غياب هولبروك يولد فراغا بأفغانستان

afp : US special envoy to Afghanistan and Pakistan Richard Holbrooke talks during a joint press conference with unseen Afghan President Hamid Karzai at the presidential palace in

هولبروك كان يدير ورشة مكاتب في الخارجية تضم أكاديميين وخبراء مختارين (الفرنسية-أرشيف)

قالت صحيفة واشنطن بوست الأميركية إن وفاة المبعوث الأميركي الخاص إلى أفغانستان وباكستان ريتشارد هولبروك، قد تخلف فراغا كبيرا في إستراتيجية الرئيس الأميركي باراك أوباما للحرب على أفغانستان.

وتولى هولبروك إدارة الجانب المدني من الحرب على أفغانستان التي تمثل الجانب الأصعب في إستراتيجية أوباما، بالرغم من أن الجانب العسكري قدم مؤشرات على تراجع زخم حركة طالبان، أو على الأقل حصار نفوذها وقوتها في البلاد، حسب الصحيفة.

ولكن النجاح والتقدم في العمل لإيجاد حكومة متماسكة واقتصاد مستقر في أفغانستان كان مهمة صعبة وشاقة، بالرغم من إنفاق الولايات المتحدة مليارات الدولارات، وبالرغم من الجهود التي قدمها أكثر من ألف مسؤول أميركي على الأرض الأفغانية، وسط شراكة غير فاعلة و"غير مسؤولة" من جانب الرئيس الأفغاني حامد كرزاي.

كما أن استقرار الدولة المجاورة باكستان وصد هجمات طالبان وتنظيم القاعدة عبر الحدود مع أفغانستان يبقى أيضا شأنا غير مؤكد.

"
هولبروك كان يستغل مهاراته وخبراته وعلاقاته في الضغط على واشنطن في سبيل الحصول على مساعدات اقتصادية لصالح باكستان، ويراقب إنفاقها على الأرض بشكل فاعل ومفيد
"

مساعدات اقتصادية
وبينما كان هولبروك يستغل مهاراته وخبراته الكبيرة وعلاقاته الخارجية في الضغط على واشنطن في سبيل الحصول على مساعدات اقتصادية لصالح باكستان، كان في نفس اللحظة حازما ويراقب كيفية استغلال المساعدات المالية على الأرض الباكستانية بشكل فاعل ومفيد.

وفي حين كان هولبروك يضغط على كرزاي من أجل وضح حد للرشوة والفساد المستشري في أوساط الحكومة الأفغانية، فإن الجهود لاستبدال محاصيل الأفيون والخشاس المنتشرة بشكل واسع بزراعة القمح، كانت تلقى معارضة من المزارعين الأفغان أنفسهم.

وأما مشاريع البنية التحتية ومشاريع إعادة إعمار أفغانستان فكانت تصطدم بالفساد الداخلي من جهة وبالهجمات من جانب "المتمردين" في البلاد من جهة أخرى.

وتأتي وفاة هولبروك في وقت تتزايد فيه التعقيدات في أفغانستان ما بين شركاء لا يمكن الاعتماد عليهم وحلفاء مترددين، وشكوك متزايدة من جانب الشعب الأميركي في جدوى الحرب على أفغانستان برمتها.


وكان هولبروك يدير ورشة في مكاتب بالدور الأول من وزارة الخارجية، حيث كان انتقى موظفيه بنفسه من الأطقم الحكومية وجمع العديد من الأكاديميين والخبراء من مراكز البحوث والدراسات المختلفة، مما جعل غيابه يولد تحديات هائلة أمام الإدارة الأميركية.

المصدر : واشنطن بوست