الدرس الموريتاني

أيقونة الصحافة الجزائرية

أحمد روابة-الجزائر
انتخابات في الجزائر وموريتانيا وفرنسا، خصصت لها الصحف الجزائرية الصادرة اليوم الثلاثاء مقالاتها الرئيسية، فتحدثت عن التصويت الشعبي وممارسة الديمقراطية في العالم العربي وفي الغرب. ولكنها اختارت المثال الموريتاني درسا أشادت به كل الآراء والتعاليق الصحفية.


"
الموريتانيون يضربون المثل اليوم في ممارسة الديمقراطية، ويوجهون رسالة قوية إلى دول العالم الثالث والدول العربية بأن الديمقراطية ليست حكرا على الدول المتقدمة صناعيا
"
الشروق اليومي

قفزة كبيرة
صحيفة لوكوتيديان دوران كتبت تقول إن الموريتانيين يعيشون اليوم ما لا يصدقه العقل العربي، أي أن تذهب إلى صناديق الاقتراع وأنت لا تعرف مسبقا من سيفوز بالانتخابات، بل إنهم سيذهبون إلى دور ثان دون أن يتحدد الفائز بالرئاسة مسبقا، أمر لا يصدق.

وتصف الصحيفة هذه الخطوة الموريتانية الصغيرة بأنها في واقع الحال قفزة كبيرة باتجاه المستقبل بالنسبة لكل العرب، مشيرة إلى أن الموريتانيين برزوا غير منسجمين مع المجموعة العربية، مما جعل بعض القادة ينزعجون منهم.

وتختم في تعليق ساخر، بأن هؤلاء العسكريين يزرعون "الفتنة" بين الزعماء العرب، إنهم مغامرون إذ منحوا شعبهم حق الاختيار في الانتخابات، في حين أن التقاليد العربية تقتضي اللجوء إلى التحايل.

في نفس السياق ذكرت صحيفة الشروق اليومي في تعليقها أن المجلس العسكري في موريتانيا أوفى بوعده الذي قطعه بمغادرة الحكم وتسليمه إلى المدنيين، منبهة إلى أنه يفعل ذلك عكس المناورات التي عرفتها دول عربية أخرى مثل اليمن في السنة الماضية عندما خرجت المسيرات تطلب ترشيح علي عبد الله صالح.

وقالت الصحيفة إن الموريتانيين يضربون المثل اليوم في ممارسة الديمقراطية، ويوجهون بذلك رسالة قوية إلى دول العالم الثالث والدول العربية، بأن الديمقراطية ليست حكرا على الدول المتقدمة صناعيا.


غياب النقاش السياسي
أما صحيفة الخبر فقد تناولت الانتخابات أيضا ولكن في الجزائر هذه المرة، فأثارت مسألة غياب النقاش السياسي قبل موعد انتخابي هام بحجم اختيار الهيئة التشريعية.

واعتبرت أن غياب النقاش السياسي الجاد إنما هو تضييع للموعد الانتخابي وتحويل له إلى مجرد عملية استبدال أشخاص استفادوا من ترقية اجتماعية في الفترة النيابية الماضية بغيرهم، قصد الاستفادة من نفس الترقية والامتيازات في الفترة القادمة.

وتواصل الصحيفة أن إجراء انتخابات في هذه الظروف وبهذه المقاييس لا يقدم في الممارسة الديمقراطية شيئا، لأنه يجعل الانتخابات في حد ذاتها شيئا بلا معنى.

وسخرت من أن ما يجري التركيز عليه اليوم في الجزائر، بشأن الانتخابات التشريعية، هو من يتصدر قائمة المرشحين ومن بيده تثبيت الأسماء في اللائحة، في حين أغفلت المسائل الجوهرية، كتقييم الفترة النيابية، ومدى وفاء أعضاء البرلمان بالوعود التي أطلقوها للناخبين، ومدى تطبيق البرامج التي طرحت على الشعب في الحملة الانتخابية ومنح صوته لها.


"
شيراك لم يقم بالخطوة المناسبة لبدء عصر جديد بين الجزائر وفرنسا مبني على الصرامة والوضوح
"
الوطن

شيراك والملفات الشائكة
وباتجاه انتخابات فرنسا تحولت صحيفة الوطن الصادرة باللغة الفرنسية فتناولت مغادرة الرئيس الفرنسي جاك شيراك السلطة، وزهده في الترشيح لفترة رئاسية ثالثة.

لكن شيراك، كما تقول الصحيفة، ذهب وترك ملفات شائكة معلقة، كنزاع الذاكرة بين الجزائر وفرنسا إذ لم يقم بأي مبادرة جادة لتفكيك أزمة الاعتذار عن جرائم الاستعمار التي لا تزال تعذب ضمير فرنسا في صمت.

ورأت أن شيراك لم يقم بالخطوة المناسبة لبدء عصر جديد بين البلدين مبني على الصرامة والوضوح، مقدمة كدليل على ذلك أن الوجه العام في السلطة في فرنسا، وهو الأقرب إلى الرئيس شيراك، كان معاكسا تماما لمبدأ الاعتذار عن الجرائم.

وتختم الصحيفة بالقول إن هذه الفلسفة التي تطرحها السلطة في فرنسا تتجه نحو مطالبة الأجيال القادمة بالاعتذار عما قام به آباؤهم وأجداهم الذين حاربوا الاستعمار في الجزائر، مثلما يروج له الفرنسي اليهودي برنارد هنري ليفي.

المصدر : الصحافة الجزائرية