افتتاح بابل التاريخية يثير جدلا في العراق

AFP- Iraqi men walk past Babylon's new walls built by former Iraqi leader Saddam Hussein in southern Iraq on May 6, 2008. The last visitors to the ancient site of Babylon came in April 2003

الحكومة العراقية سيطرت بطريقة غير قانونية على بابل التاريخية (الفرنسية-أرشيف)

ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن معركة تدور رحاها بين الحكومة العراقية ومجلس الآثار القديمة والتراث الذي يقول إن الحكومة الإقليمية في بابل سيطرت بطريقة غير قانونية على بابل التاريخية وافتتحت حديقة على نهر الفرات لجذب السياح.

وقالت الصحيفة الأميركية إن علماء الآثار الاستعماريين كانوا قد نهبوا كنوز العراق ونقلوها إلى أوروبا قبل قرن من الزمن، ثم جاء الرئيس الراحل صدام حسين وأعاد بناء المواقع الأثرية حسب تصوره.

وتابعت أن الجنود الأميركيين والبولنديين حولوا المنطقة أثناء احتلال العراق بقيادة الولايات المتحدة إلى معسكر حفروا فيه الخنادق وملؤوا السواتر بتراب مخلوط ببقايا أثرية تعود إلى الحضارة البابلية القديمة.

وقال مدير مجلس الآثار القديمة والتراث بالإنابة -الذي يحظى بالسيطرة القانونية على آثار بابل- قيس حسين راشد إن "مشكلتنا تكمن في أننا نتعامل مع أناس جهلة سواء في حقبة صدام حسين أو في المرحلة الراهنة".

وأضاف راشد أن "معظم الناس وبعض المسؤولين لا يكنون احتراما للتراث" مشيرا إلى أنهم "يعتقدون أن المواقع الأثرية مجرد أكوام من الطابوق لا قيمة لها".

وبدعم من بعض المسؤولين في بغداد، قامت الحكومة المحلية بإعادة افتتاح بابل التاريخية التي أغلقت منذ الغزو الأميركي عام 2003، رغم تحذيرات علماء الآثار من أن عدم توفير الحماية لها في بادئ الأمر قد يهدد تدمير ما تبقى منها.

الأميركيون والبولنديون عاثوا فسادا في بابل التاريخية (الفرنسية-أرشيف)
الأميركيون والبولنديون عاثوا فسادا في بابل التاريخية (الفرنسية-أرشيف)

معركة بابل
وأشارت نيويورك تايمز إلى أن المعركة من أجل بابل التاريخية تفوق المصالح السياحية والمحافظة عليها، فهي تعكس المشاكل التي تعرقل الحكومة العراقية الجديدة بما فيها الانقسام الغامض بين السلطة الفدرالية والمحلية وبين المنافسات السياسية التي تستهلك الوزارات الحكومية.

ويقول راشد إن "الوضع السياسي في البلاد ليس مستقرا والحكومة الفدرالية ضعيفة".

وتشير الصحيفة إلى أن إدارة راشد -التي تعتبر جزءا من وزارة الثقافة- على خلاف مع وزارة الدولة للسياحة والآثار القديمة التي تم إنشاؤها حديثا والتي تتجسد أولوياتها بشكل واضح في اسمها، وهذا الخلاف ليس الأول من نوعه.

وترى الحكومة أن الهدف من افتتاح الآثار القديمة جذب السياح ونقل صورة حقيقية لحضارة العراق، وتوفير مصدر جديد للتمويل إلى جانب النفط.

أما المختصون في الآثار فقالوا إن هذه المنطقة التاريخية ليست مهيأة بعد للافتتاح –الذي سيتم بشكل رسمي في الأول من يونيو/حزيران- خاصة أنه لا توجد بوابات أو سياج لمنع السياح من التجول فوق الآثار التي قد تتحطم كالرمل، كما أن المقاهي والمتحف والمحال التجارية في هذه المواقع ما زالت مهجورة.

ولفتت الصحيفة النظر إلى أنه كان هناك مشروع بقيمة سبعمائة ألف دولار لصندوق الصروح العالمية بتمويل وزارة الخارجية الأميركية للعناية بالسياحة والمحافظة على بابل التاريخية، غير أن شيئا من ذلك لم يتحقق.

المصدر : نيويورك تايمز