أريحا.. جريمة بلا عقاب

ايقونة الصحافة الخليجية

تصدرت عملية إسرائيل في سجن أريحا أخبار وتعليقات الصحف الخليجية الجمعة، فاعتبرتها جريمة تمر بدون عقاب، كما علقت على إستراتيجية الأمن الوطني الأميركية الجديدة، وعلى عملية سامراء في العراق.

"
قيادات إسرائيل قصدت من وراء عملية سجن أريحا الترويج لنفسها انتخابيا وإضافة عنصر حرج جديد للسلطة الوطنية الفلسطينية برئاسة محمود عباس
"
الوطن العمانية

من يتحمل المسؤولية
قالت صحيفة الوطن السعودية إن أحداث الأسبوع الفائت التي دارت في أريحا, وفي سجنها الأمني، كانت بلا شك مؤلمة ومرفوضة ومدانة، لكنها لم تكن مفاجئة لأولئك الذين يقرؤون الأحداث جيدا ويحللونها بشكل منطقي.

وقالت إن مثل هذه الخطوة كان إيهود أولمرت يحلم بالحصول عليها ليظهر مصداقيته الأمنية في الشارع الإسرائيلي، خصوصا أنه على أبواب انتخابات إسرائيلية قريبة على رأس حزب جديد يقبع رئيسه على فراش الموت في أحد مشافي تل أبيب.

ومن جهة أخرى أوضحت أنه كان على الرسالة التي استلمتها القيادة الفلسطينية قبل أيام من الخارجية البريطانية، والتي عبرت فيها بريطانيا عن قلقها على أمن المراقبين الأجانب في السجن، أن تدق ناقوس الخطر بأن أمراً ما على وشك الحدوث، لكن الخطأ الذي ارتكبته القيادة في إخفاء أمر تلك الرسالة وعدم مناقشتها وتحليلها في إطارها الموضوعي مع القيادات الأخرى دفع الأمور خطوة أخرى نحو الهاوية.

وخلصت الصحيفة إلى أن المسؤولية الأولى في تلك العملية تقع على الولايات المتحدة وبريطانيا اللتين سحبتا المراقبين الأمنيين دون أي سابق إنذار، مما مهد لاقتحام السجن من قبل القوات الإسرائيلية، وكأن القيادة الإسرائيلية جاءها إلهام بأن المراقبين سينسحبون في هذا التوقيت بالذات.

وقالت صحيفة الوطن العمانية إن العدوان الإسرائيلي على سجن أريحا جريمة تنتهك انتهاكا صارخا كل المواثيق والاتفاقات الدولية التي كانت إسرائيل طرفا فيها، وأن قيادات إسرائيل قصدت منها الترويج لنفسها انتخابيا وإضافة عنصر حرج جديد للسلطة الوطنية الفلسطينية برئاسة محمود عباس.

معضلة الإستراتيجية الأميركية
ذكرت صحيفة الرأي العام الكويتية أن وثيقة نشرها البيت الأبيض، أمس جاء فيها أن الولايات المتحدة ما زالت على استعداد رغم وضعها في العراق، لشن هجمات وقائية ضد كل من يهددها، وأنها تعتبر إيران الدولة التي تطرح أكبر تحد.

وأفادت الوثيقة الإستراتيجية للأمن القومي التي أصدرها البيت الأبيض أنه "إذا دعت الحاجة لا نستبعد اللجوء إلى القوة قبل وقوع هجوم حتى وإن كنا لا نعلم جيدا المكان والزمان الذي سيشن فيه العدو الهجوم".

وأكدت إدارة الرئيس جورج بوش في وثيقتها المذكورة حقها في شن هجوم وقائي، مؤكدة أن مكانة الوقاية في إستراتيجيتها للأمن القومي لم تتغير.

وأضافت الصحيفة أن الوثيقة توقعت أن تواجه الولايات المتحدة إيران كأكبر تحد، خاصة أنها تتهمها بالسعي سرا إلى امتلاك القنبلة الذرية.

