مقابلة مع حكمتيار

-
قلب الدين حكمتيار يتحدث عن خطته لوقف القتال في أفغانستان (الفرنسية-أرشيف)

أجرت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور مقابلة نادرة عبر البريد الإلكتروني مع القائد العسكري الأفغاني قلب الدين حكمتيار، زعيم أضعف مجموعات التمرد الرئيسية الثلاث -حسب رأي الصحيفة- وأول المنخرطين في مباحثات السلام مع كابل، تحدث فيها عن خطته لوقف القتال.

 
ويترأس حكمتيار المجموعة الوحيدة لمجموعات التمرد الثلاث الرئيسية التي تجري مفاوضات مباشرة مع الحكومة. وتتحكم مجموعته "الحزب الإسلامي" في مناطق واسعة في الشمال والشرق. وكان قد سلم السلطات بكابل في مارس/آذار اقتراح سلام من 15 نقطة، لكن ما زال أي اتفاق مع الحزب الإسلامي بعيد المنال بسبب الاختلافات بشأن توقيت انسحاب القوات الأجنبية وتوقيت عقد انتخابات جديدة. وليس واضحا ما إن كانت المجموعات الأقوى مثل طالبان ستحذو حذوه.
 
ومن بين الأسئلة التي طرحتها عليه الصحيفة: لماذا قررت مجموعته بدء المباحثات الآن؟.
 
وأجاب حكمتيار بأنهم بدؤوا جهود السلام عقب ذكر الرئيس الأميركي أوباما وقادة غربيين آخرين لأول مرة إمكانية سحب قواتهم من أفغانستان.
 
وقال إنهم قدموا اقتراحهم الآن لأنه بعد انسحاب هذه القوات لن يحتاجوا إلى تكرار ما حدث بعد انسحاب القوات الروسية، يقصد حربا أهلية. وأنهم أرادوا من كل الأطراف الأفغانية الموافقة على وقف القتال إلى الأبد.
 
وعند سؤاله هل انسحاب القوات الأجنبية هو الطريقة الوحيدة لوقف القتال، قال حكمتيار إن وجود القوات الأجنبية سبب أساسي لاستمرار القتال وإنها يجب أن تترك أفغانستان، بالإضافة إلى ضرورة توقف تدخل الدول المجاورة والقوى المتنفذة الأخرى لأن تنافسهم هو سبب هذه الفوضى.
 
وردا على سؤال عن الدور الذي يراه لنفسه في حكومة ما بعد الولايات المتحدة، أجاب حكمتيار بأنه في الوقت الحالي لا يريد إلا حرية بلده وأنه لا يفكر في مسائل أخرى، وأنه لا يريد أي شيء لنفسه ولم يطلب شيئا لنفسه أو لحزبه.
 
وأضاف أن ما يريده هو أن يختار الأفغان موقف كل حزب وشخص وأنهم ينبغي ألا يطلبوا من الأجانب تأمين أوضاعهم المرغوبة.
 
وفي إجابته على السؤال: إذا أوقفت مجموعتك القتال ما تأثير ذلك على طالبان؟ رد حكمتيار أنه إذا وافق حزبه على اقتراح إنهاء الفوضى فإن معظم المقاتلين من المقاومة سيوافقون على التوقف وستؤيد معظم الأمة هذا الموقف.
 
وسألته الصحيفة، إذا انسحبت الولايات المتحدة، فكيف تستطيع أن تضمن أن تنظيم القاعدة لن يعد يستخدم أفغانستان كملاذ؟.
 
وأجاب حكمتيار بأن القاعدة في الوقت الحالي ليس لها وجود فعلي أو منتشرة في أفغانستان، وأن العراق والصومال هما الأفضل لها.
 
وختم قلب الدين حكمتيار المقابلة بأن الأوقات العصيبة تطور قدرات بعض الناس لتحمل المشاكل، كما أنها تجعل البعض يصابون باليأس. وحمد الله على أنه من الفئة الأولى، وأنه لم يشعر بأي ضعف أو يأس طوال الـ42 عاما التي قضاها مقاتلا.
المصدر : كريستيان ساينس مونيتور