غضب "إنساني" على بي بي سي

AFP - Ethiopian soldiers man an observation post facing the Temporary Security Zone on the Eritrean border at the northern town of Zala Anbessa in the Tigray region of


undefined
تتعرض هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي لانتقادات حادة بسبب تقرير لها تحدث عن استخدام أموال المساعدات والتبرعات التي جمعتها منظمات دولية في ثمانينيات القرن الماضي في شراء أسلحة لصالح "المتمردين" في إثيوبيا.

وذكرت صحيفة ذي إندبندنت البريطانية أن المطرب السير بوب غيلدوف وصندوق "باند أيد ترست" ومنظمات دولية أخرى سيتقدمون بشكوى لهيئة تنظيم الإعلام البريطانية بسبب ذلك التقرير.

ويشارك صندوق "باند أيد ترست" منظمات إغاثة معروفة مثل "أوكسفام" ومقرها في لندن (وهي ائتلاف دولي من 13 منظمة تعمل مع نحو ثلاثة آلاف شريك في مائة دولة) وصندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) ومقره في نيويورك ومنظمة الإغاثة المسيحية "كريستيان أيد" ومقرها في لندن ومنظمة "أنقذوا الأطفال" ومقرها في السويد في تقديم شكوى رسمية إلى رئيس مجلس الأمناء في بي بي سي السير مايكل ليونز بذات الشأن.



undefinedوأشارت ذي إندبندنت إلى أن الخدمة العالمية في بي بي سي "بثت تقريرا لمحرر الشؤون الأفريقية مارتن بلوت زعم فيه أن 95% من أصل مائة مليون دولار من أموال التبرعات التي أرسلت في أواسط الثمانينيات إلى شمالي إثيوبيا استخدمها "المتمردون" الذين يسيطرون على إقليم التيغراي في شراء الأسلحة والأغراض العسكرية الأخرى.

شراء الأسلحة
وتقول مسودة رسالة الشكوى التي حصلت الصحيفة على نسخة منها إن التقرير اعتمد على "مصادر مشكوك فيها وعلى إشاعات" وإنه تم إعداده بحيث "يترك انطباعا عاما بأن حصيلة الأموال الضخمة التي جمعتها منظمات الإغاثة حينذاك ذهبت في معظمها لشراء الأسلحة".

وتقول المنظمات بلغة غاضبة إنه "لا يوجد أدنى دليل موثوق" يثبت حدوث تلك الانتهاكات والاتهامات التي تضمنها تقرير بي بي سي، متساءلة عن غرابة التقرير "بالمقارنة مع جودة عمل بي بي سي المعروفة".


واعتمد تقرير بي بي سي على معلومات من قيادات منشقة عن "جماعات التمرد المسلحة" التي كانت تقاتل لانفصال الإقليم عن إثيوبيا.

"
ربما انحرفت بعض أموال التبرعات عن مسارها في إثيوبيا عام 1985، لكنها لا تصل إلى تلك النسبة التي أوردتها بي بي سي في تقريرها
"

أنظمة تدقيق
ويقول مدير الحملات والسياسات في أوكسفام فيل بلومر إن "فكرة تسرب 95% من أموال التبرعات هي فكرة خاطئة ولا يمكن تصديقها، فنحن نعرف كل شيء بوصفنا من اشترى الأغذية والشاحنات، ونحن أوصلنا المساعدات وشاهدنا عملية توزيعها وقدنا الشاحنات الفارغة وأقفلنا عائدين".

ومضى بالقول "إننا لسنا أغبياء، فلقد عملنا على مدار ستين سنة في معظم المناطق الخطرة في العالم وإن لدينا أنظمة للتدقيق والمراقبة ومنع أي تسرب لأموال الإغاثة".


ونسبت ذي إندبندنت إلى السفير البريطاني الأسبق لدى إثيوبيا ميليس ويكستيد القول إنه لا يستطيع تأكيد معلومات التقرير الذي بثته بي بي سي.

وأضاف السفير أن منظمات الإغاثة بذلت جهودا جبارة على مدار السنين، وربما انحرفت بعض أموال التبرعات عن مسارها في إثيوبيا عام 1985، لكنها لا تصل إلى تلك النسبة التي أوردتها بي بي سي في تقريرها.

المصدر : إندبندنت