وفي نفس السياق قالت صحيفة الخليج الإماراتية إن إستراتيجية الأمن الوطني الجديدة لا تختلف في شيء عن الإستراتيجية السابقة التي أعلنتها واشنطن عام 2002 من حيث مقاصد الإدارة الأميركية في العالم.

وأضافت أن الإستراتيجية الجديدة ما زالت تريد إعادة صياغة العالم وفق رؤى الولايات المتحدة، وأنها تتمسك بمبدأ الحرب الإجهاضية، وأنها تريد مقارعة أفكار الإسلاميين الأصوليين الذين حظيت شعاراتهم ضد الأميركيين بتعاطف واسع في أجزاء كثيرة من العالم.

وأكدت الصحيفة أن هذه الإستراتيجية تواجه عدة معضلات منها أن الحلفاء لن يسيروا في ركابها إن كان مآلها منعهم من التطلع إلى أن يكونوا قوة معادلة لها ومنها سذاجة فهم واشنطن لفهم طبيعة معاداتها، وخلصت الصحيفة إلى أن الإستراتيجية الأولى جسدت عجرفة المحافظين الجدد، أما الثانية فتشي بمأزقهم.

"
ما يحتاجه العراق اليوم هو إطلاق عملية سياسية لا شن عملية عسكرية واسعة النطاق، على نحو ما تقوم به القوات الأميركية الآن في سامراء بمشاركة قوات التحالف والجيش العراقي
"
الشرق القطرية

عملية سامراء
قالت صحيفة الشرق القطرية إن ما يحتاجه العراق اليوم هو إطلاق عملية سياسية لا شن عملية عسكرية واسعة النطاق، برا وجوا، على نحو ما تقوم به القوات الأميركية الآن في سامراء بمشاركة قوات التحالف والجيش العراقي.

وقالت الصحيفة إن نذر الفتنة تطرق الأبواب في ظل الصدامات في حلبجة واكتشاف أشلاء جثث مجهولة في أنحاء متفرقة من العراق، مؤكدة أن مما يعقد الوضع شن القوات الأميركية عملية عسكرية هي الأكبر منذ عملية "حرية العراق".

وتابعت الصحيفة أن هذه العملية تثير أسئلة قلقة عن هدفها وتوقيتها ومدى تأثيرها، وإن كان الهدف المعلن هو تنظيف منطقة يشتبه بتحرك المسلحين فيها.

واستخلصت الشرق أن المواجهة ستكون خطيرة ودامية وستعيد للأذهان المواجهات التي وقعت في الفلوجة وما سقط جرائها من الضحايا، متوقعة أن تكون النتيجة مزيدا من الخسائر في الأرواح والدمار في هذه المنطقة لأن أهلها سيتعاملون بمبدأ الدفاع عن النفس.

وانتهت الصحيفة إلى أن أهم مطلوب في المرحلة الحالية هو تكريس الأمن وليس انفلاته بعملية غير مفيدة للاستقرار، وأنه كان من الأجدى منح البرلمان العراقي الفرصة لإنهاء الأزمة السياسية بشأن تشكيل الحكومة.

العراق ليس خط تماس
قالت صحيفة الوطن القطرية إن ثمة معطيات جديدة تفيد بأن الوضع الراهن في العراق في طريقه للحراك والتغيير، أولها المحادثات المزمع إجراؤها لأول مرة بين الولايات المتحدة وإيران حول العراق، وثانيها أكبر عملية أمنية تقوم بها القوات المشتركة في سامراء، وثالثها التئام أولى جلسات البرلمان العراقي لاستئناف العملية السياسية ومن ثم تشكيل الحكومة العراقية الجديدة.

وقالت إن هذه المستجدات الثلاثة أولها سياسي وثانيها أمني وثالثها وطني، متوقعة أنها قد تكسب حركة العراق نحو الاستقرار قوة دافعة، إذا لم يتحول الملف العراقي إلى رقم في أزمة دولية هي أزمة الملف النووي الإيراني.

المصدر : الصحافة الخليجية