شبح الانقلابات يهدد إصلاحات تركيا
مع استمرار المواجهة بين الحكومة التركية والمؤسسة العسكرية, تثور عدة تساؤلات حول مستقبل عملية الإصلاح. فهل ولى عهد الانقلابات؟ يبدو أن الاحتمال في رأي مجلة الإيكونومست ما زال قائما ولكن على نطاق أضيق.
فقد أجاز البرلمان التركي ذو الغالبية من حزب العدالة والتنمية قانونا يسمح للمحاكم المدنية بمحاكمة ضباط الجيش, وبعد أربعة أيام من ذلك وجه الادعاء المدني تهمة لعقيد في الجيش وتم اعتقاله مدة وجيزة بتهمة الضلوع في خطة للإطاحة بالحكومة.
وترى المجلة أن أردوغان خلافا للتوقعات, بدا هذه المرة مصمما على موقفه.
وعليه, فهل يضغط رئيس أركان الجيش التركي الجنرال إيلكر باسبوغ على الحكومة من أجل إعادة النظر في قانون يسمح بمثول مخططي الانقلاب أمام المحاكم المدنية؟
وهنا تقول الإيكونومست إن الأنظار تتجه الآن إلى الرئيس التركي عبد الله غل الذي تمكنه إعادة التعديلات الدستورية إلى البرلمان على خلفية مزاعم حزب الشعب الجمهوري.
ويقول طه أوزهان وهو مدير مؤسسة فكرية ليبرالية في أنقرة "إن غل إذا فعل ذلك فسوف تتعرض مصداقيته لضربة قوية علما بأن مشروع القانون هذا هو أكبر تحد لرئاسته خلال سنتين من عمرها".
ويمثل ذلك في رأي المجلة أكبر تحد لحصانة الجيش, "فحزب العدالة والتنمية منذ تقلده زمام الحكم لم يتوقف عن محاولة تقليم أظافر المؤسسة العسكرية والحد من نفوذها".
وقد أدى تسريب معلومات إلى وسائل الإعلام عن "الانقلاب الذي تم إجهاضه والمحاولات الفظة للحيلولة دون تبوؤ غل لمنصب الرئيس إلى الإضرار بصورة الجيش الأمر الذي عزز من مكانة حزب العدالة والتنمية", كما تقول المجلة.
وحسب رأي المجلة فإنه يمكن فهم شعور النخبة العلمانية بالعصبية لكونها ترى في الجيش الضمانة الوحيدة لاستمرار نمط الحياة الذي أدخله أتاتورك, وهناك العديد ممن يعتقدون أن الهدف الحقيقي ليس إدخال الديمقراطية إلى تركيا ولكن تحويلها لتكون ذات حكم إسلامي.