بؤس المهاجرين لا يضاهيه سوى لا مبالاة الأوروبيين

الصحافة الفرنسية

تناولت الصحف الفرنسية الصادرة اليوم الأربعاء مواضيع متعددة, ففي حين نددت إحداها باللامبالاة التي تميز تعامل الأوروبيين مع جذور مشكلة المهاجرين, نبهت أخرى إلى المخاطر التي تواجه الديمقراطية في المكسيك, وتطرقت ثالثة لعودة التشدد الإسلامي والأفيون لأفغانستان.


"
حل مشكلة المهاجرين السريين يمر حتما بإجراء حوار سياسي مع البلدان الأصلية لهم لمساعدتها على تطوير اقتصادياتها, وهذا ما يعرفه الجميع سوى الأوروبيين
"
لوموند

لا مبالاة الاتحاد الأوروبي
اهتمت صحيفة لوموند في افتتاحيتها بموجة المهاجرين القادمين من أفريقيا وبالطريقة التي تتعامل بها أوروبا مع قضيتهم, معتبرة ذلك مؤشرا على عدم مبالاة الاتحاد الأوروبي بهذه المسألة.

بدأت الصحيفة بوصف الحالة المزرية لهؤلاء المهاجرين خلال رحلتهم, إذ يستخدمون مراكب آيلة إلى التحطم لا تتسع لهم ولا يوجد لديهم في الغالب سوى بعض الملابس.

وذكرت الصحيفة أن إسبانيا, وهي البلد الأوروبي الذي استقبل أكبر عدد من المهاجرين في السنوات الأخيرة, لجأت إلى تعديل أوضاع عدد كبير من المهاجرين, شريطة توفرهم على وثائق, الأمر الذي يقصي مهاجري القوارب غير الشرعيين القادمين من أفريقيا.

وهذا ما يجعل المصير الحتمي للأفارقة السود في إسبانيا يظلون يعيشون في الخفاء إلى الأبد.

وفي حين أكدت لوموند أن الهجرة من أفريقيا لا تزال هامشية من حيث العدد, فإنها أشارت إلى أن هذه الهجرة بالذات تطرح مشكلة إنسانية لأوروبا, حيث يعتقد المسؤولون في جزر الكناري أن ما بين 2000 و3000 مهاجر سري ماتوا غرقا منذ بداية هذا العام على شواطئ أوروبا الجنوبية.

وقالت الصحيفة إن من واجب أوروبا أن تتدخل لوضع حد لهذه المأساة اليومية التي تحدث على حدودها.

وأشارت إلى أن ذلك يمر حتما بإجراء حوار سياسي مع البلدان الأصلية لهؤلاء المهاجرين لمساعدتهم على تطوير اقتصادياتهم.

وختمت بالقول إن الجميع –ما عدا الاتحاد الأوروبي- يعي أن هذه هي الوسيلة الوحيدة لمعالجة هذه المسألة.

واعتبر جواكين آرانغو أستاذ علم الاجتماع في جامعة كمبلوتنسي بمدريد ومدير مركز المواطنة والهجرة في مقابلة له مع صحيفة ليبراسيون أن إسبانيا لا يمكنها أن تواجه وحدها تدفق المهاجرين على جزر الكناري.

وأضاف الأستاذ أن قوات الرقابة الأوروبية التي تحاول وقف هذه الظاهرة تعاني من قلة العدد والعتاد والتمويل, مضيفا أنها في أغلب الأحيان لا تتمكن من اعتراض هذه القوارب إلا في أعالي البحار, حيث لا يمكنها من الناحية القانونية أن تعتقل أشخاصا في المياه الدولية.


الديمقراطية المكسيكية
تحت عنوان "الديمقراطية المكسيكية في خطر" كتب بيير روسلين في افتتاحية صحيفة لوفيغارو يقول "قبل 16 عاما من الآن كان المكسيك يعتقد أنه ضمن مستقبله الديمقراطي ووضع حدا لـ71 عاما من النظام الاستبدادي للحزب الدستوري الثوري الواحد".

وذكر روسيلين أن القصة بدأت على أثر تأكيد محكمة الانتخابات فوز المحافظ فيليب كالديرون بفارق 0.5% على منافسه اليساري آندريس مانويل لوبيز أوبرادور, الأمر الذي رفض الأخير الاعتراف به.

وأضاف أن أوبرادور أقسم على أن يحول دون أخذ كالديرون زمام الأمور في المكسيك وأن يشكل حكومة موازية لحكومته.

وشدد روسلين على أن "السلوك الخاطئ" لأبرادور ليس سوى آخر مصائب يسار أميركي لاتيني لا يقبل بالديمقراطية إلا إذا كانت نتائجها في خدمته.

لكنه أوصى كالديرون أن يحرص على محاولة إعادة الهدوء واستعادة الثقة في المؤسسات المكسيكية.


"
في ظل الصعوبة التي تواجهها قوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان وهي تسعى للقضاء على طالبان, يبدو أن هذه الحركة بدأت تحصل على دعم أباطرة المخدرات في المنطقة
"
لومانيتي

الأفيون والتشدد
تحت عنوان "عندما يغزو التشدد الإسلامي والأفيون من جديد أرض أفغانستان" قالت صحيفة لومانيتي إنه في ظل الصعوبة التي تواجهها قوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان وهي تسعى للقضاء على طالبان, يبدو أن هذه الحركة بدأت تحصل على دعم أباطرة المخدرات في المنطقة.

وأضافت أن هذه القوات تواجه عنفا وفوضى متزايدة تنذر بتحول الوضع في هذا البلد إلى ما يشبه ما يجري في العراق وأن يتحول أفغانستان بسرعة فائقة إلى كولومبيا الآسيوية.

وذكرت في هذا الإطار أن منطقة هلمند في الجنوب الأفغاني تنتج الآن 92% من إنتاج العالم من الأفيون, وهو ما يقدر بـ6200 طن من هذه المادة.

المصدر : الصحافة الفرنسية