دماء العراقيين رخيصة

ايقونة الصحافة الخليجية

الشأن العراقي كان الأبرز في الصحف الخليجية الصادرة اليوم الأربعاء والتي قالت إن مجزرة القائم أمس جاءت لتؤكد رخص دماء العراقيين لدى القوات متعددة الجنسيات، أما في الشأن اللبناني فقالت إن جلاء الحقيقة من تلال ألغاز تطمرها هي غاية العقل في جريمة اغتيال رفيق الحريري.


"
مجزرة القائم التي نفذتها القوات الأميركية بالعراق أمس جريمة جديدة تضاف لما سبقها لتؤكد رخص دماء العراقيين لدى القوات متعددة الجنسيات المرابطة على هذه الأرض المحتلة
"
الشرق القطرية

الدماء الرخيصة
قالت افتتاحية الشرق القطرية إن مجزرة القائم التي نفذتها القوات الأميركية بالعراق أمس جريمة جديدة تضاف لما سبقها لتؤكد رخص دماء العراقيين لدى القوات متعددة الجنسيات المرابطة على هذه الأرض المحتلة.

وتتساءل الصحيفة: لماذا يهون على هذه القوات تنفيذ عمليات بهذا الحجم تستهدف أبرياء في بيوتهم بحجة ملاحقة زرقاويين بإمكان هذه القوات إمساكهم باليد إذا تحققت فعلا من أماكن وجودهم أو محاصرتهم لتقليل حجم الكارثة.

ويكفي لإدانة هذه العملية ضخامة عدد من سقطوا فيها والذين بلغ عددهم 56 شخصا على الأقل كانوا نزلاء أربعة منازل تم تدميرها بالكامل.

من هنا تجد الصحيفة التفسير للاستعجال الأميركي بتمرير الدستور العراقي الذي يحمل في طياته حتى الآن من بوادر الشؤم أكثر مما يحمل من بوادر الأمل.

كما تعكس العملية كذلك أن الفلتان الأمني ميدانيا يقابله الفلتان الأمني لدى القوات الأميركية في عدم قدرتها على كبح جماح طائراتها الحربية وصواريخها الموجهة ضد المدنيين الأبرياء.

وتضيف الصحيفة أن أخطر ما في الملف الأمني تداعياته التي بدأت تطفو على السطح وأبرزها نزع أطياف من الشعب العراقي الثقة من الحكومة المؤقتة إلى حد اتهامها بالضلوع بعمليات القتل والاغتيالات التي تنهك الشعب العراقي يوميا.

الهوية والوحدة
من ناحيتها أشارت افتتاحية الوطن السعودية إلى أن العراق أحد البلدان العربية التي تتعايش فيها عدة قوميات، وقد يصل عددها إلى عشر، إلا أن القوميتين الكبريين هما العربية والكردية.

أما من ناحية انتمائه للأمة الإسلامية فلا أحد يمكن أن يجادل في هذه الحقيقة التاريخية الممتدة 14 قرنا مضت ومنذ الفتح الإسلامي في القرن الهجري الأول، ولا يمكن لأحد إنكار أن بغداد استمرت عاصمة لدولة الخلافة الإسلامية لعدة قرون.

ولم تطل القومية والطائفية برأسيهما كما تقول الصحيفة إلا مع قدوم المحتل وسقوط النظام السابق، مما شجع كل قوة للسعي بشتى الطرق للفوز بالنصيب الأكبر من الغنيمة، سواء الأرض أو الثروة، مستعينين بالمحتل من جانب وبأطراف خارجية لها مصلحة بتفتيت العراق وإضعافه بل وإزالته من خريطة المنطقة وإحلاله بدويلات ضعيفة لا حول لها ولا قوة.

وتلفت الصحيفة إلى أن الحفاظ على هوية العراق ووحدته هو السبيل الوحيد لإعادة الأمن والاستقرار والبدء في إعادة بناء ما دمر خلال الغزو الأنجلو أميركي الحالي، وأيضا إصلاح الدمار الناجم عن مغامرات نظام صدام والتي أعادت العراق لعصور التخلف رغم ثرواته الهائلة والمتنوعة.

