أين المجتمع الدولي من أزمة تايلند؟

epa02158898 Smoke plumes from tyres set alight by anti government protesters fill a main street near Victory Monument in Bangkok, Thailand, 16 May 2010. Gunfire and

كاتب بريطاني يتساءل عن نأي المجتمع الدولي بنفسه عن أزمة تايلند (الأوروبية)

اهتمت بعض الصحف البريطانية الكبرى اليوم بأزمة تايلند، فبينما نشرت ذي غارديان مقالا يتساءل عن أسباب نأي المجتمع الدولي بنفسه عن الأزمة ويحذر من تداعيات ذلك على المنطقة، حاولت صنداي تايمز أن تلقي الضوء على الأزمة في إطار سؤال وجواب.

فقد حذر الكاتب الدائم بصحيفة ذي غارديان سايمون تسدال من أن نأي المجتمع الدولي بنفسه عن تقديم المساعدة لإجراء تسوية بين المعارضة والحكومة التايلندية، قد يجلب خطرا أمنيا على المنطقة.

وانتقد تسدال المجتمع الدولي قائلا إن الأزمة التايلندية لم تستطع أن تستقطب أنظار العالم، ولكنها لو وقعت في العاصمة الفرنسية لهرع المعلقون يتحدثون عن ثورة وحرب طبقات وكوارث اقتصادية وزوال الديمقراطية.

وأشار الكاتب إلى أنه رغم تاريخ الجيش في التدخل بالبلاد –أكثر من 18 انقلابا عسكريا منذ العام 1933- فإن تايلند ما زالت بلدا ديمقراطيا يحظى بنظام برلماني أو ملكية دستورية.

فاستمرار النموذج الديمقراطي في تايلند يعني الكثير حسب تسدال- بالنسبة لماليزيا والمناطق الجنوبية، حيث إن التوترات بسبب العرق والحقوق الإنسانية والمدنية أحيانا تفضي إلى نتائج استبدادية، وكذلك بالنسبة لميانمار في الشمال حيث "القوى الموالية للديمقراطية تعارض دكتاتورية الجيش".

ويتابع الكاتب أن ديمقراطية تايلند في نموذجها القائم يعني الكثير بالنسبة لبريطانيا والدول الغربية التي تتطلع إلى منطقة تخضع بشكل متزايد لهيمنة الشيوعية الصينية، ويتساءل: إلى متى ستبقى بعض الدول الرئيسية مثل إندونيسيا ملتزمة بالقيم الديمقراطية الغربية بينما تتخلى دول الجوار عنها؟

واعتبر أن رئيس الوزراء التايلندي أبهيست فيجاجيفا يفتقر إلى الشرعية التي يمكن أن يحصل عليها عبر الانتخابات، داعيا إلى تنحيته إذا ما فشل في وضع حد للمواجهات دون سفك الدماء.

وبعدما تحدث عن تداعيات الأزمة التايلندية على القطاع الاقتصادي، نبه إلى أن التبعات الأمنية ربما تكون مفتاح التدخل الدولي طالما أن الظلم الاجتماعي المتزايد وانتهاك حقوق الانسان والضرر الذي لحق بالمؤسسات الديمقراطية فشلت في دفع المجتمع الدولي للتدخل.

فمن وجهة نظر الكاتب، تعد المناطق الجنوبية لتايلند ملاذا منذ زمن "للمتمردين من مسلمي الملايو الذين يرفضون الحكم المباشر من بانكوك".

وقال إن ثمة دليلا على أن نشطاء ينتمون لتنظيم القاعدة في إندونيسيا وماليزيا حاولوا استغلال هذا الصراع في الماضي، "فالشلل الذي قد يصيب تايلند يعد دعوة لمزيد من الاضطرابات، والشيء الأخير الذي يحتاجه العالم هو الانخراط في معركة جديدة مع الإسلام المسلح".

"
الانقسامات في تايلند أصبحت عميقة إلى درجة أن الاحتجاجات قد تندلع في أي وقت مستقبلا حتى لو تم إخماد هذه المظاهرة
"
ذي غارديان

سؤال وجواب
وحاولت صحيفة صنداي تايمز أن تجيب على أسئلة تراود الجميع حول ما يجري من مواجهات بين الحكومة التايلندية والمعارضة من ذوي القمصان الحمر الذين يطالبون بحل البرلمان وتشكيل حكومة تشمل الجميع.

= ماذا تعني عمليات إطلاق النار الأخيرة بالنسبة للأزمة في تايلند؟

– تظهر تلك العمليات أن القوات الأمنية لدى فقدها للثقة بعد فشلها في تفكيك المظاهرات التي قتل فيها 25 شخصا الشهر الماضي، على استعداد تام لاستخدام القوة من أجل التخلص من محتجي القمصان الحمر.

فبعد انهيار المفاوضات هذا الأسبوع بين الطرفين، يحتمل أن يكون أي حل لهذا الصراع عنيفا.

= ماذا سيحدث لاحقا؟

– من المحتمل أن تعمل القوات الأمنية جاهدة على إبعاد المتظاهرين بالقوة، لا سيما أن وجودهم في المناطق التجارية الرئيسية في بانكوك قد يلحق ضررا كبيرا بالقطاع التجاري في البلاد.

= ما تأثير ذلك على اقتصاد تايلند وصناعة السياحة؟

– رغم أن التقديرات الحالية لا تبدو واضحة فإن التكلفة الاقتصادية ستكون باهظة ودائمة، ولا سيما أن الحي التجاري وسط بانكوك وما فيه من فنادق ومتاجر مغلق منذ أسابيع.

كما أن صورة تايلند باعتبارها وجهة سياحية آمنة قد تعرضت للكثير من الضرر، فالحكومة البريطانية تنصح مواطنيها بتجنب السفر إلى بانكوك.

= هل العنف الأخير يعني أن الصراع يقترب من ذروته؟

– الانقسامات في تايلند أصبحت عميقة إلى درجة أن الاحتجاجات قد تندلع في أي وقت مستقبلا حتى لو تم إخماد هذه المظاهرة.

وتقول الصحيفة إنه حتى لو حصل ذوو القمصان الحمر على ما يصبون إليه من إجراء انتخابات وتمثيل أكبر في الحكومة، فربما تندلع احتجاجات جديدة من قبل أعدائهم ذوي القمصان الصفر.

المصدر : صنداي تايمز + غارديان