البت في أبوغريب صمام أمان أميركا

أيقونة الصحافة الاميركية

أبرزت صحف أميركية اليوم السبت قضية المعتقلات الأميركية ودعت إلى إجراء تحقيق مستقل في التجاوزات التي مورست فيها، معتبرة أن شفاء الجروح الناجمة عنها أمر حيوي لتحسين صورة البلاد وضمان أمنها، رغم انشغال كافة الصحف بتداعيات الإعصار كاترينا.

لم يبت في أبوغريب

"
الشفاء من جروح المعتقلات أمر حيوي للقيم الأميركية وصورة البلاد وأمن جنودها
"
نيويورك تايمز

تحت هذا العنوان عادت صحيفة نيويورك تايمز في افتتاحيتها للحديث عن مأزق معتقل أبوغريب تدعو إلى إجراء تحقيق مستقل في قضايا المعتقلين في السجون الأميركية بتهمة الإرهاب.

وقالت الصحيفة إن قادة ديمقراطيين سحبوا الميزانية العسكرية من تحت بساط مجلس الشيوخ قبيل حلول عطلة الكونغرس الصيفية بدلا من التعاطي مع التعديلات المزمع إجراؤها على سيادة القانون في المعتقلات الأميركية.

وكان أحد هذه التعديلات هو تحديد طبيعة المعتقلين عبر العمليات الإرهابية وفقا لمبادئ الدستور والمعاهدات الدولية، وحظر التعذيب وإساءة المعاملة.

وأما التعديل الثاني فينطوي على إيجاد هيئة شبيهة بلجنة 11 سبتمبر/أيلول لتعطي صورة جلية عن الحقيقة التي آلت إلى فقد الإدارة السيطرة على السجون كما حدث في غوانتانامو وأبوغريب.

وقالت الصحيفة إن هذه القوانين الجديدة لقيت دعما في بادئ الأمر من عضوي مجلس الشيوخ جون ماكين وليندسي غراهام الجمهوريان غير أنهما تراجعا عن دعمهما لإجراء التحقيق وقالا إن أهمية النظر إلى الأمام تفوق إجراء التحقيق.

واستطردت الصحيفة قائلة إن الشعب الأميركي يود معرفة الإجابة بشأن السجون، مشيرة إلى أنه من غير المقبول أن تسجن قلة قليلة من الجنود الاحتياطيين بينما تتم ترقية المحامين المدنيين الذين صاغوا سيناريوهات التعذيب.

وأشارت إلى أن العديد من سياسات التحقيق التي وصفها محامو الجيش بأنها بغيضة مازالت قائمة، وأن الجنود الأميركيين لديهم فكرة غامضة عما هو مسموح به، وفوق ذلك كله ما زالت الإدارة تدعي أحقية الرئيس الأميركي جورج بوش في تجاهل الدستور لا سيما إذا ما تعلق الأمر بالأجانب.

واستشهدت الصحيفة بدعوة البيت الأبيض هذا الأسبوع المحكمة العليا إلى عدم مراجعة قضية المعتقل اليمني الذي أقر بعمله كسائق لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن ولكنه لم يقم بأي هجوم إرهابي على البلاد، مضيفة أن الإدارة تسعى لمحاكمته دون مراقبة قضائية أو السماح له بالاطلاع على الأدلة.

ونقلت عن الإدارة قولها إنها ستتحفظ على اليمني حتى وإن كان بريئا من التهم الموجهة إليه، لافتة إلى أن الإدارة رفضت جلسات الاستماع لـ20 كويتيا اعتقلوا عقب 11 سبتمبر/أيلول أرادوا من خلالها إثبات براءتهم.

وخلصت الصحيفة إلى أن حجم القلق بشأن الإرهاب لا يمنح الإدارة الحق في احتجاز البريء أو تعذيب المذنب، مشيرة إلى أن أحدا لن يطمئن على تنفيذ القوانين الجديدة حتى يتم الكشف عن سبب طرح القوانين القديمة جانبا.

وأضافت أن الشفاء من جروح المعتقلات أمر حيوي للقيم الأميركية وصورة البلاد وأمن جنودها.

تداعيات كاترينا

"
الخطر يكمن في تقليص عدد الـ100 عامل في وكالة حماية البيئة الذين يقومون بمراقبة التلوث في تلك المنطقة المنكوبة
"
واشنطن بوست

خصصت صحيفة واشنطن بوست افتتاحية تدعو فيها السلطات الأميركية إلى عدم التقليل من أهمية عواقب الإعصار كاترينا على الإنسان بل وعلى الأرض والمياه والمستنقعات والسمك والحيوانات القريبة من المدن التي حلت بها الكارثة أيضا.

وقالت إن مياه الفيضان التي غطت شوارع المدن أكثر من أسبوعين ويتم سحبها إلى بحيرة توتشارترين ونهر المسيسيبي، تحتوي على مواد كيماوية وإنه لا يعرف أحد مدى التفاعلات التي ستجري في تلك المياه.

وحثت الصحيفة بشدة وكالة حماية البيئة على مراقبة هذه المياه سواء كانت موجودة في المدينة أو تم سحبها، مشيرة إلى أن الخطر يكمن في تقليص عدد الـ100 عامل في الوكالة الذين يقومون بمراقبة التلوث في تلك المنطقة المنكوبة، بدعوى حاجة العديد من المشاريع الأخرى إلى الموارد الحكومية والبشرية.

كاترينا والنفط
قالت صحيفة واشنطن تايمز في افتتاحيتها إن تأثير الإعصار كاترينا، إضافة إلى المتغيرات الاقتصادية من حيث الوظائف والنمو الاقتصادي، قد يمتد ليشمل أدوات صانعي السياسة بما فيها السياسة النقدية وسياسة الميزانية.

وأوضحت أن أسعار النفط ارتفعت قبل كاترينا بسبب زيادة الطلب عليها من قبل الولايات المتحدة والصين، مضيفة أن كاترينا جاء ليشعلها عقب الإغلاق المؤقت لمصافي البترول وتعطيل إنتاج 90% من النفط في خليج المكسيك الذي ينتج أكثر من 27% من النفط الخام الأميركي.

وأعربت الصحيفة في ختام افتتاحيتها عن أملها في عدم تعرض سوق الطاقة إلى ضربة أخرى مثل كاترينا.

المصدر : الصحافة الأميركية