ديلي تلغراف: الأيام تكشف هل انتصرت إسرائيل حقا؟

afp ; Israeli soldiers rest near the Israel-Gaza border after returning the Gaza Strip on January 18, 2009. Israel and Palestinian fighters exchanged their first shots in Gaza today,
هل انتصر العدوان حقا؟ (الفرنسية)

تساءلت صحيفة بريطانية في تحليل لها "حماس لم تنتصر في الحرب لكن هل انتصرت إسرائيل؟" وذلك بعد توقف القصف في قطاع غزة حيث سارع كل فريق بادعاء النصر بعد ثلاثة أسابيع من إراقة الدماء.

 
وقالت أيضا إن رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة بغزة إسماعيل هنية أصدر أجرأ بيان وصف فيه وقف إطلاق النار بأنه "انتصار كبير لكل شعبنا". وأضافت أن نظيره الإسرائيلي إيهود أولمرت كان حذرا في تجنب أي إشارة رنانة، لكنه أكد أن كل أهداف إسرائيل قد "تحققت كلها وأكثر من ذلك".
 
وأشارت ديلي تلغراف إلى أن خطاب الزعيمين أعقاب الحرب، ليس ذا أهمية كبيرة لأن تقرير من فاز يعني تحديد الجانب الذي كان أقرب لتحقيق أهدافه.
 
فهدف إسرائيل الأساسي (تقول الصحيفة) كان منع المقاتلين الفلسطينيين من استخدام غزة منصة لإطلاق الصواريخ على مدنها الجنوبية. ومع بداية وقف النار توقف سقوط الصواريخ. وأضافت أن الامتحان الحاسم هو ما إذا كان هذا الهدوء سيكون مؤقتا أم دائما.
 
وأشارت ديلي تلغراف إلى أن ادعاءات أولمرت بالنجاح ما زالت سابقة لأوانها، وأن الاختبار الحقيقي ستتضح ملامحه الشهور القادمة.
 
وعلقت بأن هناك عاملين أساسيين سيحددان ما إذا كانت هجمات الصواريخ الفلسطينية ستتوقف. الأول هو القدرات العسكرية التي تدخرها حماس في مواجهة الهجوم الإسرائيلي. فقد أكد أولمرت أن جيشه دمر مخازن الصواريخ وورش تصنيعها والأنفاق المستخدمة في تهريب مكوناتها مضيفا أن كثيرا من مقاتلي حماس قتلوا بما في ذلك بعض كبار الشخصيات في الحركة.
 
وذكرت الصحيفة أن المأزق الحالي الذي تواجهه حماس يبرز العامل الثاني الذي سيحدد نتيجة الحملة الإسرائيلية، فقد سعى العسكريون الإسرائيليون لإفهام حماس بوضوح قوة الردع وهذا المفهوم هو ما يعول عليه الجيش الإسرائيلي كثيرا.
 
وأضافت أن الهدوء الذي ساد حدود إسرائيل الجنوبية مع لبنان منذ حرب 2006 كان كما يجادل قادتها، مثالا واضحا على الردع الناجح مع حزب الله التي اختارت وقف نيرانها خشية انتقام تل أبيب. ويأمل القادة الإسرائيليون أن تلزم محنة غزة بعد مقتل نحو 1300 فلسطيني، قيادة حماس لإبداء نفس الكبح.
 
ووصفت ديلي تلغراف الوضع بأنه إذا ارتدع قادة حماس عن إطلاق المزيد من الصواريخ فتكون إستراتيجية إسرائيل قد نجحت.
 
وختمت الصحيفة بأنه وفقا للمصطلح العسكري فإن حماس بالتأكيد لم تنتصر في هذه المعركة، والشهور القادمة ستوضح ما إذا كانت إسرائيل هي المنتصرة.
المصدر : الصحافة البريطانية