حكومة ولاءات لا كفاءات

أيقونة الصحافة الموريتانية

أمين محمد-نواكشوط
اهتمت الصحف الموريتانية الصادرة اليوم الاثنين بموضوع الحكومة المرتقبة التي سيعلن عن تشكلتها النهائية خلال الأيام القادمة ويتوقع أن تكون حكومة ولاءات لا كفاءات، كما تحدثت أيضا عن البرلمان الجديد.

الحكومة القادمة

"
الحكومة القادمة جهزها العسكريون قبل عودتهم إلى الثكنات ولم يتركوا للنظام المدني الجديد أكثر من الإعلان عن أسماء أعضائها
"
ولد أحمدو/ الفجر

يومية الفجر تناولت تشكيل الحكومة القادمة في موضوعها الرئيسي قائلة إن الأمور تسير الآن في اتجاه أن تكون الحكومة القادمة حكومة ولاءات لا حكومة كفاءات، بمعنى أنها سيعتمد في تشكيلها على نظام المحاصّة وتوزيع الكعكة بين الفرقاء الذين ساندوا الرئيس المنتخب.

وعزت الصحيفة إلى بعض المراقبين تأكيدهم أن بصمات المجلس العسكري لن تغيب عن التشكيلة الحكومية القادمة التي يتوقع أن تكون فضفاضة لتتسع لقدماء الجهوريين والقبائل النافذة والجهات الضاربة, وهذا يعني أنها جاهزة سلفا ما دام أن لكل فصيل سياسي أو اجتماعي نصيبه المعروف.

واعتبرت الصحيفة أنه عند الحديث عن حكومة مجهزة فإن الأمر يتعلق بحكومة جهزها العسكريون قبل عودتهم إلى الثكنات ولم يتركوا للنظام المدني الجديد أكثر من الإعلان عن أسماء أعضائها.

وقال كاتب التحليل حبيب الله ولد أحمدو إن الأسلوب الذي يعتمد في ما يبدو لتشكيل هذه الحكومة التي يفترض أن تخرج البلاد من المربع الأول وتبعاته هو نفسه الأسلوب الذي ظل متبعا في تشكيل الحكومات السابقة، أي نظام المحاصّة.

وخلص الكاتب إلى إن الطريقة المتبعة حتى الآن في تشكيل الحكومة تبدو مخيبة للآمال، حتى وإن كان رئيس الوزراء الجديد شابا نشطا خارجا من عباءة الطبقة السياسية المحلية القديمة المهترئة؛ غير أن الأمور تدفع إلى الاعتقاد بأن هذه ليست حكومة الوزير الأول بقدر ما هي حكومة الرئيس المنتخب والمحيطين به من جمهوريين وغيرهم، والمحيطين بالجميع من عسكريين ونافذين ورجال أعمال.

برلمان المتناقضات
يومية الأخبار اهتمت بدعوة الرئيس الجديد البرلمان المنتخب حديثا إلى اجتماع عاجل يوم الخميس القادم، واعتبر الكاتب في الصحيفة يعقوب ولد باهداه أن "معركة" اختيار رئيسين لغرفتي البرلمان الجديد ستكون من أخطر المعارك التي ستواجه الأحزاب والكتل السياسية في موريتانيا، معللا ذلك بأهمية دور البرلمان الحاسم في العهد الجديد، وبكون البرلمان الجديد تمثل فيه كل الأطياف السياسية الهامة في البلاد، وليست هناك أغلبية مطلقة من صنف واحد كما كان في الماضي.

ولد باهداه وصف البرلمان الجديد بأنه برلمان المتناقضات، لكنه مع ذلك أكد أن التنوع الظاهر في مجلس النواب "لا يعكس تنوعا في البرامج والتوجهات والرؤى غالبا بقدر ما يعكس عوامل محلية بحتة كان لها تأثيرها الواضح في الترشيحات، خصوصا خلال جولة الإعادة.

وتوقع ولد باهداه أن ينتقل مجلس النواب من غرفة "تسجيل" تشرع للسلطة التنفيذية ما تريده من قوانين وتشريعات، إلى غرفة نيابية متعددة الأطياف والألوان، بل متناقضة الآراء.

حزب الدولة

"
غالبية الساسة وحتى المواطنين العاديين لا يرون بدا من قيام حزب للدولة، كتقليد رافق المشهد السياسي منذ حزب الشعب، وحتى الثالث من أغسطس/ آب 2005 الذي عصف بأقوى حزب عرفته الدولة 
"
ولد أتفاغ المختار/ الأخبار

وفي الصحيفة نفسها ناقش الكاتب عبد الله ولد أتفاغ المختار إشكالية وجود حزب للدولة، مؤكدا أولا أن القانون الموريتاني يحظر على الرئيس المنتخب الانتماء لأي حزب سياسي، ومشيرا إلى أن سالف المسار الانتقالي وحاضره اليوم في نواكشوط يثير من جديد جدلا كبيرا حول فكرة وجود قوى سياسية خلف الرئيس الجديد، بين ضرورتها و ضررها، بين منافعها ومضارها، بين واقعها والمأمول منها.

وأضاف أنه في كل الأحوال فإن غالبية الساسة وحتى المواطنين العاديين لا يرون بدا من قيام حزب للدولة، كتقليد رافق المشهد السياسي منذ حزب الشعب، وحتى الثالث من أغسطس/آب 2005 الذي عصف بأقوى حزب عرفته الدولة الموريتانية.

ولد أتفاغ المختار أكد أن هناك رأيا آخر يجزم بأن الرئيس المنتخب سيدي ولد الشيخ عبد الله في حل من الوقوف وراء حزب بعينه، فهو قد وصل إلى القصر بتحالفات سياسية كسرت ثنائية النظام والمعارضة.

رئاسة البرلمان
يومية السراج تحدثت عن التطورات السياسية الجارية بعد تنصيب الرئيس الجديد. وكشفت أن رئيس حزب التحالف الشعبي التقدمي مسعود ولد بلخير قد يكون مرشح إجماع لرئاسة مجلس النواب الموريتاني.

وأشارت الصحيفة إلى أن ذلك ربما لا يكون صعب التحقيق بعد أن أعربت مصادر مقربة من تجمع المعارضة (ائتلاف قوى التغيير) عن وجود نقاش داخلي حول الموضوع يتوقع أن ينتهي خلال يوم أو اثنين، ولم تستبعد تلك المصادر أن ينتهي النقاش في النهاية إلى دعم ولد بلخير دون غيره لرئاسة الجمعية الوطنية، في حين بات مرجحا أن القوى الداعمة للرئيس المنتخب ستصوت هي الأخرى لصالح ولد بلخير.

أما على مستوى مجلس الشيوخ (الغرفة الثانية من البرلمان) فأفادت الصحيفة نسبة إلى مصادر وصفتها بأنها موثوقة أن اختيار كتلة الميثاق الداعمة للرئيس المنتخب وقع على شيخ مقاطعة مقامة با أمباري وهو أحد المقربين من الرئيس الجديد حيث كان مدير حملته في مدينة روصو الجنوبية.

وأضافت الصحيفة أنه لم يعرف حتى الآن ما إذا كان ائتلاف قوى التغيير (تجمع المعارضة) الممثل بسبعة عشر شيخا سيترشح لرئاسة المجلس أم أنه سيكتفي بالسعي للحصول على مناصب مهمة في مكتب المجلس.

المصدر : الصحافة الموريتانية