إقليم السند مهدد بالملاريا واللصوص

f_Flood affected Pakistanis are evacuated by the navy from Mado village in district Dadu on September 13, 2010. Advancing floodwaters continue to threaten parts of Sindh province,
محنة إقليم السند في باكستان فوق الوصف (الفرنسية-أرشيف)

ما زال القرويون المتضررون من الفيضانات المدمرة في إقليم السند بباكستان يعيشون محنة تشتتهم على جزر مهجورة نحتتها المياه العاتية وما زال قطاع الطرق يقضون مضاجعهم وما زال خطر تفشي الملاريا يخيم بظلاله على هذه الجزر القروية التي ما زالت في حاجة ماسة للمعونة نظرا لاستمرار الفيضانات.

 
صور الإحباط واليأس هذه -كما صورتها صحيفة غارديان- كانت شائعة في الأيام الأولى لفيضان باكستان الذي بدأ في أغسطس/آب. ولكن بعد شهرين ما زال الوضع في إقليم السند الجنوبي كما هو وما زالت الطوارئ مستمرة. وفي حين أن المياه تراجعت في جبال الشمال وسهول البنجاب، إلا أنها تأبي التراجع في السند. وأشد ما تكون الأزمة في منطقتي دادو وجامشورو، حيث يمتد محيط واسع من الجزر القروية الصغيرة التي تسد الأفق ومعظمها غير مسكون.
 
وفي باتشال تشانا جنوب دادو ترى جمعا من المراهقين وآبائهم يحرسون منازلهم الطينية. وقبل الفيضانات كان هذا الجزء من السند يعاني من مشكلة كبيرة مع اللصوص المسلحين وقطاع الطرق الذين كانوا يتربصون بحركة المرور تحت تهديد السلاح والآن انتقل هؤلاء إلى الماء بالأسلحة والقوارب وإذا ما غفل أي شخص عن بيته فإنهم يسطون على كل شيء تقع أعينهم عليه.
 

"
هذه الظروف تؤرق عمال الإغاثة الذين يتنبؤون بنحو مليوني حالة إصابة بالملاريا خلال الشهور القادمة. ومع ذلك فالمشكلة الكبرى هي مياه الشرب
"
غارديان

ويعيش القرويون ظروفا بائسة، فالكلاب الضالة تهيم في الأزقة المهجورة والرجال يتسكعون في الأفنية باحثين عن الظل من الحرارة الشديدة. حتى الكلاب تشعر باللوعة وهي تلعق المياه الخضراء العفنة التي تراكمت أمام جدران مسجد القرية. ويشكو الناس من لسع أسراب البعوض التي تخرج من البرك العفنة.

 
كل هذه الظروف تؤرق عمال الإغاثة الذين يتنبؤون بنحو مليوني حالة إصابة بالملاريا خلال الشهور القادمة. ومع ذلك فالمشكلة الكبرى هي مياه الشرب. فقد سجلت الأمم المتحدة ثمانمائة ألف حالة مرضية بسبب المياه معظمها حالات إسهال تؤثر في الرضع والنساء.
 
والطريقة الوحيدة للفرار من باتشال تشانا -كما أشارت غارديان- على متن أحد القوارب العسكرية التي تجوب بين القرية وسهوان شريف، أقرب بلدة، التي تحيط بها مياه الفيضان من ثلاثة جوانب وما زال مطار المدينة مغمورا تحت الماء وكل ما يمكن رؤيته هو برج المراقبة.
 
وقالت الصحيفة إن إقليم السند به أعلى معدلات وفيات الأمهات في باكستان. ويعتبر من المناطق التي ظلت مهملة منذ زمن طويل وما زالت قطاعات كبيرة من الأراضي في أيدي ملاك إقطاعيين، وعلى عكس المناطق الشمالية ليس لها تاريخ من العمالة المهاجرة إلى مواقع البناء في دول الخليج. كما أن للسند تاريخا من العزلة السياسية، حيث يُنظر إلى سكانها على أنهم معادون للجيش الذي ينحدر كبار جنرالاته من البنجاب الأكثر رخاء. ومنذ الفيضانات تزايد هذا الشعور بالتهميش أكثر من ذي قبل.
 
وأشارت الصحيفة إلى أن الجيش في سهوان أصقل سمعته أثناء الفيضانات وهي الحقيقة التي ربما ألهمت الجنرال السابق برويز مشرف لإعلان حزبه السياسي في لندن الأسبوع الماضي.
المصدر : غارديان