الاغتصاب أصبح وباء بالكونغو
11/8/2009
أفادت صحيفة واشنطن بوست أن عمليات الاغتصاب في الكونغو ازدادت سوءا خلال العملية العسكرية التي قادتها الولايات المتحدة.
فقد حولت العملية العسكرية -التي كان القصد منها إنقاذ النساء في شرق الكونغو من براثن المتمردين- حياة النساء إلى كابوس.
وقالت إحدى النسوة إنه "لتفادي الاغتصاب بعد الساعة السادسة مساء، لا يسمح للنساء بالخروج من البيت. وبسبب وجود الجنود هنا، لا يؤمن على امرأة أن تخرج من بيتها، كما أننا لا نستطيع حتى الذهاب للحمام ليلا".
وفي محاولة لإنقاذ الموقف قام تحالف من 88 جمعية إغاثية بمطالبة وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون المقرر لها زيارة شرق الكونغو اليوم، بالضغط لتوفير حماية أفضل للمدنيين. وقد تعهدت كلينتون بجعل الحماية من العنف الجنسي أولوية في الكونغو، حيث تدفع الولايات المتحدة نحو ربع كلفة جهود حفظ السلام الأمميين.
وأشارت كلينتون إلى ضرورة التحدث علانية عن عدم حصانة أولئك الموجودين في مناصب سلطة تجعلهم يرتكبون هذه الجرائم أو يتغاضون عنها. وأضافت أن هناك بعض الحالات من هذه الجرائم الشنيعة ارتكبها أفراد من الجيش الكونغولي.
ومن جانبهم أشاد مسؤولون أميركيون بالعملية العسكرية واعتبروها خطوة دبلوماسية هامة لرتق العلاقة المهدمة بين الكونغو ورواندا.
وأشارت الصحيفة إلى أنه رغم استغلال كل أطراف الصراع في الكونغو، الذي استمر 15 عاما، للاغتصاب كسلاح حربي -خاصة متمردي رواندا- فإن استفحال الأمر منذ يناير/كانون الثاني ألقيت مسؤوليته على عاتق الجيش.
فقد تضاعف عدد الجنود الذين يجوبون التلال الشرقية ثلاث مرات تقريبا حتى بلغ 60 ألفا ومن ثم تضاعفت حوادث الاغتصاب مرتين أو ثلاث مرات في مناطق انتشار الجنود. وتقدر جماعات المساعدة عدد حالات الاغتصاب بالآلاف.
وقالت الصحيفة إنه رغم إعلان الرئيس الكونغولي جوزيف كابيلا عن سياسة "عدم التسامح مع العنف الجنسي"، فإن عدد الجنود الذين تمت إدانتهم بالاغتصاب هذا العام لم يتجاوز 12. وفي مايو/أيار سلم مجلس الأمن كابيلا قائمة بخمسة من كبار مسؤولي الجيش -بينهم جنرال- متهمين بالاغتصاب، لكن إلى الآن لم يقدم أحد للمحاكمة.
المصدر : الصحافة الأميركية