أهمية قاعدة ميناس الجوية لأميركا

AFP / US soldiers run during their military exercises at the airfield of the US airbase in Kyrgyzstan at Manas airport, some 30 km outside Bishkek, 14 April 2007. Both the US and Russia have

قاعدة ميناس الجوية في قرغيزستان قادرة على استيعاب الطائرات العملاقة (الفرنسية-أرشيف)

تساءلت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور بشأن مدى قدرة الولايات المتحدة على مواصلة الإمداد اللوجستي للحرب على أفغانستان إذا أقدمت المعارضة القرغيزية على إغلاق قاعدة ميناس الجوية في وجه القوات الأميركية؟.

وقالت الصحيفة إن فقدان القاعدة الجوية التي تستخدمها القوات الأميركية قرب العاصمة بشكيك سيشكل ضربة قوية للأميركيين، في ظل ما وصفته بضعف طرق الدعم الأخرى المتاحة وقلة حيلتها.

وأشارت ساينس مونيتور إلى أن أجواء من الغموض تسود قرغيزستان بعد أن تمكنت قوى المعارضة من السيطرة على الحكم وتشكيل حكومة انتقالية إثر ترك رئيس البلاد كرمان بك باكييف العاصمة وفراره إلى خارج البلاد.

ولدى الولايات المتحدة مصالح كبيرة في آسيا الوسطى، أبرزها قاعدة ميناس الجوية بوصفها خط الإمداد اللوجستي الرئيسي لدعم قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) المتواجدة على الأرض الأفغانية.

إغلاق قاعدة ميناس الجوية يعتبر ضربة للولايات المتحدة إذا ما تم (روتيزر-أرشيف)
إغلاق قاعدة ميناس الجوية يعتبر ضربة للولايات المتحدة إذا ما تم (روتيزر-أرشيف)

إيجار أعلى
وينقسم الخبراء في رأيهم بشأن القاعدة، حيث يرى المحلل والباحث الأميركي في معهد الشرق الأدنى والخليج للتحليل العسكري في دبي ثيودور كاراسيك أن الحكومة القرغيزية الجديدة ستعيد مناقشة أمر القاعدة مع واشنطن، وستطالب الأميركيين بدفع إيجار أعلى لأن القاعدة تشكل مصدر دخل رئيسيا لاقتصاد البلاد.

وبينما تدفع الولايات المتحدة 60 مليون دولار بدل إيجار للقاعدة وقرابة ثلاثة أضعاف ذلك المبلغ على شكل رسوم وقود لطائراتها، قالت الصحيفة إن تلك الأموال كانت تذهب إلى جيوب أقارب الرئيس المخلوع.

وفي المقابل يرى محللون آخرون أنه لن تجري مناقشة أمر القاعدة مرة أخرى في ظل سعي الحكومة الانقلابية الجديدة إلى الحفاظ على علاقات البلاد مع المجتمع الدولي.

حيث ترى المحللة في معهد الدراسات الدولية والإستراتيجية في لندن الروسية أوكسانا أنتونينكو أنه "إذا قامت المعارضة بإغلاق قاعدة ميناس، فإنها تكون حرقت جسورها مع الغرب قبل أن تبدأ ببنائها".

"
محللون: الحكومة الجديدة في قرغيزستان سوف لن تسلك طرق الفساد وأعضاؤها لا يبحثون عن الثراء الفاحش
"

طرق الفساد
وأضافت أنتونينكو أن الحكومة الجديدة في قرغيزستان سوف لن تسلك طرق الفساد، وأعضاءها لا يبحثون عن الثراء الفاحش.

وأصبحت قاعدة ميناس الجوية ذات أهمية بالغة بالنسبة للولايات المتحدة في أعقاب قيام أوزبكستان بإغلاق قاعدة أميركية في البلاد عام 2005، حيث اضطر حلف شمال الأطلسي إلى نقل عملياته المتعلقة بإعادة التزود بالوقود ونقل القوات والأسلحة والمعدات إلى قاعدة بغرام الجوية في أفغانستان نفسها.

وأضافت ساينس مونيتور أن إغلاق قاعدة ميناس يعني تزايد التعقيدات في قاعدة بغرام الأفغانية المضغوطة أصلا بالعمليات المساندة، خاصة في ظل التصعيد الأميركي المتمثل في نشر واشنطن المزيد من القوات على الأرض الأفغانية.

كما أشارت الصحيفة إلى الخطورة الأمنية التي تواجهها قاعدة بغرام وضرورة بقاء خطوط الإمداد آمنة ومفتوحة من خارج البلاد، كما أن القواعد الجوية التي يمكنها التعامل مع الطائرات الأميركية العملاقة -كما هو حال قاعدة ميناس- تعد قليلة.

"
قاعدة بغرام بأفغانستان تواجه خطورة أمنية،  وقليلة هي القواعد الجوية التي يمكنها التعامل مع الطائرات الأميركية العملاقة كما هو حال قاعدة ميناس
"

خطوط إمداد
ومضت إلى أن الولايات المتحدة سبق أن أعدت خطوط إمداد بديلة لحالات الطوارئ أطلقت عليها اسم "شبكة التوزيع الشمالية"، في ظل هجمات مقاتلي حركة طالبان وتنظيم القاعدة المتزايدة على ممر خيبر الحيوي في باكستان.

ولكن تلك الشبكة المكونة من قطار وبعض الشاحنات تصلح لإمداد الأغذية والملابس وليس لنقل القوات والأسلحة والمعدات العسكرية، أو هبوط وإقلاع الطائرات العملاقة أو تزويدها بالوقود.

وتتكون الشبكة الجديدة من ثلاثة أجزاء، أحدها يمر من مدينة ريغا عاصمة لاتفيا ويتمثل في ميناء بحري رئيسي على بحر البلطيق، ثم عبر اليابسة إلى روسيا فكزاخستان وأوزبكستان.

وبينما يمر الجزء الثاني من الشبكة عبر القوقاز ابتداء من جورجيا ثم إلى أذربيجان ثم بواسطة القوارب عبر بحر قزوين، ثم عبر كزاخستان فأوزبكستان، يمر الجزء الثالث منها عبر أوزبكستان بالذهاب من ريغا إلى كزاخستان ثم عبر طاجيكستان إلى قرغيزستان.


ولكن الاتفاقيات الأميركية مع الدول التي تمر بها شبكة الإمداد لا تسمح بنقل الأسلحة أو المعدات العسكرية أو القوات المسلحة، بالإضافة إلى أن الولايات المتحدة لا تثق بتلك الخطوط لنقل المعدات العسكرية الحساسة.

المصدر : كريستيان ساينس مونيتور