اجتياح سجن أريحا حقبة جديدة

أخبار الصحف/ الصحافة الاسرائيلية
اعتبرت صحف إسرائيلية اليوم الخميس اجتياح سجن أريحا حقبة جديدة في تاريخ العلاقات بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وتطرقت إلى رفض إسرائيل منح الفلسطينيين الدليل الذي يدين أحمد سعدات، كما أبرزت مقالا يعتبر أن الصراع بين إسرائيل وفلسطين هو صراع بين المتطرفين والمعتدلين في كلا الطرفين.

"
العملية العسكرية التي نفذتها القوات الإسرائيلية في أريحا أخيرا تشكل بداية لحقبة جديدة
"
هآرتس

مستقبل الفلسطينيين
قالت صحيفة هآرتس في افتتاحيتها إن العملية العسكرية التي نفذتها القوات الإسرائيلية في أريحا أخيرا تشكل بداية لحقبة جديدة، مشيرة إلى أن التعاون بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية والدول الأخرى سيسجل أدنى مستوياته، وسترسم قواعد جديدة بين هذه الأطراف.

وقالت إن الرسالة التي بعث بها الأميركيون والبريطانيون في 8 مارس/آذار إلى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يعلنون فيها عزمهم على سحب مراقبيهم من سجن أريحا، لم تحرك لديه ساكنا لحل المشكلة قبل سفره إلى الخارج.

وأشارت إلى أن إسرائيل لا تستطيع أن تقف مكتوفة الأيدي حيال أي انتهاك، مشيرة إلى أن تصريحات السلطة بعزمها إطلاق سراح المتهمين بمقتل الوزير الإسرائيلي تعد أحد هذه الانتهاكات.

وألمحت الصحيفة إلى أن الخوف من الفوضى في السلطة الفلسطينية حيث يجد الدبلوماسيون الغربيون والصحفيون أنفسهم معتقلين لدى الجماعات المسلحة، بات مبررا.

وقالت إن مفتاح مستقبل الفلسطينيين في يد حماس وسيعتمد توجههم بما فيه علاقاتهم مع إسرائيل والدول الأخرى على الأطر السياسية التي ستصوغها حماس.

إسرائيل رفضت
في حديث هاتفي له من لندن مع صحيفة جيروزاليم بوست قال المستشار الأمني السابق الذي أوفده الاتحاد الأوروبي للشرق الأوسط أليستر كروك، إن أحمد سعدات لم يمثل أمام أي محكمة فلسطينية لأن إسرائيل رفضت تزويد السلطة الفلسطينية بدليل إصداره أوامر قتل الوزير الإسرائيلي رحبعام زائيفي.

وقال إن الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات أصر على تقديم الدليل لمحاكمته في فلسطين، مضيفا أن "إسرائيل لم تكن مستعدة لتقديم الدليل للفلسطينيين أو لعرفات".

وأشار كروك إلى أنه "لم يكن ثمة دليل واضح لدى اعتقال سعدات" مضيفا "لا أعتقد أن أي شخص يعرف طبيعة الدليل الذي تملكه إسرائيل".

صراع بين المعتدلين والمتشددين

"
الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين هو صراع بين المتشددين والمعتدلين لدى الطرفين وليس مجرد صراع بين إسرائيل وفلسطين
"
حنانيا/يديعوت أحرونوت

كتب راي حنانيا وهو أميركي من أصل فلسطيني، مقالا في صحيفة يديعوت أحرونوت يدعو فيه إلى إعادة تعريف العلاقة بين الإسرائيليين والفلسطينيين، النابع من وجهة النظر البسيطة وهي أنه صراع بين الطرفين (إسرائيل وفلسطين)، مشيرا إلى أن التعريف الحقيقي هو أنه صراع بين المتطرفين والمعتدلين لدى الطرفين.

وتساءل حنانيا عما إن كانت الأمور ستزداد سوءا، مجيبا بـ"نعم"، وأشار إلى أن هذا الحال سيبقى حتى يظهر قادة من الطرفين يتحلون برؤية نحو سلام عادل.

وألمح إلى أنه سيكون هناك المزيد من العنف والقتل والإحباط ومزيد من الآباء الذين يبكون أطفالهم الضحايا، وفقد أراضيهم.

ولكن الكاتب لم يقنط، مشيرا إلى أنه مع تردي الأوضاع سيزداد الأمل قوة، ولفت النظر إلى أن إحدى المشاكل الكبيرة في هذا الصراع تكمن في أن "المتطرفين" دائما ما يمتلكون القوة، فبدلا من السعي وراء السلام فإنهم يتلاعبون بعواطف الرأي العام ويسجلون نقاطا.

وقال إن "المتطرفين" الفلسطينيين استخدموا العنف ردا على الأفعال الإسرائيلية، وكذلك استخدم المتطرفون الإسرائيليون العنف لتبرير مزيد من العنف ومزيد من هدم المنازل واقتطاع الأراضي الفلسطينية ومستوطنات أخرى غير شرعية.

ووجه الكاتب رسالة إلى من أسماهم المعتدلين في الطرفين قائلا "اعلموا أن قيمكم أعظم اليوم من ذي قبل، ولم تتقلص كما يشعر البعض منكم، لا تستسلموا، ولا تجعلوا كلمات الكراهية تشتتكم عما يجب أن يفعل".

كاديما في المقدمة
أظهر استطلاع للرأي أجرته صحيفة هآرتس بالتعاون مع القناة 10 أن عدد الناخبين الذين لم يقرروا خيارهم بعدُ في ازدياد هذا الأسبوع، في حين أن الأحزاب الثلاثة الرئيسية بقيت ثابتة بتقدم أو تراجع طفيف.

وتبين من خلال الاستطلاع أن حزب كاديما يتقدم لنصر محقق، في حين أن كتلة اليمينيين التي تضم الأرثوذكس والأحزاب اليمينية الأخرى لم تستطع أن ترتفع فوق 50 مقعدا في الكنيست، وبقيت الكتلة اليسارية التي تضم حزب العمل وميرتس والأحزاب العربية ثابتة على 30 مقعدا.

ويشير الاستطلاع إلى أن كاديما هو الحزب الوحيد الذي يملك القوة لتشكيل تحالف فاعل ومستقر.

المصدر : الصحافة الإسرائيلية