فيسك ينتقد سياسة الكويت تجاه العراق

Kuwaiti firefighters secure a burning oil well in the Rumaila oilfields, March 27, 2003, set ablaze by Iraqi military forces. Efforts are


انتقد الكاتب البريطاني روبرت فيسك استمرار الكويت أو ما وصفها بالإمارة الغنية "البخيلة" بمطالبة جارتها العراق بدفع تعويضات على مدار قرابة 18 سنة أو منذ تحريرها على يد قوات التحالف إثر وقوعها تحت الاحتلال العراقي.

وعلق فيسك في مقال له نشرته صحيفة ذي إندبندنت البريطانية بالقول إن دخان حرب الخليج يتصاعد من جديد بعد مطالبة الكويت بغداد بدفع مليارات الدولارات، وبعد النزاع الذي يحتدم على الحدود بين البلدين، وكأن من وصفه "بالدكتاتور" أو الرئيس العراقي الراحل صدام حسين لا يزال على قيد الحياة.

وأوضح أن الكويتيين
اتهموا العراقيين الأسبوع الحالي بانتهاكات للحدود غير المرسمة بينهما، وقال إن الكويت ما انفكت تمارس ضغوطات في أروقة الأمم المتحدة وتصر على أن تبقي العراق مستمرا بدفع 5% من عائداته النفطية تعويضات إثر تلك الحرب.

"
السفير العراقي لدى الأمم المتحدة حامد البياتي يسعى لتخفيض ديون بلاده، لاستخدام الأموال لإعادة الإعمار والتنمية
"

ومضى إلى أن العراق لم يزل يتحمل عبئا ثقيلا في ظل دفعه قرابة 27.1 مليار دولار من مجموع التعويضات حتى أبريل/نيسان من عام 2009 وأن بغداد لم تزل مدينة للكويت وحدها بمبلغ 24 مليار دولار.

إعادة الإعمار
وأشار إلى أن السفير العراقي لدى الأمم المتحدة حامد البياتي يسعى لخفض ديون بلاده، في ظل مرور أكثر من ست سنوات على "زوال نظام صدام" وحاجة العراقيين لاستخدام أموالهم في الخدمات المحلية وإعادة الإعمار والتنمية.

وأضاف أن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي دعا الأمم المتحدة لخفض قيمة التعويضات المطلوبة من بلاده بدعوى أن العراق الحديث لم يعد يشكل تهديدا لأحد في المنطقة.

ويرى الكاتب أن نداءات العراق تذهب أدراج الرياح، وقال إن المالكي كمن يتحدث إلى "من في أذنه صمم" ووصف الكويت "بالشرسة، أو "الجشعة" في ظل استمرارها بطلب التعويضات وكأنها لم تزل تعيش فترة ما قبل "الاحتلال الصدامي" في الثاني من أغسطس/آب 1990.

وقال فيسك إن صدام حسين سبق أن اتهم الكويت بسرقة نفط بلاده عند الحدود المشتركة، وأوضح أنه بعبارة أخرى كانت الكويت تقوم بسرقة ثروات أمة قام جيشها بحماية الكويت من عواقب الثورة الإيرانية، في إشارة إلى الجيش العراقي في عهد صدام.

"
قوة هتلر انبثقت إثر الضغط المالي على بلاده في معاهدة فرساي، ومن يدري كيف سيكون العراق أو من يتزعمه بعد عشرين عاما
"
روبرت فيسك

تاريخ وتأمل
وأضاف أن الكويت ليست تطالب باستمرار دفع التعويضات فحسب وإنما تلح أيضا كي تقوم بغداد بسداد 16 مليار دولار أو الديون التي ساهمت بها في تمويل حرب الخليج الأولى بين بغداد وطهران، التي وصفها الكاتب بالحرب التي دخلت كتب التاريخ.

ومضى إلى أن الشيعة يمثلون 40% من الشعب الكويتي، وأنهم يستثمرون بشكل كبير في جنوبي العراق، وأن استثمارات وعلاقات تجارية نشطة تجري بين الشيعة في الكويت والشيعة في البصرة، ما من شأنه التسبب في رؤية غير واضحة بشأن الحدود بين الطرفين في ظل اعتماد كل منهما على الآخر.

ودعا فيسك الكويتيين إلى عدم الاستمرار في نهجهم الراهن، وأشار إلى أن قوة الزعيم الألماني أدولف هتلر انبثقت في ظل الخسارة المالية التي تكبدتها بلاده بموجب معاهدة فرساي (إثر هزيمة ألمانيا في الحرب العالمية الأولى).

وحث الكاتب الكويت إلى العودة إلى كتب التاريخ، والتأمل بشأن ما قد يكون عليه العراق في المستقبل، وبشأن من قد يكون زعيما للعراق بعد عشرين عاما قادمة.

المصدر : إندبندنت