العدالة الروسية حجر عثرة أمام البريطانيين

الصحافة الفرنسية

موسكو تتلاعب بالتحقيق البريطاني، هذا ما ذكرته إحدى الصحف الفرنسية الصادرة اليوم الأربعاء في معرض حديثها عن قضية ليتفينينكو, واعتبرت أخرى أن العدالة الروسية تعوق عمل المحققين البريطانيين, بينما تحدثت ثالثة عن ما أسمته العدوى السودانية, كما لم تغفل تلك الصحف تطورات الشأن العراقي.


"
العدالة الروسية تقف حجر عثرة في وجه المحققين البريطانيين في قضية اغتيال ليتفينينكو
"
لوموند

التلاعب بالتحقيق
تحت عنوان: "قضية ليتفينينكو.. موسكو تتلاعب بالتحقيق البريطاني", قالت لورين ميلو في صحيفة ليبراسيون إن المحققين البريطانيين الذين بدؤوا تحقيقهم أمس في موسكو حول اغتيال الجاسوس الروسي السابق ألكسندر ليتفينينكو يبدو أنهم سلكوا طريقا مليئا بالمكائد والفخاخ.

وبررت ذلك بالقول إن هؤلاء المحققين حرموا من مقابلة أحد الشهود بدعوى أنه يرقد في المستشفى وأنهم لن يسمح بمقابلته إلا إذا أقر الأطباء ذلك.

كما حرم محققو سكوتلاند يارد كذلك من مقابلة شاهد آخر بدعوى أنه في السجن وأنه قد سيكشف عن "أسرار دولة" علاوة على التي كان قد كشف عنها قبل اعتقاله.

واعتبرت صحيفة لوموند في تقرير لها عن نفس القضية أن العدالة الروسية تقف حجر عثرة في وجه المحققين البريطانيين.

وأشارت إلى أن الادعاء العام الروسي أكد أن المحققين البريطانيين لن يباشروا التحقيق بأنفسهم, وأن الروس هم من سيقومون بتلك المهمة في حضور البريطانيين.

وذكرت أنه رغم تأكيد روسيا أنها ستتعاون بشكل كامل مع لجنة التحقيق البريطانية، فإن مسؤوليها أكدوا أنهم لن يسلموا أيا من مواطنيهم إلى السلطات البريطانية.


العدوى السودانية
تحت هذا العنوان تساءلت صحيفة درنيير نوفيل دالزاس عما إذا كانت القلاقل التي شهدتها جمهورية أفريقيا الوسطى واستدعت تدخل القوات الفرنسية والتي شهدتها تشاد وهما بلدان جاران للسودان، تعني أن الدول المجاورة للسودان أصابتها عدوى دارفور وأن الحكومة الإسلامية الثورية في السودان هي من يقف وراء ذلك.

وأضافت أن كل الأدلة تشير إلى ذلك, لكنها نبهت إلى أن الوضع معقد للغاية.

وقالت إن السيناريو الذي يتكرر كل يومين أو ثلاثة أيام في هذه الصراعات، هو أن تلاحظ طائرات الاستطلاع الفرنسية قافلة من سيارات الدفع الرباعي تتقدم داخل هذا البلد أو ذاك، فتقوم بنقل قوات حكومية إلى المنطقة لمواجهة المتمردين الذين عادة ما يفرون ليعيدوا الكرة بعد ذلك بأيام.

وذكرت أن هذه المشاكل تأتي خلفية للصراعات بين البدو والحضر وبين "الأسياد" السابقين و"عبيدهم" السابقين.

وختمت درنيير نوفيل دالزاس بالقول إن ما يقع في السودان وتشاد وأفريقيا الوسطى قد يشمل كل دول وسط أفريقيا, مضيفة أن هذا يمثل قلقا للفرنسيين الذين يحتفظون بمفرزة عسكرية في كل من جمهورية أفريقيا الوسطى وتشاد تقدم دعما "لوجستيا" لحكومتي هذين البلدين رغم ما يعرف عنهما من تطبيق ضئيل للنهج الديمقراطي.

وقالت إنه ما لم يكن هناك تحرك سياسي دولي لسد الطريق أما "درفرة" المنطقة, فإن الوضع لن يكون متحملا على المدى البعيد.


"
لجنة بيكر لن تكشف عن عصا سحرية كفيلة بإعطاء الولايات المتحدة مخرجا مشرفا من ورطتها في العراق, إذ لو كان ذلك ممكنا لكان تم اللجوء إليه من زمان
"
روسلين/لوفيغارو

لا تغيير في السياسة
كتب بيير روسلين تعليقا في صحيفة لوفيغارو قال فيه إن تقرير لجنة وزير الخارجية الأميركي الأسبق جيمس بيكر حول العراق، لن يغير شيئا في الوضع الكارثي الذي يعاني منه العراق بعد ثلاث سنوات ونصف على غزو الولايات المتحدة له.

وأضاف أن هذه اللجنة لن تكشف عن عصا سحرية كفيلة بإعطاء الولايات المتحدة مخرجا مشرفا من هذه الأزمة, إذ لو كان ذلك ممكنا لكان تم اللجوء إليه من زمان.

وأكد روسلين أن مهمة هذه اللجنة ليست نشر الأمن في الشرق الأوسط بقدر ما هي تحديد قواعد لعبة جدل السياسة الخارجية الأميركية حتى 2008.

وأضاف المعلق أن الجمهوريين والديمقراطيين يرون في التوصل إلى حل وسط حول السياسة في العراق والشرق الأوسط مصلحة مشتركة بينهما.

المصدر : الصحافة الفرنسية