بوتين منزعج من الديمقراطية

أيقونة الصحافة البريطانية
ركز جل الصحف البريطانية اليوم الثلاثاء على تمسك فلاديمير بوتين بالسلطة والالتفاف على الدستور ليظل في مركز الحكم في روسيا، وتناولت السلام في الشرق الأوسط من خلال القمة القادمة في واشنطن ومراوغات إسرائيل والإشارات المتناقضة التي ترسلها باستمرار، وتحذير بعض الدبلوماسيين السابقين من إفشال الإدارة الأميركية لقمة السلام.
 
بوتين رئيسا للوزراء
تحت عنوان "الديمقراطية تزعج بوتين" علقت صحيفة ديلي تلغراف بأن أكبر إذلال دولي حدث لبوتين كان منذ ثلاث سنوات عندما أزيح مرشحه للرئاسة في أوكرانيا، فيكتور يانوكوفيتش، من منصبه بواسطة الثورة البرتقالية.
 
ورأت الصحيفة أن رد بوتين هذه المرة لن يتسم بالاتزان وسيستعرض عضلاته كما فعل في المرة الأولى عندما عاقب أوكرانيا بقطع إمدادات الغاز عنها وترك الاتحاد الأوروبي في حالة هلع.
 

"
بوتين حوّل البرلمان إلى ألعوبة في يده وجعل دوْس الدستور بقدمه طبيعة ثانية له
"
ديلي تلغراف

ولكنه هذه المرة ألمح إلى أنه ينوي الترشح كرئيس للوزراء بعد نهاية فترة رئاسته الحالية في مارس/آذار المقبل.

 
ومن هذا المنصب سيعين بلا شك رئيسا دمية ويستمر في ممارسة سلطته نفسها كما يفعل الآن، وعندئذ يستطيع أن يعود إلى الرئاسة مرة أخرى عام 2012.
 
وعلقت الصحيفة بعدم التعجب من الازدراء الذي أبداه السيد بوتين للعملية الديمقراطية في روسيا.
 
ورأت أنه حوّل البرلمان بالفعل إلى ألعوبة في يده وجعل دوس الدستور بقدمه طبيعة ثانية له.
 
واعتبرته رجلا خطيرا دُلل كثيرا من قبل مجتمع دولي خجول، لكن الأيام القادمة ستكشف مدى صلابة السيدة تيموشينكو.
 
وفي سياق متصل ذكرت صحيفة غارديان أن بوتين أرسل إشارة قوية بأنه سيظل في مركز السلطة في روسيا في المستقبل المنظور.
 
وذكرت الصحيفة أن بوتين أعلن أمام حزبه الحاكم، روسيا المتحدة، موافقته على تصدر قائمة الحزب في الانتخابات البرلمانية القادمة.
 
وعندما سئل بوتين عن خططه قال إن رئاسة الحكومة فكرة واقعية. وأضاف أنه مستعد لشغل منصب رئيس الوزراء بشرطين: أن يفوز حزب روسيا المتحدة في الاقتراع البرلماني، وأن يتم انتخاب شخص محترم وكفؤ ونشط، يمكن أن أعمل معه، رئيسا في ربيع 2008.
 
وتعليقا على ذلك قال أحد المحللين السياسيين إن بوتين يسير في طريق إعادة تنظيم البنية السياسية لروسيا تحت سيطرته، وأن قيادة الدولة ستصبح جمعية، أي بمركزي سلطة، بينما يسعى لبذل سيطرة محكمة على نشاطات الرئيس الجديد.
 
وأضاف أنه إذا أصبح بوتين رئيسا للوزراء فمن الممكن جدا بتأييد من الحزب في البرلمان أن يغير بوتين القانون ليزيد من سلطات رئاسة الوزراء في مقابل سلطات الرئيس.
 
وأشار المحلل إلى أن بوتين وعد بعدم تغيير الدستور قبل تركه الرئاسة، ولكن ليس عليه أي التزامات أخرى وراء ذلك.
 
واعتبرت صحيفة ذي تايمز أن هذه الخطوة من بوتين هي بمثابة استبدال ألقاب والانتقال من مكتب الرئيس إلى مكتب رئيس الوزراء وممارسة نفس حكمه الاستبدادي.
 
