيق أممي بتعرض عراقيين للتنكيل

Danish police clash with demonstrators supporting of a group of rejected Iraqi asylum seekers early on August 13, 2009 outside of Brorsons Church in Copenhagen.


تحقق المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في جنيف بتهم تتعلق بتعرض عدد من طالبي اللجوء السياسي في المملكة المتحدة من العراقيين للضرب والتنكيل، حيث قامت لندن بإعادتهم وترحيلهم قسرا وهم مقيدون إلى بغداد، وذلك على أيدي رجال أمن بريطانيين ومسؤولين عراقيين في مطاري هيثرو وبغداد.

وأشارت صحيفة ذي غارديان البريطانية إلى أن الأمم المتحدة تعتزم التحقيق في مدى صحة مزاعم طالبي اللجوء السياسي الذين يقولون إن عناصر من الأمن البريطاني قاموا بضربهم وإجبارهم على الصعود إلى الطائرة في مطار هيثرو مساء الأربعاء الماضي.

وقال بعض اللاجئين العراقيين المرحلين عبر محامين تابعين للمفوضية في العراق إنهم أيضا تعرضوا للضرب والتنكيل على أيدي عناصر من وكالة الحدود البريطانية ومسؤولين عراقيين عند وصولهم إلى مطار بغداد صبيحة الخميس الماضي قبل أن يعتقلوا ويحتجزوا في زنزانة بالمطار.

وقامت السلطات البريطانية بترحيل حوالي 25 عراقيا من أصل 42 ممن طلبوا حق اللجوء السياسي في بريطانيا بعد أن رفضت طلباتهم، حيث سفروا من مطار هيثرو تحت حراسة مشددة وحيث تقوم السلطات العراقية باحتجازهم في مطار بغداد رغم عمليات التفتيش والتدقيق التي خضعوا لها على أيدي مسؤولين عراقيين في بريطانيا نفسها.

داخل الطائرة

ونسبت صحيفة ذي غارديان البريطانية إلى بعض المرحلين القول إنه ما إن حطت الطائرة التي أقلتهم من بريطانيا على أرض المطار في بغداد، حتى هرع مسؤولو أمن عراقيون إلى متنها لمساعدة موظفي الأمن التابعين لوكالة الحدود البريطانية، حيث انهالوا بالضرب على اللاجئين العراقيين المترددين بالنزول وهم يسحبونهم بالقوة إلى خارج الطائرة حيث اعتقلوا.

وحذرت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة بريطانيا ودولا أخرى في الاتحاد الأوروبي إزاء ترحيل العراقيين الذين لا يتمكنون من الحصول على حق اللجوء السياسي إلى بغداد بدعوى أن العاصمة ومحافظات أخرى وسط العراق تعد مناطق غير آمنة.

وقال الناطق باسم المفوضية أندريه مهاشيتش "إننا ندرس مزاعم سوء معاملة يدعيها طالبو اللجوء الذين رحلوا قسرا من بريطانيا"، وأضاف أن محامي المفوضية في بغداد التقوا 14 من العراقيين الذين رحلوا من بريطانيا وزعموا أنهم ضربوا وأجبروا على الصعود إلى الطائرة في مطار هيثرو، وأن المحامين لاحظوا وجود كدمات ورضوض حديثة على أجسام ستة منهم، ما يدل على تعرضهم لسوء معاملة وتنكيل.

"
ما أن حللت حزام الأمان في مقعد الطائرة حتى قفز فوقي رجال الأمن
وأمسكوني من رقبتي ولم أكن قادرا على التنفس
"
عبد الله

حزام الأمان
ونسبت الصحيفة إلى المواطن الكردي العراقي "عبد الله" الذي كان أحد المرحلين قوله إنه ما إن حل حزام الأمان في مقعد الطائرة حتى "قفز فوقي رجال الأمن وأمسكوني من رقبتي للدرجة التي لم أكن فيها قادرا على التنفس".

وأضاف عبد الله الذي تحدث من منزل أحد أصدقائه في شمالي العراق أن مسؤولين عراقيين ورجال أمن بريطانيين "بدؤوا بضربنا عند وصولنا مطار بغداد بهدف إخراجنا من الطائرة".

وبينما أعلنت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في جنيف أنها تحقق في مزاعم عراقيين رحلتهم لندن، بعد رفضها منحهم حق اللجوء السياسي، بدعوى تعرضهم للضرب على يد رجال الأمن البريطانيين لإجبارهم على الصعود إلى الطائرة أو النزول منها، قال ناطق باسم وكالة الحدود البريطانية "إننا نقوم فقط بترحيل أولئك الذين نطمئن إلى أنهم لا يحتاجون حمايتنا ويرفضون الرحيل طواعية"، وأضاف أن استخدام الحد الأدنى من القوة يبقى هو الخيار الأخير عندما يرفض الشخص المعني "التعاون معنا، وأن هذا الخيار يتم على أيدي ضباط على مستوى عال من التدريب".

المصدر : غارديان