الملاريا تهدد مليوني باكستاني

Sick Pakistani children displaced by floods are treated at a makeshift Chinese field hospital in Thatta in Pakistan's southern Sindh province on August 30, 2010.
الأطفال والنساء أكثر المتضررين من الفيضانات (الفرنسية-أرشيف)

حذر عمال الإغاثة في باكستان من إمكانية إصابة أكثر من مليوني حالة بمرض الملاريا خلال الأشهر القادمة في أعقاب الفيضانات المدمرة التي اجتاحت البلد.

 
وأشارت صحيفة غارديان إلى أنه بعد مرور شهرين على الأزمة ما زالت هناك مناطق شاسعة مغمورة بالمياه في جنوب إقليم السند، وهو ما سبب بحيرات من المياه الراكدة، بالإضافة إلى درجات الحرارة المرتفعة، التي تعتبر محاضن قوية للمرض الذي ينتشر بواسطة البعوض الذي يبيض ويفقس في تلك البحيرات الراكدة.
 
وبحسب منظمة الصحة العالمية فقد تم رصد أكثر من 250 ألف حالة اشتباه بالملاريا بما في ذلك بعض السلالات القاتلة والمعروفة بالملاريا المنجلية.
 
وأبدى مدير آيد أجينسي بلان إنترناشيونال في باكستان حيدر يعقوب قلقه من أن الرقم يمكن أن يتجاوز المليونين. وأضاف أن أكثر الناس عرضة للإصابة هم الأطفال والنساء.
 
ويذكر أن مواجهة خطر الملاريا هي جزء من طوارئ صحية أوسع مع صراع أكثر من 20 مليون شخص تأثروا بالفيضانات للتغلب على الوضع مع اقتراب الشتاء.
 
وقد سجلت الأمم المتحدة أول أمس 881 ألف حالة إسهال و840 ألف حالة مرض جلدي ونحو مليون حالة من اضطرابات التنفس. وقالت الدكتورة دانا فان ألفين من منظمة الصحة العالمية إنه لا توجد حتى الآن حالات وبائية ولكن ينبغي أن يكون هناك حذر شديد.
 

"
سجلت الأمم المتحدة أول أمس 881 ألف حالة إسهال و840 ألف حالة مرض جلدي ونحو مليون حالة من اضطرابات التنفس
"
غارديان

وفي وقت زادت فيه بريطانيا معونتها لنحو 212 مليون دولار، حذر وزير التنمية الدولية أندرو ميتشل من مخاطر صحة عامة في غاية الخطورة.

 
ويشار إلى أن الفيضانات دمرت نظام الصحة العامة الباكستاني المهلهل أصلا.
 
وقد تضررت أكثر من 500 عيادة بينما قدرت الحكومة أن 30 ألف عاملة إغاثة يعملن ضمن برنامج يمثل عصب نظام الصحة المجتمعي، قد أصبحن مشردات.
 
وتمثل الحوامل قلقا خاصا حيث ستضع نحو 50 ألف امرأة تأثرت بالفيضان حملها في الشهر القادم، وهناك 7500 سيحتجن إلى جراحة بسبب مضاعفات متعلقة بالحمل.
 
وتقول ممرضات التوليد في معسكرات اللاجئين في كراتشي، التي تأوي نحو 50 ألف شخص، إن كثيرا من النسوة لم يسبق فحصهن من قبل بواسطة طبيب مدرب. وتوجد في باكستان أعلى معدلات وفيات الأمومة في العالم حيث تقدر الوفيات بـ 276 لكل 100 ألف حالة ولادة حية.
 
وقد طلبت الأمم المتحدة أكثر من ملياري دولار لمواجهة الأزمة الإنسانية، وهي أكبر مناشدة على الإطلاق، وحتى الآن لم يتم الوفاء إلا بنحو ثلث المبلغ المطلوب.
 
وحتى الآن عالجت الوكالات الأممية خمسة ملايين من ضحايا الفيضانات، ولكن مع اقتراب الشتاء قد يصير الأمر أصعب للوصول إلى المناطق المتضررة المتبقية. وقريبا سيتم تقييد الوصول إلى المناطق الشمالية في سلسلة جبال هندو كوش. واستمرار الفيضان في جنوب إقليم السند يعني عدم الوصول إلى بقاع شاسعة إلا بواسطة القوارب أو المروحيات.
المصدر : غارديان