خطوة أولى
وتحت عنوان "خطوة أولى فقط نحو السلام" سخرت صحيفة ذي إندبندنت في افتتاحية لها من عدد السجناء الفلسطينيين الذين أطلقت إسرائيل سراحهم أمس، في محاولة منها لتعزيز سلطة محمود عباس الذي وصفته بالقائد المعتدل، ورأت أن عدد المطلق سراحهم أقل بكثير من متوسط عدد المقاتلين العرب الذين تعتقلهم القوات الإسرائيلية كل شهر، لينضموا إلى 11000 فلسطيني في السجون الإسرائيلية.
 

"
الإشارات والإشارات المضادة الصادرة عن إسرائيل هي جزء من عملية معقدة من الخداع والخداع المزدوج الذي يشكل سياسة المنطقة
"
ذي إندبندنت

وقالت الصحيفة إن إسرائيل مستمرة في إرسال إشارات متناقضة.

 
فمن ناحية، هذه هي المرة الثانية التي تطلق فيها سراح سجناء فلسطينيين، وهاهو الجيش الإسرائيلي يتعامل بقوة مع متطرفين صهاينة ويقوم بإغلاق سريع لأربع من خمس مستوطنات غير قانونية في الضفة الغربية ويسمح لثمانين فلسطينيا بالعبور من مصر إلى غزة في إشارة نادرة على التعاون مع قادة حماس في غزة.
 
ومن ناحية ثانية، شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية هجوما على هدف سوري الشهر الماضي، وألمح سياسيوها بتحرك أقرب نحو الأمر بهجوم عسكري واسع لوقف هجمات الصواريخ من غزة، وخطط إسرائيلية لفتح قيادة شرطة جديدة في الضفة الغربية في تحرك يهدف إلى فصل القدس الشرقية عن حيها العربي.
 
واعتبرت إندبندنت أن هذه الإشارات والإشارات المضادة هي جزء من عملية معقدة من الخداع والخداع المزدوج الذي يشكل سياسة المنطقة.
 
وعددت الصحيفة بعض مظاهر هذا الخداع واعتبرته رقصة دبلوماسية مدروسة وأن إسرائيل ستبلي بلاء حسنا إذا ما اتخذت خطوتين إلى الأمام: الأولى أن تطلق سراح مروان البرغوثي، القائد المسجون من حرس شباب فتح، سوط الفساد داخل حزب عرفات القديم والفلسطيني الذي أدين بتفجيرات انتحارية داخل إسرائيل وقائد الفلسطينيين المقبل.
 
والخطوة الثانية هي أن على الإسرائيليين أن يبدؤوا في التعامل مع حماس التي ربحت السلطة من فتح في انتخابات ديمقراطية العام الماضي.
 
وختمت إندبندنت بأن آخر محادثات السلام توقفت عام 2001 وأن هذه الإيماءات الجريئة ستظهر حسن النية التي تجعلهم يعيدون الكرة من جديد.
 
قمة سلام الشرق الأوسط
وفي سياق متصل، قالت صحيفة غارديان إن بعض كبار الدبلوماسيين الأميركيين السابقين حذروا إدارة بوش من أنها ستكون مسؤولة عن إفشال قمة سلام الشرق الأوسط التي دعت إليها بإهمالها وضع الأساس للقاء ناجح للأميركيين والإسرائيليين والقادة العرب.
 
وحذر الدبلوماسيون وزيرة الخارجية رايس من أن الاجتماع بوضعه الحالي أشبه بمقامرة وأن فرص فشله عميقة.
 
واعتبرت الصحيفة أن هذا النقد النادر للسياسة الخارجية الأميركية غير عادي وانعكاس للإحباط المنتشر داخل إدارة كانت دائما تقاوم القيام بدور فعال لإصلاح ذات البين لسنوات عدة وأنها الآن تجازف بتشتيت جهودها بسبب سوء التخطيط.
 
واتهم النقاد رايس بتخليها عن دور أساسي للإدارة والسماح لأولمرت وعباس بتحديد جدول الأعمال.
 
كما حث الدبلوماسيون الإدارة على التخلي عن إصرارها على عزل سوريا وحماس ومحاولة إيجاد طريقة للتعامل معهما، ورسموا ملامح اتفاق مستقبلي بين إسرائيل والفلسطينيين يضم ترتيبا لتقاسم القدس كعاصمة للدولتين.
المصدر : الصحافة البريطانية