شكوك بعملية الناتو بافغانستان

NATO and US soldiers stand guard at the site of a suicide attack near Camp Phoenix in Kabul on January 26, 2010. A suicide bomber in a car laden with explosives struck near a US military base in Kabul on January 26, injuring at least nine Afghan civilians, police and the NATO-led force said.

إندبندنت: خطة كريستال منطقية ولكن النصر فيها محل شك (الفرنسية)
إندبندنت: خطة كريستال منطقية ولكن النصر فيها محل شك (الفرنسية)

رغم تشكيكها بجدوى العمل العسكري في أفغانستان وأن النصر بعيد المنال، فإن الصحف البريطانية تصف هذا العمل بأنه منطقي وأن أهميته بالنسبة الأمن البريطاني أكبر من أهمية "حرب فوكلاند".

فقد شككت ذي إندبندنت في افتتاحيتها بإستراتيجية القائد الميداني بأفغانستان ستانلي ماكريستال والتي وصفتها بإنها منطقية، ولكن تحقيق النصر فيها يبدو بعيد المنال.

وقالت إن العملية العسكرية التي أعلنت عنها قوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) -والتي صاغها ماكريستال- حملت اسم "المشتركة" لما تنطوي عليه من دلالة على مشاركة القوات الأفغانية وإرسال رسالة للشعب الأفغاني مفادها أن الحكومة توسع نطاق سيطرتها على البلاد.

وتأتي هذه العملية كجزء من إستراتيجية الناتو التي تهدف إلى تعزيز الوجود العسكري الأفغاني، وتوفير الأمن بالمراكز المدنية الكبيرة.

ووصفت ذي إندبندنت هذه الإستراتيجية بأنها أفضل من سابقاتها التي كانت تنطوي على اشتباكات متقطعة مع مقاتلي طالبان يليها الانسحاب لقواعد معزولة.

ولكن الصحيفة لم تخف بعض المخاوف من جدوى تلك العملية، منها وقوع خسائر في صفوف المدنيين، والتشكيك بنجاعة خطة ماكريستال لا سيما أنها تهدف إلى شيء لم يذكر أنه تحقق من قبل في أفغانستان.

فعلى مرّ التاريخ، تتابع الصحيفة، تمكنت عمليات التمرد من التفوق على القوات الأجنبية رغم أن بعض تلك القوات كانت أكثر عددا.

كما أن تلك الإستراتيجية تعتمد على الحكومة الأفغانية التي ثبت أنها عاجزة وفاسدة، وآخر المؤشرات على ذلك اعتقال أحد مسؤوليها شمال غرب أفغانستان بتهمة توفير الإمدادات والمعلومات الاستخبارية للمسلحين.

وكما أقر به ماكريستال، فإن نجاح العملية تعتمد على مدى إقناع المدنيين بأن الحكومة في كابل أفضل بالنسبة لهم من طالبان، فنجاح "العملية المشتركة" سيتضح بعد العملية، لذلك فإن منطقة مرجة ستكون ساحة للاختبار.

أفغانستان أهم من فوكلاند

"
أفغانستان مسألة مختلفة عن فوكلاند لأن حدودها مع باكستان تشكل بوتقة مؤامرات الإسلاميين الإرهابية التي تعد لعنة أوائل القرن الـ21
"

من جانبه اعتبر الكاتب البريطاني كون غوغلين، وهو محرر الشؤون الخارجية في ديلي تلغراف والخبير بشؤون الشرق الأوسط، أن الحرب في أفغانستان أكثر أهمية بالنسبة لأمن بريطانيا من حملة "فوكلاند".

فمقارنة بثماني سنوات من مشاركة الجنود البريطانيين بالقتال بأفغانستان، انتهت حملة فوكلاند بسرعة البرق.

ورغم أن احتمال تحقيق النصر بأفغانستان -يقول الكاتب- بعيد المنال، فإن ذلك ينبغي ألا يقوض الجهود العسكرية هناك والتي تعتبر أكثر أهمية لدفاع بريطانيا من حرب فوكلاند.

وأشار غوغلين إلى أن الجنود البريطانيين قاتلوا بشجاعة في فوكلاند، ولكن تلك الحرب كانت أقرب إلى الاعتزاز الوطني منه إلى الدفاع عن المملكة، لا سيما أن "الغزاة" الأرجنتينين للجزر لم يكونوا يشكلون تهديدا مباشرا للأراضي البريطانية نفسها.

فأفغانستان من وجهة نظر الكاتب مسألة مختلفة لأن حدودها مع باكستان تشكل "بوتقة لمؤامرات الإسلاميين الإرهابية التي تعد لعنة أوائل القرن الـ21".

واختتم غوغلين بالدعوة إلى بقاء القوات البريطانية بأفغانستان حتى يتم التأكد من تنفيذ المهمة التي -برأيه- توفر الحماية للأمن البريطاني.

المصدر : إندبندنت + تلغراف