سياسي بريطاني: يجب أن نوقف تسليح إسرائيل

AFP/ Nick Clegg (L), leader of Britain's Liberal Democratic party interacts with Afghan drug addicts at an addiction treatment centre in Kabul on May 17, 2008. During his visit Clegg told reporters that he had come to insurgency-hit Afghanistan to assess how Britain could better help amid signs that things were going in the "wrong direction." AFP PHOTO/Massoud
كتب نيك كليغ، زعيم الحزب الديمقراطي الليبرالي في بريطانيا، في مقاله بصحيفة غارديان أن أي آمال لتسوية في غزة تنطفئ مع الغضب الذي يصب في احتجاجات تعم العالم بسبب الرعب الذي شاهده العالم أمس لمقتل ضحايا أبرياء لجؤوا إلى مدرسة تابعة للأمم المتحدة هربا من القصف الإسرائيلي.
 
وقال كليغ إن الأسبوعين الماضيين شهدا إدانة قوية للمجتمع الدولي. فقد أيد الرئيس الأميركي المغادر (بوش) الرد العسكري الإسرائيلي وظل الرئيس المنتخب (أوباما) قابعا في صمته المطبق وما زال الاتحاد الأوروبي رهينة اتخاذ قرار أخرق ورسائل مختلطة. أما داخليا فإننا نقف أمام رئيس وزراء (غوردون براون) يتحدث كمحاسب عن مساعدات مخصصة لغزة دون أن يتلفظ ولو مرة بأي شيء جاد عن أصول النزاع.
 
وأشار كليغ إلى أن براون، كسلفه توني بلير، جعل السياسة الخارجية البريطانية تابعا ذليلا لواشنطن. وأضاف أن انتظار تغير الحال في واشنطن أمر لا يطاق بالنظر إلى الكلفة البشرية الباهظة.
 
ودافع الكاتب عن حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها إزاء التهديد المستمر من الهجمات الصاروخية لحركة، إشارة إلى حماس، تؤيد ما وصفه بالعنف الإرهابي وتنكر حق إسرائيل في الوجود. لكنه قال إن هذا النهج الإسرائيلي سيضر بها لأن استخدام القوة المفرطة والخسائر غير المقبولة بين المدنيين ستغير الرأي المعتدل بين الفلسطينيين في أنحاء العالم العربي إلى تشدد، والغضب في الضفة الغربية سيجعل الأمر مستحيلا لمحمود عباس كي يستمر في مباحثاته مع الوزراء الإسرائيليين.
 
وأضاف كليغ أنه يجب على براون بدلا من جلوسه جلوس المتفرج أن يدين بوضوح أساليب إسرائيل، تماما كما دان الهجمات الصاروخية لحماس. ثم عليه أن يقود الاتحاد الأوروبي لاستخدام نفوذه الاقتصادي والدبلوماسي في المنطقة للتوسط من أجل سلام. ويجب على الاتحاد، الذي يعتبر من أكبر أسواق التصدير لإسرائيل وأكبر مانح للمعونات الفلسطينية، أن يعلق فورا اتفاق التعاون الجديد المقترح مع إسرائيل إلى أن تتغير الأمور في غزة ويطبق شروطا قاسية على أي مساعدة طويلة الأجل للمجتمع الفلسطيني.
 
وقال أيضا إن على براون أن يوقف صادرات الأسلحة لإسرائيل وإقناع المسؤولين في الاتحاد الأوروبي بعمل نفس الشيء. إذ إن أرقام الحكومة تبين أن بريطانيا تبيع الكثير من الأسلحة لإسرائيل. وفي عام 2007 أقرت حكومتنا صفقة أسلحة بقيمة ستة ملايين جنيه، وفي عام 2008 أجازت 12 صفقة منها عشرون مليون جنية في الثلاثة أشهر الأولى فقط.
 
وختم الكاتب بأن محاولات تفريق وحكم الفلسطينيين بعزل ومعاقبة غزة لن تفلح. ولتأمين السلام في الشرق الأوسط، يجب على حماس أن تدير ظهرها لما وصفه بالإرهاب وتساعد في تشكيل وحدة فلسطينية. لأن القيادة الموحدة في الضفة الغربية وغزة يمكن أن تقدم لإسرائيل ضمانات أمنية تسعى هي إليها بحق.
المصدر : الصحافة البريطانية