مطلوب التوازن بين الحرية والأمن

أيقونة الصحافة البريطانية

الصحف البريطانية الصادرة اليوم الأربعاء تناولت مواضيع متفرقة فأكدت أن قوانين مكافحة الإرهاب المقترحة يجب أن تراعي التوازن بين الحريات والأمن, ووجهت نداء عاجلا لمساعدة مواطني بورما, كما كشفت عن تعاون سني شيعي لمهاجمة الأميركيين في بغداد, وعن اتصالات سرية بين حماس وبريطانيا.


"
قدرة السلطة التنفيذية على أسر إنسان دون توجيه تهمة له أمر قبيح, بل هو في الواقع الأساس الذي تقام عليه الحكومات الاستبدادية
"
تشيرتشل/غارديان

الحريات والأمن
قالت صحيفة ذي إندبندنت إن رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون اقترح أمس جملة من القوانين للتصدي للخطر الإرهابي المتنامي, تشمل اعتقال المشتبه فيهم 56 يوما دون توجيه تهم لهم وإنشاء قوة خاصة لحماية الحدود.

لكن جماعات الدفاع عن الحريات المدنية وبعض أحزاب المعارضة اعتبرت المقترح شكلا من أشكال "الأسر وتعديا على حقوق وحريات الإنسان".

بل إن مدير الحريات العامة شامي شكربارتي حذر من أن هذه القوانين تجر بريطانيا إلى العيش في حالة طوارئ دائمة".

ولاحظت صحيفة غارديان في افتتاحيتها أن مطالبة براون منح حكومته مزيدا من السلطات للتعامل مع المشتبه في أنهم إرهابيون تأتي بعد أقل من سنتين من فشل قانون قدمته الحكومة آنذاك لحبس المتهمين تسعين يوما دون توجيه تهمة لهم.

لكنها رأت في مقترحات براون إدراكا للموازنة الدقيقة بين الأمن والحرية, مشيرة إلى أنه ركز على أنه ورغم اعتقاده بأن فترة الحجز الحالية يجب أن تزداد, فإنه يرى أن التوصل لذلك يجب أن يتم بما أمكن من الإجماع.

وحذرت غارديان من أن أسر المشتبه فيهم يجب أن لا يمدد أكثر من اللازم, ونقلت في هذا الإطار كلمة لرئيس الوزراء البريطاني الشهير ويستون تشرتشل قال فيها عام 1943 "إن قدرة السلطة التنفيذية على أسر إنسان دون توجيه تهمة له أمر قبيح, بل هو في الواقع الأساس الذي تقام عليه الحكومات الاستبدادية".


منسية ومحبوسة في ظلال الماضي
خصصت ذي إندبندنت صفحتها الأولى للحديث عن معاناة مواطني بورما قائلة إن مستقبل هذا البلد بدا بعيد استقلاله واعدا, لكنه تحول إلى كابوس من الطغيان والركود والاشتراكية المقولبة التي يمليها الدكتاتور العسكري الذي يحكمه ني وين.

وشددت الصحيفة على أن بورما لا تزال تعيش في ظلال أحداث 1990 التي شهدت انتخابات شبه نزيهة فاز فيها حزب الرابطة الوطنية للديمقراطية الذي تترأسه آنغ سان سو كي, لكن العسكر رفض نتائج تلك الانتخابات وأصدر أحكاما بالسجن بحق عدد كبير من مناصريه.

وكتب النائب في البرلمان البريطاني جون بيركو تعليقا في الصحيفة ذاتها عن مأساة الشعب البورمي فقال إن هذا الشعب يتعرض لخرق حقوقه على نطاق لا يتصور, فالاغتصاب والتعذيب والعمل الإجباري وقائع عادية هناك.

وتساءل بيركو عن سبب رفض المجتمع الدولي التدخل للتخفيف من معاناة البورميين, مطالبا بالانتباه لما يجري هناك والضغط من أجل العودة إلى الديمقراطية.


"
كنا نقاتل الشيعة تحت ضغط القاعدة, وبعد تغلبنا على هذا التنظيم يجب أن نركز جهودنا على العدو الحقيقي أي الجيش الأميركي
"
الكرطاني/ديلي تلغراف

سنة وشيعة معا
قالت صحيفة ديلي تلغراف إن محاولة القوات الأميركية احتواء المقاتلين في بغداد تعرضت لنكسة بعد أن تبين أن مقاتلي الشيعة والسنة في إحدى مناطق بغداد شكلوا تحالفا لمقاتلة الأميركيين.

وذكرت الصحيفة أن القوات الأميركية كانت قد دعمت مقاتلي السنة التابعين لعشيرة الكرطاني في تصديهم لعناصر تنظيم القاعدة في مناطق الشرطة والعامل القريبتين من مطار بغداد, مما أدى لهزيمة المتشددين.

لكن قبيلة الكرطاني فضلت بعد ذلك التحالف مع مجموعات شيعية لمقاتلة الأميركيين.

ونقلت الصحيفة عن تركي الكرطاني زعيم هذه العشيرة قوله "كنا نقاتل الشيعة تحت ضغط القاعدة, وبعد تغلبنا على هذا التنظيم يجب أن نركز جهودنا على العدو الحقيقي أي الجيش الأميركي".

وأضاف الزعيم القبلي أنه عرض على جيش المهدي التعاون معه لتنفيذ عمليات ضد الأميركيين بعد تحييد القاعدة من المعركة في تلك المنطقة فقبلوا بذلك وأن التنسيق بين الطرفين أسفر حتى الآن عن تنفيذ عدد كبير من الهجمات ضد الأميركيين وتدمير عشرات من آلياتهم, وعن عودة المهجرين من كلا الطرفين إلى بيوتهم في مناطق الطرف الآخر.

كما نقلت عن ناصر أبو دريع قائد جيش المهدي في المنطقة الجنوبية الغربية لبغداد قوله إن بعض زملائي يوجهون إلي النقد بشأن هذا التعاون لكني كقائد لهذا الميدان أعتقد أن الوقت قد حان للبدء في مستقبل جديد.

كما نقلت عن ضابط في الشرطة العراقية قوله إن القتال الطائفي توقف تماما في المنطقة المذكورة.


حماس وبريطانيا
نقلت صحيفة غارديان عن رئيس الوزراء الفلسطيني المقال إسماعيل هنية قوله في مقابلة معها إن الحكومة البريطانية وسعت من نطاق تعاملها مع حركة حماس الإسلامية

ونقلت عنه قوله إن هذه الاتصالات تزايدت منذ إطلاق سراح الصحفي البريطاني آلان جونستون,. الذي أمضى أشهرا مختطفا في غزة.

وقال هنية "لا يمكنني أن أنفي وجود اتصلات مع مسؤولين بريطانيين رفيعين, رغم أنني شخصيا لست طرفا فيها.

وذكر هنية أن هدف تلك الاتصالات هو تطوير الديمقراطية الفلسطينية ونظام الحكم, مشيرا إلى أن هذه الاتصالات ليست سوى جزء من اتصالات أخرى تجرى مع عدد من الحكومات عبر العالم.

لكن الصحيفة نقلت عن مسؤولين في الخارجية البريطانية والقنصلية البريطانية في القدس تأكيدهما على أن الاتصالات لم تتم إلا في إطار المساعدات الإنسانية الضرورية.

المصدر : الصحافة البريطانية