علاقة واشنطن بقرغيزستان في الميزان

U.S. servicemen march during a change of command ceremony at Manas Air Base near Kyrgyzstan's capital Bishkek June 15, 2009

القاعدة الأميركية بماناس ذات أهمية إستراتيجية كبيرة لواشنطن (رويترز-أرشيف)

قالت مجلة لكسبريس الفرنسية إن تصدر أخبار قرغيزستان لكبريات الصحف الأميركية لا يبعث على الاستغراب نظرا للأهمية الإستراتيجية الكبيرة لهذا البلد بالنسبة للمصالح الأميركية, لكن المجلة عبرت عن اعتقادها بأن الأحداث في قرغيزستان تتطور لصالح موسكو وليس واشنطن.

في بداية حديثها عن الموضوع أبرزت المجلة تصدر أخبار قرغيزستان صحيفتي نيويورك تايمز وواشنطن بوست الأميركيين الصادرتين أمس الجمعة، رغم كون اسم هذا البلد نادرا ما يذكر في وسائل الإعلام العالمية, قبل أن تطرح السؤال التالي: "لكن لماذا هذا الاهتمام بالفوضى التي تشهدها هذه الجمهورية الصغيرة الواقعة في وسط آسيا؟".

وردا على هذا التساؤل قالت لكسبريس إن قرغيزستان تمثل مصلحة إستراتيجية كبيرة بالنسبة لواشنطن, مشيرة إلى أن ذلك لا يكمن في أهمية هذا البلد من حيث آفاق الاستثمار في موارده المحتملة من البترول والغاز، بقدر ما يكمن في أهمية القاعدة العسكرية الأميركية بماناس -قرب العاصمة بشكيك- للعمليات العسكرية الأميركية بأفغانستان.

وفي هذا الإطار, ذكرت المجلة أن حوالي 170 ألف شخص مروا بتلك القاعدة خلال عام 2008، كما استخدمت لعبور 5000 طن من المؤن إلى أفغانستان.

وأضافت أن من المتوقع أن يمر حوالي 30 ألف جندي أميركي بقاعدة ماناس في طريقهم إلى أفغانستان من الآن وحتى شهر أغسطس/آب القادم، تنفيذا لخطة الرئيس الأميركي باراك أوباما لمواجهة مقاتلي طالبان.

ولم تعد لدى أميركا في آسيا الوسطى سوى هذه القاعدة منذ إغلاق القاعدة التي كانت تحتفظ بها في أوزبكستان أواخر عام 2005.

وقد كادت واشنطن تفقد قاعدتها بماناس العام الماضي بعد أن صوت البرلمان القرغيزي لصالح إغلاقها, ولم تتمكن من الإبقاء عليها إلا بعد أن قررت مضاعفة المبلغ الذي كان تدفعه لبشكيك -مقابل السماح لها بالاستمرار في الوجود على الأرض القرغيزية- ثلاثة أضعاف ليصل 170 مليون دولار سنويا.

ويستبعد الأستاذ في جامعة كولومبيا بنيويورك أليكسندر كولي أن تتطرق الحكومة القرغيزية لموضوع اتفاق قاعدة ماناس في الوقت الراهن, لكنه يتوقع أن "تشهد الأشهر القادمة –ربما- فسخا لهذا العقد، أو إعادة التفاوض بشأن مبلغ الرسوم الخاصة بهذه القاعدة".

ويبدو -حسب لكسبريس- أن بشكيك ترغب في الاستمرار في استغلال ورقة الصراع الأميركي الروسي, فالأخبار الواردة من المنطقة تفيد بأن موسكو التي تحتفظ بقاعدة عسكرية لها في قرغيزستان تنوي إقامة قاعدة ثانية هناك, خاصة في ظل ميول الكفة لصالحها على أثر ما شهده هذا البلد من صدامات في الفترة الأخيرة.

أما واشنطن فإنها لطخت سمعتها باستمرارها في الصمت على الاستبداد المتعاظم الذي ميز النظام السابق بدعوى الحفاظ على استقرار البلاد.

المصدر : الصحافة الفرنسية