بانتظار كلمة العدالة
في الشأن اللبناني قالت افتتاحية الوطن القطرية: لا ريب إن جلاء الحقيقة من تلال ألغاز تطمرها وتواريها هي غاية العقل والمنطق القويم وهي قطعا في حالة جريمة اغتيال رفيق الحريري مطلب عدلي ملح رغما عن حساسية ترادف عمليات التحقيق والتقصي والتي كانت أحد أخطر مراحلها توقيف خمسة مسؤولين لبنانيين أمس في إجراء فجائي انتهت إليه اللجنة الدولية المناطة بالكشف عن مقترفي هذه الجريمة.

وتنبه الصحيفة إلى أنه ليس من الحكمة استباق الأحداث ونتائج التحقيقات رغم أن الموقوفين تم اعتقالهم كمشتبه بهم ولا حاجة لتكرار تلك المقولة القضائية والعدلية العتيقة "إن المتهم بريء حتى تثبت إدانته" خاصة أن حساسية الوضع اللبناني الراهن لا تحتمل صب الزيت على النار ولا إثارة قلاقل.

غير أن ما يجب التعويل عليه هو أنه يرجى لهذه التحقيقات أن تتوجه بأصابع الاتهام للجناة الحقيقيين ليبرأ لبنان من حفنة من القتلة المحترفين الذين بمقدورهم أن يدبروا كل هذا القتل المروع وإشاعة كل هذا الدمار الذي جعل شخصيات لبنانية تغادر بلدها إيثارا للسلامة بمن فيهم نجل الحريري ذاته.

"
تداعيات زلزال اغتيال الحريري يبدو أنها بدأت تنتج عواصف مصدرها التحقيقات التي تجريها اللجنة الدولية برئاسة الألماني ميليس وهي عواصف ستشتد أكثر فأكثر كلما اقترب موعد إصدار ميليس تقريره النهائي
"
الخليج الإماراتية

وترى الصحيفة أن تقديم هؤلاء الجناة للعدالة لم يعد فقط تحقيقا للعدالة ولكنه أيضا تحقيق للأمن بلبنان وتهدئة لروع شعب وبلد يستحيل أن تستقيم وتتحرر الحياة السياسية فيه بينما السيوف مسلطة على الرقاب والتهديدات المبطنة باقية، والسم الذي تدسه مافيا محترفة تضع لنفسها أجندة ولائحة سوداء تتولى تنفيذها بطرق دموية مقيتة ومروعة يشيع قلقا ورعبا خاصة أن مثل هذه الحالة الأمنية المتفاقمة قد تجعل البعض يهربون منها مجددا لتدهور أمني مجدد.

عواصف ميليس
في نفس الموضوع جاءت افتتاحية الخليج الإماراتية تقول إن تداعيات زلزال اغتيال رفيق الحريري في 14 فبراير/ شباط الماضي يبدو أنها بدأت تنتج عواصف مصدرها التحقيقات التي تجريها اللجنة الدولية برئاسة الألماني ديتليف ميليس، وهي عواصف ستشتد أكثر فأكثر كلما اقترب موعد إصدار ميليس تقريره النهائي.

عواصف ميليس كما تسميها الصحيفة، والتي بدأت أمس باستدعاء قادة أمنيين حاليين وسابقين باعتبارهم مشتبها بهم، حسب موقف رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة، والأمم المتحدة، كان قد سبقها الكثير من الكلام والتسريبات والشائعات، ويحتاج اللبنانيون الآن وفي الغد خصوصا بعد صدور التقرير النهائي للكثير من الوعي والتبصر والعقلانية بالتعامل معها حتى لا يدخل أي مغرض على الخط خصوصا ممن يكيدون للبنان الشرور ويستفيد من أية ثغرة في جدار السلم الأهلي اللبناني.

المصدر : الصحافة الخليجية