اختفاء نساء البصرة

أيقونة الصحافة البريطانية

أولت الصحف البريطانية اليوم الخميس اهتماما كبيرا للشأن العراقي وتداعياته، فتحدثت عن حريات النساء واختفائهن من الشوارع بسبب التهديد بضرورة الالتزام بالحجاب، وتناولت مكافأة الجيش البريطاني لمن يجند صديقه، كما عرجت على جهود المارينز لإصلاح ما أفسده في العراق، فضلا عن الملف الصومالي ومواضيع متفرقة أخرى.

"
بات الأمر فظيعا بالنسبة للنساء في الجنوب، والبريطانيون مسؤولون لعدم إحكام قبضتهم
"
مواطنة عراقية/ذي إندبندنت

المرأة العراقية
حاولت صحيفة ذي إندبندنت أن تسلط الضوء على تداعيات الحرب في العراق بشكل عام والبصرة بشكل خاص على المرأة العراقية.

واستهلت الصحيفة تقريرها بعبارة "اختفت نساء البصرة "، وقالت إن "حريات النساء المدنية ذهبت أدراجها في ضوء تنامي النضال الإسلامي عبر البلاد".

ومضت تقول إن سيف القمع الدموي والشرس سلط على رقاب النساء، حيث حلقت رؤوس العديد منهم لرفضهن ارتداء الحجاب، أو ضربن بالحجارة في الشارع لاستخدامهن مساحيق التجميل.

وبعض النساء خطفن وقتلن لجرائم صنفت بأنها "تصرفات غير لائقة"، وقالت الصحيفة إن العصيان الذي يعصف بدولة هشة جعل البلاد فريسة "للمتطرفين" الذين يؤمنون بأن الحرية لا تمتد إلى النساء.

وأشارت الصحيفة إلى أن النساء في المنطقة التي تقع تحت حكم البريطانيين –البصرة- تؤكد أن الحالة تزداد سوءا، حيث ترغم النساء على العيش وراء الأبواب الموصدة وإذا ما ظهرت إحداهن ينبغي أن ترتدي الحجاب، أما ارتداء البنطال فيعتبر عصيانا وعقابه الموت.

وأخذت الصحيفة تسرد بعض الوقائع منها مقتل الدكتورة كفاية التي كانت تعمل بوحدة الأطفال بمستشفى الجامعة في المدينة بعد تلقيها تهديدات من قبل "المتطرفين".

وقالت أريج السلطان (27 عاما) التي تقيم في المنفى الآن "بات الأمر فظيعا بالنسبة للنساء في الجنوب، وأنحي باللائمة على البريطانيين لعدم إحكام قبضتهم".

مكافأة على التجنيد
وفي موضوع ليس ببعيد عن تداعيات الحرب على العراق ذكرت ذي إندبندنت أن الجنود البريطانين يتلقون مكافآت مالية تصل إلى 1300 جنيه إسترليني لإقناع أصدقائهم بالالتحاق بالجيش لأن الضباط يعتقدون أن الصراع في العراق يجعل الآباء يثنون أبناءهم عن الالتحاق بالقوات المسلحة.

وقالت الصحيفة إن أعضاء من أفواج المشاة والمدفعية الملكية سيحصلون على هذه المكافآت ابتداء من هذا الشهر بسبب النقص الشديد في الجيش حيث وصل قوام المجندين هذه السنة إلى 2000 جندي فقط، أي أقل بكثير من الهدف المطلوب وهو 2800.

ولكن أعضاء في البرلمان حذروا من أن العمليات التي تجري في العراق هي التي تحد من الإقبال على التجنيد.

ونقلت الصحيفة عن روز جينتل -وهي أم غوردن (19 عاما) الذي قتل في البصرة بعد شهر من إكماله التدريبات- تنديدها بهذه المكافآت ووصفتها بأنها "أموال دموية".

مسجد للمارينز
قالت صحيفة تايمز إن هيئة مشاة البحرية دشنت مسجدا في قاعدة كوانتيكو بفرجينيا يوم الثلاثاء، ترميما لما لحق بسمعة المارينز من ضرر إثر الفظائع والمجازر التي ارتكبها جنوده في العراق ضد المدنيين.

ونقلت عن قائد مشاة البحرية الجنرال مايك هاغي تعهده بإنزال العقوبة بمن يخالف قيم هذا الفيلق.

وقالت الصحيفة إن المسجد الذي يعد الأول في تاريخ الفيلق منذ 230 عاما، عبارة عن مبنى أبيض اللون ولا يحمل علامات فارقة ويخدم 30 مسلما في القاعدة.

وأشار هاغي إلى أن المسلمين والمسيحيين يتقاسمون العديد من القيم وأن "فتح هذا المسجد سيسهم في توثيق الصلة بيننا".

بلي بوي
ذكرت صحيفة ديلي تلغراف أن ناشري مجلة بلي بوي – وهي مجلة جنسية- في إندونيسيا تحدوا الإسلاميين بنشرهم النسخة الثانية من المجلة أمس.

وقالت الصحيفة إن النسخة الأولى التي صدرت في أبريل/ نيسان أشعلت فتيل العنف حيث رميت مكاتب المجلة بالحجارة، وانتقل محرروها إلى جزيرة هندوسية في بالي حيث أنتجوا 100 ألف نسخة من الإصدار الثاني.

وأشارت إلى أن ثمة توجه نحو تطبيق الشريعة الإسلامية رغم أن الأغلبية بالبلاد هم من "المسلمين المعتدلين" حسبما جاء في الصحيفة.

وقال ناشرو المجلة إنهم قاموا بذلك للدفاع عن الديمقراطية وحرية التعبير ضد الخوف والتعصب.

"
الأزمة الصومالية تتمثل في البحث عن التوازن الصحيح بين بناء الأمة ومكافحة الإرهاب
"
ذي غارديان

الصومال
أما الشأن الصومالي فكان من اهتمامات صحيفة ذي غارديان التي خصصت افتتاحيتها للحديث عن الأزمة هناك.

وقالت إن العالم زج بالصومال في دفتر النسيان لفترة طويلة، غير أنه عاد ليتذكر ذلك البلد الواقع في القرن الإفريقي الذي تعصف به الفوضى.

وحذرت الصحيفة من أن الصومال في هذه الظروف يعد أرضا خصبة لاحتمال وقوع حرب فتاكة بين أسامة بن لادن والرئيس الأميركي جورج بوش الذي يدعم أمراء الحرب الذين شكلوا "التحالف من أجل السلام ومكافحة الإرهاب".

ودعت الصحيفة العالم خارج الصومال إلى إقامة روابط مع قادة مقديشو الجدد، لا النأي عنهم تلقائيا لأنهم يسعون إلى تطبيق الشريعة الإسلامية، وتشجيعهم على التعامل مع الحكومة الانتقالية.

وختمت بالقول إن الأزمة الصومالية تتمثل في البحث عن التوازن الصحيح بين بناء الأمة ومكافحة الإرهاب، محذرة بوش من أن دعمه لأمراء الحرب قد يجلب عواقب وخيمة.

المصدر : الصحافة البريطانية